Al-Anbaa

خبيران لـ «األنباء»: هدنة غزة «مﺆقتة» والوحدة الفلسطينية «مفتاح احلل»

انضمام «حماس» للمواجهة سيغير الوضع امليداني.. وإسرائيل غير مهيﺄة اﻵن التخاذ قرارات إستراتيجية

- محمد بدري عيد

ﺑدت الﻬدﻧﺔ ﺑﲔ إسرائيﻞ وحرﻛﺔ »اﳉﻬاد اﻹســﻼمﻲ« ﻓﻲ ﻗﻄاع ﻏﺰة »مﺘماسﻜﺔ« ﻓﻲ اليوم اﻻول مﻦ سرياﻧﻬا امس، ﻓيما ســﻌﻰ ﻛﻞ مﻦ الﻄرﻓﲔ إلﻰ ﲡاوز ﻓﺘرة الﻌنﻒ الدامﻲ الﺘﻲ اسﺘمرت لنﺤو ٦٥ ساﻋﺔ ﻓﻲ أﺧﻄر وأﻋنﻒ مواﺟﻬﺔ ﺑﲔ اﻻحﺘﻼل واﳌﻘاومﺔ الفلﺴﻄينيﺔ منﺬ أﻛﺜر مﻦ ﻋام.

»اﻷﻧﺒاء« اســﺘﻄلﻌﺖ أراء ﺧﺒيريــﻦ مﺘﺨﺼﺼــﲔ ﻓﻲ الشﺆون الﺴياسيﺔ والﻌﺴﻜريﺔ، ﻻســﺘجﻼء مﻼمﺢ اﳌوﻗﻒ ﻓﻲ ﻏﺰة ﻓيما ﺑﻌد وﻗﻒ إﻃﻼق النار، واسﺘشراف مدى ﺻمود الﺘﻬدئﺔ اﳊاليﺔ ﺧﻼل الفﺘرة اﳌﻘﺒلﺔ.

ملاذا ركزت إسرائيل على «اجلهد» دون «حماس»؟

ﺑدايــﺔ، وﺻــﻒ اﳋﺒير ﻓــﻲ الشــﺆون الﻌﺴــﻜريﺔ واﻻســﺘراﺗ­يجيﺔ د. ﻇاﻓــر الﻌجمﻲ الﻐياب الواﺿﺢ ﳊرﻛﺔ »حماس« ﻋﻦ ﻫﺬه اﳉولﺔ مﻦ اﳌﻌرﻛــﺔ ﻓﻲ ﻏــﺰة، ﺑﺄﻧﻪ أمر »ﻏريﺐ«.

وﺑﲔ ان وﺟﻬﺔ اﻻسﺘﻐراب ﺗﻌود ﻓﻲ ﻫﺬا الﺴياق إلﻰ أن ﻛﻼ مﻦ »اﳉﻬاد« و»حماس« لديﻬما ﻋداء مشﺘرك ﻹسرائيﻞ ﻋﺒر الﺘﺰام أيديولوﺟﻲ ذي ﻃاﺑﻊ دينﻲ ﺑﺈﻗامﺔ دولﺔ ﻓلﺴﻄينيﺔ.

مﺴــﺘدرﻛا ﺑــﺄن ﻫــﺬا اﻻسﺘﻐرب رﲟا يﺰول ـ ﺟﺰئيا ـ إذا ما ﻻحﻈنا الﺘﻐير الواﺿﺢ ﻓﻲ مﻀمون ومفردات اﳋﻄاب الرسمﻲ لﻜلﺘا اﳊرﻛﺘﲔ ﲡاه إســرائيﻞ ﺧﻼل الﺴــنوات اﻷﺧيرة، إذ اﻧــﻪ ﻓﻲ الوﻗﺖ الﺬي حاﻓﻈﺖ حرﻛﺔ »اﳉﻬاد اﻻسﻼمﻲ« ﻋلﻰ ﺧﻄاﺑﻬا اﳌﻌادي ﻹسرائيﻞ، ورﻓﻀﺖ أي ﺗنازل ﻋﻦ ﻫﺬا اﳋﻄاب اﻻيديولوﺟﻲ اﳊاد، ﳒد ان ﻗادة »حماس« ﺧففوا مﻦ ﺗﺼريﺤاﺗﻬم الﺘﻲ يﺼرون ﻓيﻬا ﻋلﻰ الﺘﺰامﻬم ﺑﺘدمير إسرائيﻞ، وﺑالﺘالﻲ ﻓﺈن ﻫﺬا الﺘﺒايﻦ ﺑﲔ اﳉاﻧﺒﲔ ﳝﻜﻦ أن يفﺴر ﳌاذا ﺑﻘيﺖ »حماس«

ﺧارج اﳌواﺟﻬﺔ اﻷﺧيرة.

ولفﺖ د. الﻌجمﻲ إلﻰ أن إســرائيﻞ رﻛــﺰت ﺿرﺑاﺗﻬا الﻌﺴﻜريﺔ ﻋلﻰ ﻏﺰة ﻋلﻰ مواﻗﻊ حرﻛﺔ »اﳉﻬاد« دون اﳌﺴاس ﲟواﻗﻊ ﳑاﺛلﺔ ﳊماس، وذلﻚ ﻓﻲ مﺤاولــﺔ ﻹﻗناع اﻻﺧيرة ﺑاﻻﺑﺘﻌــاد ﻋــﻦ الدﺧول ﻓﻲ اﳌواﺟﻬﺔ، ﻻن ﺗﻞ أﺑيﺐ ﺗدرك ﺟيدا أن اﻧﻀمام »حماس« إلﻰ الﻘﺘال سيﻐير الوﺿﻊ ﻓﻲ ﻏير ﺻالﺢ إسرائيﻞ.

الوحدة الوﻃنية الفلسطينية.. «مفتاح احلل»

مﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻗال أسﺘاذ الﻌلوم الﺴياســيﺔ ﺑﻜليــﺔ اﻻﻗﺘﺼاد والﻌلوم الﺴياسيﺔ ﻓﻲ ﺟامﻌﺔ الﻘاﻫرة د. أحمد يوسﻒ أحمد أن الﻘراءة اﳌﺘﻌمﻘﺔ واﳌﺘﻜاملﺔ ﺗﺴــﺘوﺟﺐ وﺿﻊ احداث ﻏﺰة اﻷﺧيرة ﻓﻲ إﻃارﻫا الﻌام ﻛﺤالﺔ مﻦ حاﻻت الﺘﺤرر الوﻃنﻲ ﻓﻲ مواﺟﻬﺔ ﻗوة اسﺘﻌماريﺔ احﺘﻼليﺔ.

واوﺿﺢ اﻧــﻪ مﻦ اﻷمور اﳌﺴــﺘﻘر ﻋليﻬا ﻓﻲ اﻻدﺑيات الﺴياســيﺔ وﺟود ما يشﺒﻪ »الﻘاﻧــون الﻌلمﻲ« ﳊرﻛات الﺘﺤرر الوﻃنﻲ، والﺬي مفاده ان الﺘناﻗﺾ ﺑﲔ ﻗوة اﻻحﺘﻼل واﻻســﺘﻌما­ر وﺑﲔ الشﻌوب اﳌﺴﺘﻌمرة ﻻﺑد أن ينﺘﻬﻲ ﺑنيﻞ اﳊريﺔ واﻻسﺘﻘﻼل، وﻻ يوﺟد لدينا اﻵن ﻓﻲ الﻌالم ســوى اسﺘﺜناء وحيد مﻦ ﻫﺬا الﻘاﻧون وﻫو اﻻسﺘﺜناء اﻹسرائيلﻲ ﻓﻲ ﻓلﺴﻄﲔ.

وأﺿاف أﻧﻪ ﻓﻲ إﻃار ﻫﺬا النموذج الﻌام، يوﺟد ﳕوذج

ﺧاص ﺑﻐﺰة منﺬ ﺑدايات الﻘرن اﳊالﻲ، حيﺚ ﺗﺼاﻋدت اﳌﻘاومﺔ ﻓﻲ الﻘﻄاع ﺧﻼل الﺴنوات الﺘﻲ أﻋﻘﺒﺖ اﻧﺘفاﺿﺔ اﻷﻗﺼﻰ الﺘﻲ ﺗفجرت ﻓﻲ ٨٢ سﺒﺘمﺒر ﻋام ٠٠٠٢م، وﺗرﺗﺐ ﻋلﻰ ذلﻚ حالﺔ ﻓريدة ﻓﻲ الﺴلوك اﻹسرائيلﻲ وﻫﻲ إﺧﻼء ﻏﺰة مﻦ الوﺟود الﻌﺴﻜري ﲤاما، واﻷﻫم مﻦ ﻫﺬا اﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻗدرة اﳌﻘاومﺔ الفلﺴﻄينيﺔ أﺟﺒرت اسرائيﻞ ﻋلﻰ ﺗفﻜيﻚ مﺴﺘوﻃنات مﻦ مﺤيﻂ ﻏــﺰة إحداﻫــا، ﻛان

رئيس الوزراء اﻻسﺒق أرئيﻞ ﺷارون ﻗد ﻗال ﻓﻲ وﻗﺖ مﻦ اﻷوﻗات اﻧﻪ مﺴﺘﻌد لﺘفﻜيﻚ ﺗﻞ أﺑيــﺐ وﻋــدم ﺗفﻜيﻜﻬا، وﻫﺬا يشــﻜﻞ ساﺑﻘﺔ ﺧﻄيرة ﺑالنﺴﺒﺔ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻسﺘﻌمار اﻻسﺘيﻄاﻧﻲ اﻹسرائيلﻲ ﻓﻲ ﻓلﺴﻄﲔ.

لﻜﻦ اﳌشﻜلﺔ، وﻓﻘا للدﻛﺘور أحمد يوسﻒ أحمد ﺗﺘمﺜﻞ ﻓﻲ اﻧﻘﺴام اﳌﻘاومﺔ الفلﺴﻄينيﺔ ﻋلﻰ ﻧفﺴﻬا منﺬ ﻋام ٦٠٠٢م، وﻓشــﻞ ﻛﻞ مﺤاوﻻت رأب الﺼدع وإﻋادة الوحدة الوﻃنيﺔ الفلﺴﻄينيﺔ، ﳑا ﻋﻄﻞ »الﻘاﻧون الﻌلمﻲ« اﳋــاص ﺑالﺘﺤرير الوﻃنﻲ ﻋﻦ الﻌمﻞ ﺿد اﶈﺘﻞ اﻹسرائيلﻲ رﻏم أن اﳌﻘاومﺔ ﺗﺘﺼاﻋد ﺿده. ﺻﺤيﺢ أﻧﻬا ﺗﺘوحد مﺆﻗﺘا ﻓﻲ مواﺟﻬﺔ اﻋمال الﻌدوان واﻻﻋﺘداء الﻌﺴﻜري اﻹســرائيل­ﻲ، لﻜــﻦ دون ان ﺗﻜــون ﻫناك وحــدة الﻘرار الﺴياسﻲ الﺘﻲ ﺗﺆدي الﻰ ان ﺗﺴلﻚ اﳌﻘاومﺔ سلوﻛا إيجاﺑيا وليس دﻓاﻋيا.

واﻋﺘﺒــر ان اﳌﻘاومــﺔ الفلﺴﻄينيﺔ لم ﺗﺒلﻎ ذروﺗﻬا ﺑﻌد ﺑﺴــﺒﺐ اﻻﻧﻘﺴام، وﻫﺬا ﻫو »اﳌفﺘــاح«، مﺆﻛدا أن أي ﻫدﻧﺔ ســيﺘم الوﺻول إليﻬا ﻓﻲ ﻏﺰة ســﺘﻜون »مﺆﻗﺘﺔ«، ﺑﺤﻜم ان اﳌوﻗﻒ الﺬي ينﻄوي ﻋلﻰ الﺘناﻗﺾ الرئيﺴﻲ ﺑﲔ اﻻحﺘﻼل اﻹسرائيلﻲ والشﻌﺐ الفلﺴﻄينﻲ ﻻﺑد وان يﻜون لﻪ حﻞ، وﻫو اﻷمر الﺬي أﺟمﻊ ﻋليﻪ الﺰﻋماء والﻘادة الﻌرب ﻓﻲ ﻗمﺔ ﺟدة لﻸمﻦ والﺘنميﺔ الﺘﻲ ﻋﻘدت ﺑاﳌملﻜﺔ الﻌرﺑيﺔ الﺴﻌوديﺔ ﻓﻲ ٦١ يوليو الفائﺖ وﺷارك ﻓيﻬا الرئيس اﻷميرﻛﻲ ﺟو ﺑايدن، ومﻦ ﺛم ﻓﺄي ﻫدﻧﺔ ســﺘﻜون مﺆﻗﺘﺔ إلﻰ ان يﺘم الﺘﻘدم ﻋلﻰ ﻃريق اﳊﻞ الﻌــادل والدائم للﻘﻀيﺔ الفلﺴﻄينيﺔ.

لﻜﻦ اﳌشﻜلﺔ اﻻﺧرى ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃار، ﻫﻲ أن إسرائيﻞ ﻏير مﻬيﺄة اﻵن ﻻﺗﺨاذ ﻗرارات مﻦ ﻫﺬا النوع ﻻﻋﺘﺒارات ﻋديدة مﺘﻌلﻘﺔ ﺑالﺘفاﻋﻼت الﺴياسيﺔ الداﺧليﺔ ﺑﻬا، وذلﻚ ﻋلﻰ الرﻏم

مﻦ ان اﳌﻄالﺐ الفلﺴــﻄين­يﺔ وﺻلﺖ الﻰ درﺟﺔ مﻦ اﻻﻋﺘدال ﲤﺜﻞ ﻓرﺻﺔ ﺗاريﺨيﺔ ﻹسرائيﻞ.

واﺧﺘﺘم د. أحمد يوسﻒ أحمد ﺑالﺘﺄﻛيد ﻋلﻰ أن الﻜرة اﻵن ﻓﻲ ملﻌﺐ الفلﺴﻄينيﲔ، ﻓﺈن ﺗوحدوا وزادت ﺿراوة مﻘاومﺘﻬــم، أﺗوﻗﻊ ان ﲡﺒر إسرائيﻞ ﻋلﻰ الﺘﻘدم ﻓﻲ ﻃريق اﳊﻞ، ولﻜﻦ إذا ﻇلوا ﻋلﻰ ﻫﺬا النﺤو مﻦ اﻧﻘﺴام اﳌﻘاومﺔ ﻋلﻰ ﻧفﺴﻬا رﻏم اﻧﻬا ﻓاﻋلﺔ، وﻛﺬلﻚ إذا ﺑﻘيﺖ إســرائيﻞ منﻘﺴمﺔ ﻋلﻰ ﻧفﺴﻬا ﻻ يﺴﺘﻄيﻊ ﻗادﺗﻬا اﺗﺨاذ ﻗرارات اســﺘراﺗيج­يﺔ، ﻓﺴــيﺘﻜرر ﻫﺬا النموذج ﺑﲔ حﲔ وآﺧــر: اﻧفجار للﻌنﻒ، ﺗﺘلوه مﺤاوﻻت للﺘﻬدئﺔ، ﺗنجﺢ وﺗﺴﺘمر ﻓﺘرة مﻦ الوﻗﺖ، ﺛم يﻌود ﺗفجر الوﺿﻊ مﻦ ﺟديد، وﻫﺬا مــا رأيناه ﻓﻲ الﻌدوان اﻹسرائيلﻲ ﻋلﻰ الﻘﻄاع ﻋام ٨٠٠٢ - ٩٠٠٢م، وﻓــﻲ ﻋام ٢١٠٢م، وﻓﻲ ﻋام ٤١٠٢م، وﻛﺬلﻚ ﻓﻲ ١٢٠٢م، ورأيناه اﻵن ﻓﻲ ٢٢٠٢م.

 ?? د. ﻇاﻓر الﻌجمﻲ ??
د. ﻇاﻓر الﻌجمﻲ
 ?? د. أحمد يوسﻒ أحمد ??
د. أحمد يوسﻒ أحمد

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait