الصفطي: أجهزة رخيصة بتقنية النانو لرصد وإزالة أي ملوثات إشعاعية
ضمن أنشــطة ورشة عمل «معالجــة مياه البحــر الملوثة بالمــواد النووية »، التي نظمها معهد الكويت للأبحاث العلمية بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ألقى البروفيسور شــريف الصفطــي محاضــرة حول «القــوة الكامنة للتقنية النووية» وذلك في قاعة الشيخ جابــر الأحمد بمقــر المعهد في الشويخ. وتناول البروفيسور الصفطي في محاضرته تأثير تقنية النانو في حياتنا اليومية، وأكد أن حياة الناس في القرن الحادي والعشــرين ستعتمد اعتمادا كبيرا على تقنية النانو، كما سلط الضوء على اختراعه حول تنقية المياه بواسطة مواد بحجم النانو، مبينا أن مثل هذا الاختراع يشكل أهمية خاصة لدولة مثل الكويت التي تعتمد على تحلية مياه البحر.
من جانبه، أعرب مدير عام المعهــد د.ناجــي المطيري عن أهميــة تقنيــة النانو وتحدث عن إمكانية الاستفادة من تلك التقنية في الوطن العربي من خلال تطبيقاتهــا المختلفة في العديد مــن فــروع العلم مثل البيئــة والطــب والاقتصــاد والتكنولوجيــا فــي الوطــن العربي، مشــيرا إلى أن المعهد يجــري العديــد مــن الأبحاث المتعلقــة بتقنية النانو، حيث يمتلــك المعهد أفضــل وأحدث معامــل تكنولوجيا النانو في المنطقــة التــي يشــرف عليها اختصاصيون أكفاء.
كمــا تناولــت محاضــرة البروفيســور الصفطــي مدى فاعلية مواد إسفنجية لأنظمة تنظيــف مــواد إشــعاعية تم تطويرهــا من قبــل مجموعة باحثــين يابانيــين عملــوا بقيادتــه أثناء حادثــة محطة فوكوشــيما النوويــة لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث نجح البروفيســور الصفطــي فــي تصميــم مجموعة من الأجهزة والمواد بتقنية النانو رخيصة وسهلة الاستخدام لتحديد وجود الملوثــات الإشــعاعية بصريا والعمل على إزالتها باستخدام مــواد نانومترية تعمل بكفاءة عالية، وتم استخدامها في إزالة المــواد والعناصر الإشــعاعية بنجاح وبشكل كامل من المياه الملوثــة فــي محطــة كهربــاء فوكوشــيما النوويــة، التــي تعرضت عام 2011 لهزة أرضية هائلــة بدرجــة 9 على مقياس ريختر، وأدت موجة التسونامي البحرية إلى تعطيلها وتسرب المواد الإشعاعية منها إلى مياه المحيط الهادي.
كمــا اســتطاعت التقنيات التي تم تطويرها من قبل فريق الباحثين اليابانيين بقيادته إلى إزالة كاملة لعناصر سامة جدا كالزرنيخ والزئبق والكادميوم والرصاص والكروم والزنك من مياه الصرف الصناعية وإعادة فصلها لإعادة اســتخدامها في مجــال مراقبــة وفصــل المواد الإشــعاعية من الميــاه، فقد تم تطويــر تقنيــات لفصل اليود والسترونشــيوم والسيزيوم والكوبالت من المياه العذبة ومن مياه البحر والعمل على خفض فاعليتها الإشعاعية والتحكم بها لإعادة استخدامها. ومن المتوقع أن يكــون لهــذه الاكتشــافات مجال واسع في الاستخدامات الصناعية والعسكرية والحد من الملوثات السامة وغيرها ولدى البروفيســور الصفطي 20 براءة اختــراع وأكثر من 190 منشــورا علميــا في مجلات علمية محكمة في مجال تخصصه. وتقديرا للدور البارز للبروفيسور الصفطي لنيل جائزة نوبل.
والجدير بالذكر أن البروفيسور شــريف الصفطي متخصص في علم النانو وهندســتها في كلية الدراســات العليا والتكنولوجيا - جامعــة واســيدا بطوكيو في اليابان، وهو أيضا باحث رئيسي يعمل على رأس فريق من الباحثين تتركز أبحاثهم علــى ديناميكية المــواد النانومتريــة وتصاميمها في المعهد الوطنــي لعلوم المواد في اليابان.