Al-Anbaa

سقافة إيه يا عم علي؟

- د.نرمين يوسف الحوطي

بعيدا عن كينونة شخصية »عم علي« الذي ينتمي للطبقة البرجوازية وهذا ليس بحديثنا اليوم إلا أنه في أحد الأيام اتصل بي يسأل عن المسرح قائلا: هل يوجد مسارح في الكويت للعروض المسرحية؟ فقلت له لا يوجد إلا مسرح الدسمة. وإذ به بكل سخرية يقول: ليش بس واحد؟ فقمت بالإجابة عليه: اهي مو بس مشكلة مسارح. فضحك وقال: أنا مستعد أبني لكم مسرحا وأي زيادة أتكفل بها. ذلك هو الحوار الذي دار بيني وبين »عم علي« الذي يعتقد بأن الثقافة والمسارح ما ينقصها فقط هو المال وهنا أقول له عفوا يا سيدي فالثقافة عندما قامت أتت من تأسيس سياسات دول فلكل سياسة حضارة ثقافية تعكس صورة مجتمعها، فقضيتنا لا تكمن مشكلتها في المباني أو المراكز ولكن تكمن فيمن يدير ويخطط لثقافة المجتمع، تلك هي قضيتنا وذلك هو محور مقالتنا، في الماضي ونقصد الزمن الذهبي الذي قامت عليه ثقافة الكويت، كان مؤسسوها لا يمتلكون غير الموهبة وحب الوطن، وبتلك الأسلحة جعلوا من ثقافتهم وفنونهم سلاحا يغزو المجتمعات الأخرى على الصعيد السياسي قبل أن يكون ثقافيا، واليوم للأسف رغم أن الأغلبية يمتلكون النظريات الفنية إلا انهم تنقصهم الموهبة وحب الوطن وتلك هي المشكلة، فالثقافة لا تبنى على النظريات أكثر من أن أساسها الموهبة، والفنون لا تعطي الأوطان إذا المواطن اعتمد فنه على مبدأ الشخصانية الإعلامية، كم من قرارات ثقافية نسمع عنها وكم من مشاريع ورقية يكتب عنها إعلاميا ولكن لا نراها على أرض الواقع وكم وكم والنتيجة لا شيء، فقط أصبحت الثقافة كالمرأة الجميلة التي يأتي الكثير لخطبتها ولا يتزوجها أحد، ويبقى الحال كما هو عليه في كل يوم نسمع عن جهة تتبنى مشروعا ثقافيا وفي كل ساعة نقرأ عن لجنة استشارية تعمل على مشروع فني ولكن متى نرى بأعيننا ذلك العرس الثقافي؟ فلا نقدر أن نقول غير: سقافة إيه يا عم علي؟

من بعض الأسئلة التي مسك الختام: أضحكتني من »عم علي « عندما سألني انت مو دكتورة نقد؟ ما في غير أقول: شر البلية ما يضحك. اسأل السقافة »يا عم علي «.

 ??  ??
 ??  ?? comhotmail. alhoti@Nermin-
comhotmail. alhoti@Nermin-

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait