Al-Anbaa

اشتباكات طرابلس المتجددة تخرق الاهتمامات الرئاسية وتساؤلات حول إمكان حلحلة أزمة الحكومة قبل نهاية العام

مصادر لـ «الأنباء »: اضطراب أمن الشمال مؤشر على ارتباك الهجوم في القلمون

- بيروت ـ عمر حبنجر

المشــهد لبنانيــا، يمكــن ايجــازه بنقطتــين: تصويب الأنظــار علــى الانتخابــ­ات الرئاســية في مايــو المقبل، مع متابعة معضلة تشــكيل الحكومة، تحت أضواء خافتة، والتركيز على احتواء الوضع الأمني المتفلت، والمتجه نحو تفلت أوسع، كلما اقتربت نار الجوار الســوري من لبنان، بانتظار نضوج المســاوما­ت الاقليمية والدولية حول هذه المنطقة من العالم.

وبموازاة ذلــك تتواصل الدعوات الى حزب الله لوقف تدخله في الحرب الســورية والالتزام بإعان بعبدا الذي سبق أن وافق عليه ممثله في هيئة الحــوار النائب محمد رعــد، مع التذكيــر بالتفاهم الايرانــي ـ الدولي، المفترض أن يشــجع حــزب الله على الخــروج من هــذه المحرقة، لكن يبــدو أن وجود الحزب في قلــب الصراع الســوري مرتبط بمآل فتــرة الانتقال التي حددها الاتفاق الإيراني ـ الاميركي ـ الاوروبي بستة أشهر، وخال فترة الانتقال يحــاول كل مــن الفريقــين الحكومي والمعارض تعزيز سيطرته الميدانية، أقله قبل 22 يناير، حيث الموعد المفترض لانعقــاد مؤتمــر جنيــڤ2 ، والظاهــر ان جيــش النظام وحلفاءه، لم يحققوا التقدم الذي يأملونه قبل هذا التاريخ، خصوصا في منطقة القلمون، بوابة المعارضة على لبنان، باعتراف الاوســاط القريبة منه في بيــروت لـ «الأنباء » أمــس، مما يخشــى معه من إشــعال المواجهــا­ت مجــددا على محاور طرابلس، بقصد اشــغال مناصري المعارضة السورية في لبنان، عما يجري في المقلب الآخر من سلسلة جبال لبنان الشرقية.

وبالفعــل وبالفعل عادت الاشتباكات بشكل عنيف الى المنطقــة أمس، حيــث قالت مصادر إعاميــه لبنانية ان الاشــتباك­ات العنيفة وقعت في منطقة باب التبانة التي تسكنها أغلبية سنية وعند حارة البقار وساحة الأميركان والشعراني وقام الجيش بالرد على مصادر النيران. وأفادت مصــادر بــأن الاشــتباك­ات أسفرت عن أربعة قتلى بينهم طفــل و10 جرحى على الأقل بينهم ثاثة من رجال الجيش اللبناني. عادت الاشتباكات بشكل عنيف الى المنطقة أمس، حيث قالــت مصادر إعامية لبنانية ان الاشتباكات العنيفة وقعت في منطقة باب التبانة التي تســكنها أغلبية سنية وعند حارة البقار وســاحة الأميركان والشــعران­ي وقام

البطريرك الراعي يقترح سلة أسماء لاختيار الأفضل وطنياً عون يستبعد انتخاب رئيس أو تأليف حكومة

الجيش بالرد علــى مصادر النيران. وأفادت مصادر بأن الاشتباكات أسفرت عن أربعة قتلى بينهم طفل و10 جرحى علــى الأقل بينهــم ثاثة من رجال الجيش اللبناني.

في غضون ذلك، الرئيس نبيه بري حاذر التطرق الى موضوع رئاسة الجمهورية، المطــروح علــى المســتوى المسيحي خصوصا، وقال انه لن يتحدث في هذا الموضوع قبل 25 مــارس المقبل، وهو موعد بدء مهلة الستين يوما الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد.

لكن العماد ميشال عون، حسمها سلبيا، بقوله أمس: لا انتخاب رئيس ولا تأليف حكومــة، وإذا كان د.ســمير جعجــع يعتبر نفســه قويا فأنا أرشحه.

وأضاف عون لـ «النهار »: جعجع قال انه ضد ترشيحي. هو ونحن نريد رئيسا قويا، وأنــا لســت مرشــحا، وإذا كان أصحاب القــرار في هذا الموضوع يريدونني فأنا لن أتخلى عن الواجب.

وعن الخيار بــين الفراغ الرئاســي والتمديد للرئيس ســليمان قال: التمديد يعني الفراغ، فبالتمديد يعني أننا نمدد للفراغ، مشددا على أن الحــل بتأليــف حكومة، ولا تأليف حكومة يعني لا انتخاب رئيس. وخافا لموقف النائب سليمان فرنجية، تحفظ عون على انتخاب رئيس بنصاب النصف زائــدا واحدا، وقال: على الرئيس الحصول على أكبــر تفاهــم حولــه، وهــو بالثلثين غير قادر على الحكم فكيف بالنصف زائدا واحدا.

عون اعتبر أن الرئيسين سليمان وميقاتي يوقعان على ما يقرره سهيل بوجي )الأمين العام لمجلس الوزراء(.

البطريرك الماروني بشارة الراعي تحدث عن حاجة ماسة الى التوافق على آلية انتخاب رئيس الجمهورية، ومن غير الجائز ترك الموضوع للخارج.

ونقــل زوار الراعــي عنه رفضــه ان يأتــي رئيــس الجمهورية معلبا من الخارج، وســأل لمــاذا لا نتفــق علــى سلســلة من الأسماء ونترك لمجلس النواب اختيار الرئيس الذي يحظى بقبول وطني، ولا يشكل تحديا لأحد.

وكانت «الأنباء » أشــارت الى المرشحين الثمانية الذين اســتعرض الراعي أسماءهم مع عضوية كتلة المســتقبل النائبين أحمد فتفت وهادي حبيش.

حكوميــاً، زار الرئيــس المكلف تمام ســام القصر الجمهــوري امــس، وعقــد مباحثــات مــع الرئيــس ميشــال ســليمان تناولت الموقف الحكومي من زاوية التطورات الاقليمية المتصلة بالاتفــاق الدولي ـ الايراني حول ملف طهران النووي. والاوساط المتابعة استنتجت مــن المباحثــا­ت ان الأزمــة الحكوميــة لا تــزال تراوح مكانهــا، بانتظــار حصول تطور اقليمــي يعيد خلط الاوراق المحلية، وهذا التطور ليــس ببعيد، لا بل ان هذه الاوساط توقعت لـ «الأنباء » ان تتبلور صورة الحكومة العتيدة بحدود نهاية السنة الحالية، في ضوء ما تبلغه الرئيــس نبيــه بــري مــن المســؤولي­ن الايرانيــ­ين عن الرغبة في المساهمة بتنفيس الاحتقان السائد في لبنان، وعلى نحو يحفظ ماء وجه مختلف الاطراف.

لكن يبــدو ان مثل هذه الاجــواء، لــم تبلــغ بعض اوساط 14 آذار بدليل الحملة القاسية التي شنها خطباء الاحتفــال بذكــرى اغتيال رئيــس الجمهوريــ­ة رنيه معوض الثالثة والعشرين، حيــث دعا رئيــس «جبهة الحرية والاستقال » ميشال رنيه معوض، قوى 14 آذار الى انشاء «جبهة الاعتدال في لبنان» ، منتقدا بشدة حزب الله.

وبالعــودة الــى الوضــع الأمنى، قطع شــبان من المنية الطريق الدولية الشمالية إلى سورية عبر العبدة، احتجاجا على توقيف مخابرات الجيش لأحد المطلوبين.

وأثناء محاولة الجيش فتح الطريق جرى رشقه بالحجارة فحصل إطاق نار أســفر عن مقتل شــخصين أحدهما علي محمد البحصة، وجرح أربعة آخرين إضافة الى ثاثة جنود.

الأمن المتوتر يتنقل ما بين طرابلــس والبقــاع، الرئيس نجيب ميقاتي ترأس اجتماعا فــي طرابلس لــوزراء المدينة الأربعــة، مضافــا اليهم وزير الداخلية مروان شربل وبعض القيــادات الأمنيــة، بحث فيه التدهور المســتجد بين التبانة وجبل محسن، الوزير بشارة شربل قال ان هناك من يحظى بغطاء سياسي محاولا ضرب الخطــة الأمنية فــي طرابلس بالوصول الى ما هو أخطر من تجدد القتال بين جبل محسن والتبانة.

من جهته، تيار المستقبل دان الاعتداءات الجبانة التي تطول العمــال والمواطنين مــن أبناء الطائفــة العلوية، معتبرا انه من سخرية القدر ان نرى رعاة العصابات الإجرامية وسارقي الســيارات ومهربي المخدرات وصانعــي «الكابتاغــ­ون » يتحدثون عن عصابات اجرامية في طرابلس، وهم مهما حاولوا الإساءة الى المدينة، فلن يتمكنوا من تاريخها في العيش الواحد بين أبنائها.

وفي ســياق متصــل، فكك الجيش اللبناني ثاث صواريخ «غــراد » مــن عيــار 107 كانت منصوبة في منطقة مشــاريع البقــاع باتجــاه بلــدة الهرمل الخاضعة لنفوذ حزب الله.

 ??  ?? مسلحون يتخذون مواقعهم في مدينة طرابلس اللبنانية أمس
«رويترز »
مسلحون يتخذون مواقعهم في مدينة طرابلس اللبنانية أمس «رويترز »

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait