Al-Anbaa

صدقت سيدي رسول الله ژ

- باسل الجاسر

baselaljas­er@ - comyahoo. baselaljas­er@ أمر رسولنا الأكرم عليه أطيب الصلاة وأزكى التسليم وحث الأمة على السمع والطاعة لولي الأمر حتى ولو كان هذا الحاكم ظالما متجبرا، فقال لمن سأله.. ژ »تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع «. والسمع والطاعة واجبان لولي الأمر في تراث نبي الرحمة ژ، وما خرج عنهما إلا الخوارج في الزمن الغابر وفي أيامنا رأينا بعض الفئات يحذون حذوهم، وغيرهم من الطامعين بالحكم في العالم العربي، رأيناهم يخرجون عن هذا الأمر النبوي لأنه يكبح أطماعهم.. فرأيناهم يعزفون على آلام الناس ليركبوا عليها للوصول للسلطة ووجدناهم يطلقون ما سمي بالربيع العربي الذي نجحوا فيه إلى حد غير متصور، ولكن سرعان ما اكتشفت الشعوب سوءهم وسوء هذه الثورات، فالربيع تحول لجحيم حقيقي على الشعوب والأوطان التي ضرب فيها.. ففي مصر وتونس وليبيا وسورية واليمن بالفعل كان هناك فساد وظلم وفقر، وكان الحكام في هذه البلاد يفتقرون للقدرة على الإصلاح ولكن يسجل لهم أنهم وفروا الأمن والأمان لشعوبهم وهو أمر عظيم بل أساس كل شيء فلا عدالة ولا تنمية ولا إصلاح يتحقق في غيابه. ولكن الله سبحانه، ولله الحمد، قيض القوي الحكيم الفريق السيسي لينقذ مصر وأهلها من طمع وتسلط الإخوان، فعادت بعد أن توقع الكثيرون انها ضاعت. أما تونس فهاهو شعبها يجاهد لإزاحة الإخوان الذين فازوا في انتخابات مجلس تشريعي مؤقت لمدة تسعة شهور إلا أنهم تشبثوا به لسنتين ولازالوا لتأجيل أي عملية انتخابية بعدما اكتشف الشعب جشعهم ورداءة إدارتهم. أما ليبيا واليمن فالشعوب هناك لازالوا يعانون الأمرين منذ قامت ثوراتهم فقرا وظلما وبطالة وتمزقا.. أما سورية فحدث ولا حرج فأكثر من نصف الشعب بين قتيل ومفقود أو شريد داخل الوطن او خارجه في الخيام وزاد الفقر والظلم والقتل وتدخل الجميع في شؤونهم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وواقع الأمر، لقد ثارت الشعوب على الظلم والفقر والقهر وتحققت ثورات ما سمي بالربيع ولكن وبعد سنتين ونصف السنة »بالمعدل « نجد أن القاسم المشترك بينها هو تفاقم مساحات الظلم والفقر والقهر. وأتى فوقها ضياع الأمن والاستقرار وباتت هذه الأوطان مهددة بالتمزق وفقدان الأمل بإصلاح أي شيء وصار كل مبتغى هذه الشعوب هو تأمين لقمة العيش ولو بذلة وتدفئة الأجساد العارية من برودة الشتاء ولو بالاستجداء بعدما كانوا رغم ظلم وجور حكامهم السابقين يعيشون مستورين ولديهم الكفاية.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. نعم صدقت سيدي رسول الله ژ.. الثورة الشعبية شر مطلق فهي بمنزلة هدم الوطن على كل من فيه سينتج عنه بالضرورة تشقق نسيج المجتمع وفقدان الأمن والاستقرار وسيأكل في مثل هذه الأحوال القوي الضعيف وبما يؤدي بالضرورة إلى تمزق الوطن، فالثورة تبدأ بشعارات براقة جميلة ولكنها تنتهي بالظلم والفقر والخوف.. فنعمة الأمن والاستقرار يجب صونها ولا بأس من انتقاد الظلم والفساد ولكن في إطار الوطن والنظام، أما الخروج على النظام العام وتهييج الناس فقد ثبت فساده لدى الشعوب التي اكتوت بنار الربيع الحارقة. ولكن كيف علم رسولنا ژ بنتيجة الخروج على الحاكم ولو كان ظالما؟ إنه الإعجاز الرباني فهو من قال فيه العلي البصير جل وعلا (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى( »النجم «.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait