Al-Anbaa

دياب لـ «الأنباء »: استقبلنا 45 ألف طالب من اللاجئين السوريين في لبنان السنة الماضية.. ونواجه إقبال 200 ألف منهم العام الحالي

وزير التربية والتعليم العالي اللبناني طالب الحجرف بتسهيل إجراءات إنشاء المدرسة اللبنانية في الكويت

-

في البداية نودّ تسليط الضوء على مشاركتكم في المؤتمر العالمي الأول للتعليم المفتوح والذي انعقد مؤخرا بتنظيم من الجامعة العربية المفتوحة. ٭ المؤتمــر العالمــي الأول للتعليــم المفتــوح والــذي اســتضافته الكويت يعالج مســائل تشــكل موضــوع الســاعة في مجــال التعليم العالي وهي قضية التعليم عن بعد الــذي اصبح واقعا ونحــن على يقين بــأن عدد الجامعــات التــي ســتعتمد على اسلوب التعليم عن بعد ستزداد مستقبلا ولا أقول في المنطقة فحســب وانما على الصعيد العالمي، والسبب في ذلك هــو تزايد اعداد الطلبة الذيــن يتجهــون للتعليــم العالــي، والتعليــم عن بعد شكّل مخرجا لعدد كبير منهم من اجل دراسة التخصصات التي يرغبون فيها من خلال التعليم المفتــوح، والتعليم عــن بعــد ليس امــرا جديدا فالجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة تقــدم برامج عديدة من عقود بعيــدة والجامعة العربية المفتوحة أنشئت منذ 10 سنوات في 8 دول عربية وسيتم افتتاح افرع جديدة خلال الفترة القادمة وهناك توسع في التعليم عن البعد سواء على المستوى العربي او العالمي نظرا لتزايد اعداد الطلبــة الذين يســعون الى التعليم المفتــوح، والمؤتمر يعالج امورا مهمة وحيوية لاســيما مواضيــع ضمــان الجــودة وأســاليب التعليم ووضع المناهج للمواد التي تدرس في برامج تحت مظلة التعليم عن بعــد والمحاكاة المطلوبة في الكثير من المواد لضمان تقديم الشرح بطريقة سلســة للطلبة وجميع تلك الأمور يجب معالجتها من اجل ان تصل البرامج الى بر الأمان من ناحيــة تأمــين الاعتماد المطلــوب، ونحــن نقول في لبنــان «ما حــدا بيقول عن زيتاته عكرين »، فكل جامعة تقول انها الأفضل ولكن الذي يحســم الأمر هــو الاعتماد المؤسسي الذي تحصل عليه الجامعة على صعيد المؤسسة واعتماد البرامج على صعيد كل برنامــج، والأمــور التي ترتبط بضمــان الجودة في مختلــف التخصصــات لابد من معالجتها لكي ترى تلك البرامج النور، فنحن نتحدث عن جامعــات افتراضية في المستقبل تقدم برامج مختلفة ليــس فقط في الانســاني­ات وفي علــم الاجتمــاع ولكن ايضا في الهندســة والعلوم واختصاصات عدة، ونحن في بداية الطريق في هذا المجال وجميع تلــك الأمور حيوية ومهمة. هناك العديد من الطلبة الملتحقين بنظام التعليم المفتوح سواء في الجامعات الحكومية او الخاصة ولكن ليس هناك اعتراف بهم على المستوى الاقليمي، فما الحل لتلك الإشكالية؟ ٭ موضوع الاعتراف مرهون بسياسات الجامعات الخاصة، فهناك بعض الجامعات تتقبل ذلك الأمر ليس فقط في لبنان والمنطقة العربية وانما ايضا في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية ولكن بعض الجامعــات الأخــرى وفقــا لقوانينها الداخلية لا تتقبل ذلك الأمر ولا يمكن تعميم تلك القضية، وعلى صعيد وزراء التربيــة في العالــم العربي هناك تقبّل لوجود جامعات تقــدم التعليــم المفتــوح، وبالتالي منحها التراخيص المطلوبة، نظــرا لأنها تؤمن

نعكف حالياً على تعديل المناهج الدراسية من رياض الأطفال وحتى المراحل النهائية تحقيق استقرار سياسي وأمني في لبنان مرتبط بتغليب منطق الحوار على لغة النار ضمان الجودة هو السبيل الوحيد لتحقيق تعليم جامعي جيد ينافس التعليم الأوروبي

مخرجا لمشكلة حقيقية ليس فقط في العالم العربي وانما على مستوى العالم، والكويت حاليا تفكر في انشاء الجامعة الافتراضية وبالتالي فخلال الســنوات القادمة ســتكون هنــاك أعــداد كبيــرة مــن الجامعات وفروع الجامعات، والتغيير هو اصعب الأمور، فعلى ســبيل المثال الجامعة الأمريكية في بيروت عمرها اليوم 150 عاما وعندما فكرنا في اقرار الاعتماد المؤسسي تساءل الكثير ما الحاجة لهذا الاعتماد ولكن بعد ان حصلنا عليه وجدنا ان الوضع اليوم افضــل بكثير عن الســابق، والتوجه في المســتقبل هو للتعليــم عن بعــد وأصبح خيارا استراتيجيا لابد منه على مستوى العالم ولابد من العمل من اجل توفير ضمان الجودة لتلك الجامعات.

التعليم العالي

هل أصبحت بيئة التعليم العالي في لبنان طاردة للطلبة الخليجيين بعد ان كانت جاذبة لهم وما ابرز معوقات التعليم العالي بلبنان؟ ٭ بيئــة التعليم العالي في لبنان جاذبة لجميع الطلبة والطالبات من مختلف البلدان، سواء كانوا خليجيين او عربا وأيضا الأجانب، ومن ضمن الخطة الاستراتيج­ية للعديد من الجامعات اللبنانية هي التنوع في الجســم الطلابي وعلى سبيل المثال الجامعة الأميركيــ­ة في بيروت تضم 8300 طالــب وطالبة من 70 جنسية مختلفة وهذا التنوع في الجنســيات امر أساسي لأن الطالــب يختلــط فــي الحــرم الجامعي مع ثقافات متعددة بما يساهم في بناء شــخصيته وصقل مهاراته وخبراته، ولكن لا بد ان نؤكد ان الوضــع الأمني حاليا في لبنان خارج عن ارادة وزارة التربيــة والتعليــم العالــي ولكن نحاول بكل الامكانيات استمرار العملية التعليمية دون توقف سواء في المدارس او الجامعات. كيف تتعاملون مع تذمر المواطنين من رفع الأقساط في المؤسسات التعليمية الخاصة لاسيما في ظل الاغلاق المتكرر للمدارس نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية وخاصة في شمال لبنان؟ ٭ نظــام التعليــم العــام والعالــي فــي لبنــان علــى مستوى القطاع الخاص هو نظــام أكاديمــي حــر، ولهذا السبب توجد لدينا مدارس وجامعــات فرانكوفوني­ــة وأخرى انجلوفونية، وهناك ضوابط لرفع الأقســاط من بينها تمثيل أهالي الطلبة في المدارس عــن طريق مجلس الأهل الــذي يجب ان يوافق على موازنة المدرسة الخاصة وبالتالي فهناك مسؤولية على تلك المجالس في كل مدرسة بان تكون متيقظة فيما يخص الموافقة على الموازنة، وفيما يخص الوضع الأمني فنحن نعالج هذا الموضوع بشــكل استثنائي فعندما تكون هناك مشكلة في مدينة ما في منطقة مــا نعالجها اســتثنائي­ا ولا نغلق جميع المدارس في لبنان وهــذه السياســة التربوية نجحت في العامين الماضيين مع الأخذ بالاعتبار ان لبنان في مناطق مختلفة مر بمراحل امنية صعبة.

المناهج الدراسية

هل تركز المناهج الدراسية في المدارس والجامعات اللبنانية على تعزيز روح المواطنة والتسامح وثقافة الحوار لدى الطلبة لاسيما أن الدستور اللبناني ينص على تلك المبادئ؟ ٭ أشكرك على هذا السؤال، فقد شاركت في اعمال المنتدى العالمي لحــوار الأديان الذي انعقد في العاصمة النمساوية ڤيينــا تحت عنوان «صورة الآخر» وذلك بدعوة من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والثقافات، فمنذ ان توليت وزارة التربية والتعليم العالــي في لبنان أوليت هــذا الموضوع أهمية بالغة حيث وجدت ان المناهج التربوية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشــر لم تعدل منذ 15 عاما، ومنــذ عامين عندمــا توليت مســؤولية الوزارة باشرت بإعادة النظر في المناهج وقد وافق مجلس الــوزراء على المناهج الجديدة فيما يخص رياض الأطفال والحلقة الأولى من الصف الأول حتى الثالث الابتدائي، وحاليا نحن على وشــك الانتهاء مــن الحلقة الثانيــة بــدءا مــن الصــف الرابع الابتدائي وحتى الصف السادس، وموضوع المواطنة هو جزء من التربية الوطنية وبالتالي فإن كل تلك المبادئ ستدخل في المناهج الجديدة، كمــا ان هناك أنشــطة تدعم تلك المبادئ في مادة التربية الوطنية، وأؤكد على اهمية ذلــك الموضــوع كونه يعمم ثقافة الحــوار وقبول الآخر والعالم العربي اليوم في امس الحاجة لتلــك المبادئ ليس فقط في لبنان وانما في العالم بأسره، فمن يحاربون اليوم في سورية ليسوا فقط عربا وانما يأتون من الشيشــان وأميــركا وأوروبــا ومن كل العالــم، وبالتالي فإن ثقافة الحوار يجب ان تكون جزءا من المناهج تشــرب بالمعلقة منذ الصغر لكي ينمو الطفل ويتقبل الآخر ويرى ان وجهة النظر المخالفة هي أيضا قد تكون صحيحــة، وهذا تحد كبير فقد استطعت ان أنهي 9 سنوات من المناهج وتبقى تعديــل المناهج مــن الصف السابع وحتى الصف الثاني عشر، وأتمنى اذا تم تشكيل حكومــة جديــدة ان يتولى الوزير القادم هذا الموضوع لانهاء تعديل المناهج الدراسية كافة. هل هناك تيارات سياسية او تكفيرية عارضت تعديل المناهج الدراسية؟ ٭ نحن ننظر الى الموضوع نظرة أكاديمية بحتة وننظر للإنســان كإنســان فالمركز التنمــوي للبحوث والانماء الذي يعمل تحت مظلة وزارة التربيــة والتعليــم العالــي هو المخــول بتعديل المناهج الدراسية التي يدرسها الطلبة وبالتالــي فهــو يعمــل لكي يبني الانسان، وتلك المناهج تطبق علــى طلبة القطاعين الحكومي والخاص، ولدينا في لبنــان مليون طالب في نحو 3000 مؤسســة ما بين القطاعين الخاص والحكومي ولدينا اكثر من 150 جنسية فــي المــدارس الخاصة و20 جنسية في المدارس الحكومية وعندما نضع المناهج لا تكون للمواطن اللبناني فقط وانما لأي انسان يدخل تلك المدارس. أصبحت الساحة اللبنانية مشتعلة دائما والأجواء الطائفية مشحونة وطال هذا الأمر المؤسسات التعلمية فما الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها بالجامعات لتحاشي وقوع مثل هذه الفتن؟ ٭ ما يحدث داخل الجامعات لاسيما بالنسبة للانتخابات الطلابيــة فهــذا امــر تقرره الجامعــات الخاصــة تحت مظلة الحرية الأكاديمية، اما اذا خرجت عــن هذا النطاق فالقــوى الأمنيــة هــي التي تتولى تهدئة الأمور ولم تكن هناك حاجــة لهذا الموضوع في السنوات الماضية ما عدا حالات استثنائية قليلة.

اللاجئون السوريون

لبنان بلد مضياف بطبعه يستضيف حاليا عددا من اللاجئين السورين من بينهم طلبة فكم عددهم؟ وهل يشكل وجودهم عبئا على النظام التربوي اللبناني؟ ٭ اســتقبلنا العــام الماضي 45 ألــف طالــب وطالبة من اللاجئين السوريين في القطاع الرســمي، أما العــام الحالي فأقول اننا نواجه تسونامي تربويــا لأننا نســتقبل 200 الــف طالبــا مــن اللاجئــين السوريين الى القطاع الرسمي فقط بزيادة تبلغ 80% وهذا الأمر شبه مستحيل ولكننا ســنعالجه لأننــا ننظر لهذا الموضوع من منظور انساني بحت، فــلا بد من مســاعدة جميع الطلبة على التحصيل العلمي، ومن منطلق آخر فإن هــذا الطالب داخل المدرســة ســيكلف اقل بكثير مقارنة بوجــوده خارجها نظرا لأن وجوده في الشارع سيخلق اشكاليات امنية واجتماعية. هل سيمنح الطلبة شهادات او تصاريح تدل على اتمامهم العام

عدد الجامعات التي تعتمد أسلوب التعليم المفتوح في تزايد مستمر بيئة التعليم العالي في لبنان جاذبة للطلبة الخليجيين والعرب كل جامعة تقول إنها الأفضل ولكن الذي يحسم الأمر هو الاعتماد المؤسسي الذي تحصل عليه توجد لدينا مدارس وجامعات فرانكوفوني­ة وأخرى إنجلوفونية ثقافة الحوار يجب أن تكون جزءاً من المناهج تشرّب للطالب بالملعقة منذ الصغر لكي يتقبل الآخرين لدينا مليون طالب في 3000 مؤسسة تعليمية ما بين القطاعين الخاص والحكومي المدرسة اللبنانية في الكويت ستؤمّن تعليماً متميزاً ليس فقط للبنانيين ولكن لكل من يقصد هذه المدرسة

الدراسي في حال أرادوا معادلتها في اي دولة اخرى؟ ٭ نعم بالتأكيد فهم ينخرطوا في نظام التعليــم اللبناني واذا نجحوا يحصلون على شهادات.

المدرسة اللبنانية بالكويت

متى سترى المدرسة اللبنانية في الكويت النور؟ وهل هناك اجراءات جادة لتحقيق ذلك الهدف؟ ٭ أتمنى ان يتم ذلك الموضوع بأســرع وقت ممكــن ولكنه حاليا في عهدة وزارة التربية الكويتيــة برئاســة د.نايف الحجرف هو أدرى بمتطلبات هــذا الموضــوع وأتمنى من الكويــت كما عاهدناها دائما ان تساعدنا في تحقيق ذلك المطلب وهي دائما سباقة في مساعدة لبنان واللبنانيي­ن، فإنشاء المدرسة اللبنانية في الكويت سيؤمن تعليم متميز ليس فقــط للبنانيين ولكن لكل من يقصد هذه المدرسة. كيف يمكن تحقيق استقرار سياسي وأمني في لبنان خاصة بعد التفجيرات التي حدثت مؤخرا وتلافي تأثيرها على النظام التربوي؟ ٭ يمكــن تحقيق اســتقرار سياسي في لبنان عندما يكون منطــق الحوار هو الســائد وليس لغة القتل والنار ولا بد للمتخاصمين ان يجلسوا على طاولة الحوار وان يعتمدوا على الحوار كأســلوب لحل مشاكلهم، هذا ينطبق ليس فقط على لبنان بل على جميع دول العالم، فنحن قد نختلف ولكن لا بد ان نحترم بعضنا البعض، فالاتحاد الأوروبي يضم دولا من ثقافات ولغات متعددة ومختلفة ويجتمعون لايجــاد حلــول اجتماعيــة واقتصادية، فلا بد من التركيز على الحوار المتبادل والبناء الــذي يجمع جميع الأطراف بدلا مــن التطرق الى الأمور التي تــؤدي الى التفرقة من اجل حل جميع مشاكلنا. وأنت عضو من اعضاء الحكومة اللبنانية الحالية كيف تنظرون الى الاتفاق الإيراني ـ الأميركي؟ ٭ أنا لست مخولا بأن أتحدث باسم الحكومة اللبنانية وهذا السؤال يجب ان يوجه لرئيس الحكومة اللبنانية. ما الذي ينقص التعليم في العالم العربي بشكل عام حتى تتوجه الغالبية للدراسة في أوروبا؟ ولماذا لا نوفر بيئة التعليم الخارجي في دولنا العربية؟ ٭ ضمان الجودة هو السبيل الوحيد لتحقيق تعليم جامعي جيد ينافس التعليم في الدول الأوروبيــ­ة المتقدمــة، وأن تسعى الجامعات للحصول على الاعتماد من المؤسسات العالمية. خلال زيارتكم للكويت وأثناء لقائكم بوزير التربية والتعليم العالي د.نايف الحجرف هل تم الاتفاق على اي مشاريع مشتركة بين البلدين في مجال التربية والتعليم العالي؟ ٭ أبوابنــا دائمــا مفتوحــة للتعــاون مــع الكويــت، وتباحثت مع الوزير د.نايف الحجرف في عدة أمور وأتمنى ان يستمر التعاون بين لبنان والكويت التي أعتبرها بلدي الثاني، في قضايــا التربية والتعليم العالي.

 ??  ?? وزير التربية والتعليم العالي اللبناني د.حسان دياب
وزير التربية والتعليم العالي اللبناني د.حسان دياب
 ??  ?? د.حسان دياب متحدثا إلى الزميلة آلاء خليفة
د.حسان دياب متحدثا إلى الزميلة آلاء خليفة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait