نجح الاستجوابان وفشلت الحكومة ومؤيدوها

لم أتخيل أبدا أن تتم مناقشة استجوابين يتعلقان بخطة وبرنامج عمل الحكومة وأدائها في الفترة السابقة والمقدمين من نواب الأمة الكويتية الغاضبة على الحكومة وأدائها وبرنامجها وحال الوطن جراء ما يعانيه من ترد وتخلف وفساد على كافة المستويات، دون أن ينطق أحد ممن يمثلونهم بكلمة تعبر عن غضب الأمة ولو بالكذب أو عبر تمثيلية صغيرة أو بأي صورة من الصور، بل رأيت من يدافع عن الحكومة بشراسة رغم أن سمو الرئيس لم ينطق بكلمة دفاع واحدة لا عن الحكومة ولا عن برنامجها ولا حتى أدائها، وحصر حديثه بدستورية الاستجوابات فقط لا غير، بالرغم من أن الاستجوابين جاءا في أكثر من 12 محورا وكل محور أخطر من الآخر، ولكن سموه لم يرد على محور واحد ولو بشكل عابر، بل إن النائبة صفاء الهاشم سألت أسئلة خطيرة وعرضت لمفاسد عظيمة جاءت في برنامج عمل الحكومة منها أن سين المستقبل وردت في 37 صفحة هي برنامج عمل الحكومة أكثر من 55 مرة وقالت إن برنامج الحكومة سيكلف الكويت وأهلها أكثر من 12 مليار دينار وهدف الحكومة إعادة الكويت لمؤشرات العام 2009. والحقيقة ان الاستجوابين كشفا عن تقاعس خطير في أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية مؤداه أن لا أمل بالمستقبل القريب )اربع سنوات عمر المجلس والحكومة الدستوري( في إحداث أي إصلاح أو تنمية للكويت بل اننا أقرب لتوسع وتمدد مساحات الفساد والتخلف.. ولنا فيما جرى للكابتن سامي النصف بسبب صفقة طائرات من دون عمولات وتوفيره على المال العام مما تسبب في عزله دون الحديث معه أو إحالته للتحقيق، دليل على ما ينتظر الكويت والكويتيين في قابل الأيام.. والله المستعان. ورغم الإحباط والخوف على مستقبل الوطن فقد نجح الاستجوابان في الكشف عن السبب الحقيقي في تخلفنا بشكل عملي، وأدى النائبان الهاشم والعدساني دورهما الدستوري وبرا بقسمهما أمام الله والشعب الكويتي، وبينا للكافة أن سبب تخلفنا ليس الحكومة وأداؤها فقط بل يشاركها مناصفة ممثلو الشعب.. الذين يفلقون رؤوس ناخبيهم في الحديث عن فساد وتردي أداء الحكومة أثناء الانتخابات.. ولكنهم في المجلس يكونون حكوميين اكثر من الحكومة، لقد رأينا نوابا بدلا من ان يطلبوا من الحكومة إصلاح برنامجها وأدائها ذهبوا بعيدا في تمجيد الحكومة ورئيسها ويشيدون بإنجازاته..! ويصبون جام غضبهم على النائب الهاشم! نعم ان السبب الحقيقي فيما نعيشه من فساد وترد سيستمر ويتواصل وان اول خطوة للتصدي له تتمثل في إصلاح القرار الانتخابي لجمهور الناخبين باختيار الأكفاء وعلى أساس وطني بمنأى عن اي اعتبارات اخرى.. ومراقبة ومحاسبة النائب على قراراته ومواقفه تحت قبة عبدالله السالم.. يجب أن يحدث هذا وبأسرع وقت وإلا سيذهب مستقبل الكويت للمجهول «لا قدر الله» وأموالها ستذهب لبعض الجيوب المسعورة التي لا تشبع. بحق لقد نجح النائبان ونجح الاستجوابان في اجلاء حقيقة ضعف وعجز الحكومة ومؤيديها في مجلس الأمة وداعميها خارجه في الدفاع عن أدائها وبرنامجها الهزيلين بل وحشراهم في زاوية الحرج الضيقة.. والباقي صار في عهدة الرأي العام الكويتي وجمهور الناخبين في المحاسبة.