«إكسبو كويت» يا سمو الرئيس!

كما ذكرت في مقال سابق تجاوز سمو رئيس مجلس الوزراء الاستجوابات بكل سلاسة ويسر، واستطاع أن يعبر جسر الثقة بنجاح هو ووزراؤه وباقتدار، حيث خرج الجميع راضين على غير المتوقع فقد كنا نعتقد أن الأغلبية الحكومية ستنتزع النصر رغما عن المعارضة الضعيفة، ولكن ما نقرأه بين السطور أن الجميع متفق على عبور الرئيس هذه الاستجوابات وأنه يستحق العبور بأمان. واستطاع الشيخ جابر المبارك أن يكتسب ثقة المواطنين بأن صعد للمنصة في سابقة هي الأولى من نوعها ليس لصعوده المنصة، ولكن لأن يصعد في جلسة علنية يقود وزراءه ويقول كل وزير مسؤول عن أعماله ويدافع عن نفسه لنرى يوما تاريخيا ماراثونيا وليثبت جابر المبارك وحكومته أنه ليست لديهم مشكلة في المناقشة والصعود وحتى طرح الثقة. نختلف مع جابر المبارك في كثير من الأمور، ولكن والحق يقال إن الرجل عبر بنجاح واستطاع أن ينال رضا المواطنين لحد بعيد بشفافيته ومكاشفته وعلانيته، ولكن هنا نقول لسمو الرئيس إن الوقت الحالي مناسب جدا والفرصة ذهبية لتحصد رضا المواطنين وتنال ثقتهم بكل اقتدار وذلك بأن تكون رجلا قريبا من الشارع يشعر بهموم المواطنين ويعرف معاناتهم ويقوم على مساعدتهم. الفرصة الآن فريدة، وبعد أن انتهيت من الاستجوابات لم يعد هناك ما يؤرقك.. انزل إلى الشارع.. كثف جولاتك الميدانية وتابع المشاريع وتابع نقاط الخلل ومواقع وبؤر الفساد، اذهب وضع حجر الأساس لهذا المشروع وذلك المبنى، تفقد الوزارات وتابع الأعمال وأعط الأوامر بالانتهاء من المشاريع في مدد زمنية قريبة. يا سمو الرئيس اجعلنا نلمس حرصك على مصلحتنا كمواطنين بسطاء.. اذهب للمستشفيات وعاود المرضى وانظر في شكاواهم، خذ معك ثلة من الإعلاميين ورجال الدولة، واذهب إلى المدارس وتابع سير العمل فيها سواء حكومية أو خاصة، استمع لشكوى الطالب والمدرس والمدير، وخذ قرارات فورية برفع المعاناة عن المظلومين. يا شيخ جابر، دبي ربحت تنظيم أكبر مؤتمر في العالم «اكسبو ».. ونحن مازلنا مكانك راوح، نعاني مشاكل في الكهرباء والمياه والإسكان والتعليم والصحة وغيرها الكثير من المشاكل البدائية. نحن نريد «اكسبو » بسيطا ونريد حلما صغيرا هو أن نراك تدفع عجلة التنمية بكل ما لديك من قوة وتحقق لنا الاحتياجات الأساسية في الحياة دون معاناة أو تعب أو إذلال، هذا هو اكسبو المواطن الكويتي يا سمو الرئيس.. فمتى يتحقق؟