صلاح الساير

من يرصد الأحداث في المنطقة ومسار حركة التطورات في العالم يتوقع أن تغلق الجامعات كليات العلوم السياسية فيها وربما حولتها إلى كليات للسحر وضرب الودع يقوم فيها السحرة بتعليم الطلبة علوم السحر والتنجيم وقراءة الفناجين كي يمتلكوا القدرة على التحليل السياسي بعد أن صارت الأحداث تجري على نحو غريب لا يخضع للمنطق السليم ولا يتفق والنظريات السياسية المعهودة. إيران تعقد اتفاقا مع القوى العظمى للسيطرة على نشاطها النووي! الاخوان المسلمون يصعدون مع بداية الربيع العربي ثم يهبطون إلى الدرك الأسفل! الجنود الأميركان يموتون في العراق من أجل تحويله إلى »مثال يحتذى« للصراع المذهبي! القوى المتطرفة تهيمن على الثورة السورية! كوريا الشمالية تعلن للمرة الأولى إعدام قيادي بارز فيها هو زوج عمة الرئيس! أميركا تفرط في علاقتها الوثيقة مع مصر (!). الخواتيم لا تشبه البواكير والنتائج ليست لها علاقة بالمقدمات، ويبدو أنه صار على الحكام والقادة التخلص من المستشارين السياسيين والاقتصاديين والعودة إلى الماضي ليفعلوا ما كان يفعله الملوك القدماء عندما كان الملك يستعين بالسحرة والكهان لكشف الطالع ومعرفة نوايا الخصوم أو التكهن بنتائج الحروب، فمعرفة كنه التطورات وتفسيرها أمست مسألة تخضع للتنجيم لا للتحليل السياسي!

تنجيم لا تحليل