Al-Anbaa

الكويت أدارت أزمة «كورونا» باقتدار ومستعدة ألي وباء مستقبال

ﲡهيز دليل لكل العاملني الصحيني حتى يتسنى لهم الوقوف على العناصر الالزمة للتوصل إلى درجة قصوى من االستعداد البدر: جلنة ﻃوارئ وإستراتيجي­ة ﰎ إعدادها للتعامل مع «كوفيد-٩١» مستقبال السعيدان: مواجهة «الوباء املعلوماتي» جزء أساسي في جهود السيطرة على اجلائحة الها

-

لم تكن الكويت مبعزل عن العالم في تأثرها بتداعيات جائحــة ﭬيــروس كورونــا )كوفيــد-9١( الــذي اجتاح العالــم إال انهــا كانت يقﻈة منذ اللحﻈات األولى لﻺعالن عن اكتشافه واتخذت العديد من التدابير للحد من انتشاره وأدارت األزمة باقتدار أشادت بها منﻈمة الصحة العاملية.

فقــد شــهد عــام ٠٢٠٢ تﻐيــرات غير مســبوقة في مجال األوبﺌة العاملية وهي تفشــي ﭬيــروس كورونــا )كوفيــد-9١( الذي وصفته منﻈمــة الصحــة العاملية بـ «اجلائحة» وحثت احلكومات في جميع أنحاء العالم على أخذ األمور على محمل اجلد والتأهب للموجة األولى بعدة إجراءات قاسية.

وبــادرت الكويت باتخاذ اإلجراءات الضرورية والتدابير االحترازية للحد من انتشار الﭭيروس وتداعياته وما أن تلقت أول إشعار من منﻈمة الصحــة العامليــة ســارعت إلى دعــوة )اللجنة الوطنية للطوارئ( إلى االنعقاد للنﻈر في سبل االستجابة املمكنة.

وأوضــح وكيــل وزارة الصحــة املســاعد لشــؤون الرقابــة الدوائية والﻐذائية د.عبــداهلل البدر أن الكويت كان لديها مخزون استراتيجي مــن األدويــة واألجهــزة واملستلزما­ت الطبية.

وأضــاف البــدر انه منذ رصــد أول حالة فــي العالم تأهبت الكويت واســتعدت لهذا األمر، وكانت تتابع عن كثب تطــور األوضاع حول العالم، واستعدت بشكل كامل اثر قــرارات مجلس الوزراء بتعزيز املخزون االستراتيج­ي من العالجات.

وتابــع أن الكويت قامت في شهر مايو ٠٢٠٢ مبراسلة كبــرى الشــركات العامليــة املنتجة للقاحات حلجز كميات منها، كما أجرت اتصاالت مع املكاتب الصحيــة الكويتية اخلارجيــة فــي الواليــات املتحدة وبريطانيا للتنسيق مع الشركات املعنية بﺈنتاج اللقاحات في هذا الشأن.

وأوضــح أن الكويــت قامت أيضا مبراســلة اﲢاد مســتوردي األدويــة فــي الكويت وكذلك االﲢاد العاملي ألصحاب الشركات املنتجة ليكون لها السبق في شراء اللقاحات فور اعتمادها من اجلهــات الرقابيــة العاملية، الفتا إلى «انه ﰎ طلب كميات اللقاحات طبقا لعدد السكان

من مواطنني ومقيمني مبا فيها اجلرعات التنشيطية».

وقال ان الــوزارة كانت تعقــد اجتماعــات دوريــة مــع دول مجلــس التعاون اخلليجي والصني والواليات املتحــدة وبريطانيــ­ا حول التجــارب واخلبــرات فــي هذا املجــال والتعرف على أنــواع األدويــة التي ﳝكن استخدامها في البروتوكوا­لت العالجية.

وذكــر ان الكويت مرت بذلــك بتجربــة فريــدة من نوعها وﳒحت بكل املقاييس فــي إدارتهــا، األمــر الــذي يؤهلها الى ان تكون جاهزة ومســتعدة ألي عارض أو وباء مستقبال، مشيرا «إلى ان هناك جلنة طوارئ مشكلة واســتراتي­جية ﰎ إعدادها للتعامل مــع )كوفيد-9١( إذا انتشر مرة أخرى».

مــن جهته، قــال رئيس فريق «كوفيد-9١» د.هاشم الهاشــمي لـــ «كونــا» ان الكويــت اتخذت عــددا من التدابيــر حلمايــة الصحة العامــة واحليلولــ­ة دون انتشــار األوبﺌة عبر إجالء جميع الكويتيــن­ي العالقني في اخلــارج على ٤ مراحل وشــملت اخلطة ٥٨١ رحلة قادمــة مــن ٨٥ جهــة حول العالم ليبلﻎ عدد العائدين ١٣ ألفا خالل مراحل العودة.

وأضــاف الهاشــمي انه لتوعيــة أفــراد املجتمــع بكيفية التحقق ﳑا يصلهم وللحد من اإلشاعات قامت وزارة اإلعالم بﺈطالق موقع حملة «ﲢقق» اإللكتروني ملكافحة الﻈاهرة عن طريق توعية الناس، كما استعانت احلكومة بتطبيق «شلونك» إلجالء املواطنــن­ي العالقني باخلارج كوسيلة للتحقق من البيانات ودخول الطائرة.

ولفــت إلــى أنــه فــي مجال التبرعات واحلمالت التطوعية واألعمال اخليرية قامت الكويت بالتبرع مببلﻎ ٠٤ مليــون دوالر ملنﻈمــة الصحة العاملية اســتفادت منــه كل من العراق وإيران وفلسطني والصني، كما قامت أيضا بالتبرع بأجهزة طبية لليمن.

مــن جانبــه، قــال مديــر إدارة الصحة العامة د.محمد السعيدان لـ «كونا» ان «جائحة كورونــا هي اجلائحة األولى من نوعها فــي التاريخ التي استخدمت فيها التكنولوجي­ا ووسائل التواصل االجتماعي على مثل هذا النطاق الواسع إلحاطــة النــاس وإعالمهــم واحلفــاظ علــى ســالمتهم وإنتاجيتهم والتواصل فيما بينهم».

وذكر السعيدان انه في املقابل «فــﺈن التكنولوجي­ا التــي نعتمد عليهــا حاليا للتواصل واالطالع تفســح املجال )لوبــاء معلوماتي( ضخــم يتضمــن محاوالت متعمــدة لنشــر معلومات خاطﺌــة بهــدف تقويــﺾ االستجابة في مجال الصحة العامــة وعرقلــة جهــود االستجابة العاملية وتهديد التدابيــر املتخــذة ملكافحة اجلائحة».

وبني «ان هذه املعلومات اخلاطﺌة واملضللة من شأنها أن تؤدي إلى احلاق الضرر بصحــة النــاس اجلســدية والنفســية واســتفحال ﳑارســات الوصــم وتهديد املكاســب الصحية الثمينة وتشجيع عدم التقيد بتدابير الصحــة العامــة ﳑــا يحد بالتالي من فعاليتها ويهدد قدرة البلدان على وقف مسار اجلائحة».

وقــال ان الكويت أيقنت ان املعلومات املضللة تفرط بــاألرواح وأن نقــﺺ الثقة واالفتقــا­ر إلــى املعلومــا­ت الصحيحــة جتعــل النــاس يتــرددون فــي االســتفاد­ة من اختبارات التشــخيﺺ، وبذلك تضيع أهداف حمالت التحصني ويستمر الﭭيروس في االنتشار.

ولفــت إلــى أن الكويــت كثفــت جهودهــا اإلعالمية للحد من انتشار املعلومات املضللة بتكاتف جهود اللجنة الوطنية لكورونا ووزارات الدولــة املعنيــة وجمعيات النفع العام من خالل نشــر املعلومــا­ت الصحيحــة عن املرض والتطعيم.

وحــول كيفيــة إدارة «الوباء املعلوماتي» بشــأن الﭭيروسات، قال السعيدان إن الكويت تقر بأهمية مواجهة «الوبــاء املعلوماتي» كجزء أساسي في جهود السيطرة على جائحــة «كوفيد-9١»، وذلك بﺈتاحة محتوى موثوق واتخــاذ تدابيــر لدحــﺾ املعلومات املضللة واخلاطﺌة وتســخير التكنولوجي­ــا الرقميــة في شــتى جوانب االستجابة.

وأشــار إلــى ان الكويت تصدت للمعلومات اخلاطﺌة واملضللــة فــي الفضــاء الرقمي والتصدي لﻸنشطة اإللكتروني­ــة الضــارة التي تقوض االستجابة الصحية للجائحة ودعم إتاحة البيانات العلمية الدقيقة للجمهور من خالل وسائل اإلعالم ونشرات التوعية واملقابالت اإلذاعية والتلفزيون­ية.

بدوره، قال رئيس قســم مكافحــة األمــراض املعدية د.حمد بستكي لـ «كونا» إن ذلك «سيكون عبر التحديث املســتمر خلطــة الطــوارئ ملجابهــة انتشــار األمراض املعدية وتطويــر وﲢديث فــرق للتأهب واالســتجا­بة لطوارئ الصحة العامة».

وأفاد بستكي بأن الوزارة حرصــت علــى االســتمرا­ر في تطويــر وﲢديث خطة الطــوارئ ملواجهــة األوبﺌة وتفشــي األوبﺌــة طبقــا ملستجدات األوضاع.

وأوضــح انــه ﰎ جتهيز دليل لكل العاملني الصحيني فــي مجــال الصحــة العامة واملجاالت الصحية األخرى حتى يتسنى لهم الوقوف على العناصر الالزمة وعلى نحو منهجي من أجل التوصل إلى درجة قصوى من االستعداد للتصــدي ألي مرض طارئ يهدد الصحة العامة.

وقـــال إن الـتـخـطـي­ـط واالستعداد اجليد للمواجهة مبــا في ذلك وضــع وإقرار خطــط طوارئ خاصة فيما يتعلــق بالصحــة العامــة واألمــراض املعدية يفســح املجــال لتقــدﱘ كل ما يلزم من املســاعدة ويتيح اتخاذ تدابير ســريعة وحاســمة تؤدي في نهاية املطاف إلى جتاوز األزمــات والكوارث الصحيــة بأقل ما ﳝكن من اخلسائر.

 ?? د.ﻋﺒد اﷲ الﺒدر ??
د.ﻋﺒد اﷲ الﺒدر
 ?? د.مﺤمد الﺴﻌيدان ??
د.مﺤمد الﺴﻌيدان
 ?? د.ﻫاﺷم الﻬاﺷمﻲ ??
د.ﻫاﺷم الﻬاﺷمﻲ
 ?? د.حمد ﺑﺴﺘﻜﻲ ??
د.حمد ﺑﺴﺘﻜﻲ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait