Al-Anbaa

اضبط أكلاتك تسعد حياتك

- alounebtis­am_ @ - comgmail. own@m. Ebtisam.

لم يخلقنا الله عز وجل عبثا بل خلقنا سبحانه وتعالى لغاية عظمى قال تعالى: )وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون( أي خلقنا لرسالة سامية وهي عمارة الأرض وحملنا أمانة ثقيلة عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها وهي العبادة والدعوة إلى الله وتأدية حقوق العباد. والمتأمل للواقع يجد كثيرا من الناس ضيعوا الهدف الأسمى في الوجود وانشغلوا بالوسائل دون الهدف الحقيقي من الخلق فصار همهم «يعيشون ليأكلوا لا يأكلون ليعيشوا» فكثير من الناس اعتادوا على أكل النافع والضار والغث والسمين وحتى النافع من الطعام باتوا يأكلونه بإسراف ويصرفون جل أوقاتهم في شراء وتحضير الطعام ومتابعة برامج الطبخ، وأدمن الكثيرون ارتياد المطاعم ومحلات الوجبات السريعة التي امتلأت بها البلاد وانشغل بها العباد، وينفق كثير من الناس الأموال الطائلة في شراء كتب الطبخ حتى باتت تتصدر مبيعات الكتب في المعارض والأسواق وهذا مؤشر خطير على تخلف المجتمع وتدني الثقافة والفكر المجتمعي فيه. بل الأدهى والأمر أنه صار الفرد يقضي يومه كله ما بين الأكل والشرب وحتى اللقاءات العائلية صارت تعج بموائد الطعام العامرة وكذلك الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة والصروح الأكاديمية لم تسلم من هذه الثقافة الغذائية الخاطئة. فمن الحكمة ان نختار طعامنا بطريقة سليمة وصحيحة ولكن هذا لا يعني أن يكون الأكل شغلنا الشاغل في الحياة فلابد من التوازن في كل شيء دون إفراط ولا تفريط، فالذي يعيش ليأكل شخص لا يعرف الغاية من خلقه ولا الهدف من وجوده فيعيش للجسد ومتطلباته وينسى متطلبات الفكر والروح. ومما يترتب على الشراهة وممارسة السلوكيات الخاطئة في تناول الطعام هو انتشار السمنة والأمراض المصاحبة لها والتي ربما تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، وتؤثر السمنة على الحالة البدنية والاجتماعي­ة والنفسية للبدين حيث تسيطر عليه المشاعر السلبية ويصاب بالاكتئاب والشعور بعدم الرضا عن الحياة. ومن الحوادث المؤلمة عن السمنة حادثة الخطوط الجوية البريطانية عندما منعت أحد ركابها المصابين بالسمنة المفرطة من الصعود إلى الطائرة حرصا منها على سلامة الركاب والطائرة، وعلى أحد مواقع اليوتيوب قام رجال الإطفاء بنقل المريض المصاب بالسمنة من بيته إلى المستشفى بواسطة جرافة، وذلك لتعذر نقله بواسطة سيارة الإسعاف. اضبط أكلاتك تسعد حياتك، كيف يكون ذلك؟ قل لي ماذا تأكل؟ أقل لك من أنت وبماذا تفكر. فلطعامنا تأثير على أفكارنا وسلوكياتنا فأساس كل مرض هو المعدة والحكمة تقول : «المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء » ويقصد بالحمية هي النظام الغذائي الصحي المعتدل وحتى نحمي ذواتنا ونستمتع بأكلاتنا لابد أن نتعلم ماذا نأكل، ومتى نأكل، ولماذا نأكل؟ ومما يعين على الاستمتاع بالحياة وتفادى السمنة هو تغيير أسلوب الحياة والعادات الغذائية السيئة إلى أسلوب صحي متوازن بحيث يرفع الشخص مستوى حركته ويقلل من تناوله للأطعمة الضارة، فقد أثبتت الدراسات أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان، وأكدت الدراسات ان السبب الأول والأهم والأوحد في 90 % من حالات السمنة هي الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية وخاصة الوجبات السريعة المنتشرة في العالم والتي أدت بدورها إلى انتشار السمنة والأمراض المصاحبة لها. وتعتبر الرياضة من العادات الصحية الجميلة التي تسعد الإنسان وتجدد حياته فقد بينت الدراسات أن ممارسة الرياضة من الأمور المسببة لرفع المزاج وحرق الطاقة وتقوية العظام والعضلات وتنشيط الدورة الدموية بما يقلل من فرص التعرض للعديد من الأمراض. كل هذا يتم باختيار الإنسان، فالاختيار عملية عقلية يتم فيها معالجة أفكارك نحو غذائك والحياة بصورة عامة فأفكارك هي التي تختار أكلاتك وتجدد حياتك، والاختيار مهارة نتعلمها كمهارة قيادة السيارة وغيرها من المهارات، وهي لعبة اما أن تنجح فيها وتحقق مقولة اضبط أكلاتك تسعد حياتك أو تفشل فيها وتفرط في أكلاتك وتتدهور حياتك.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait