الصني تواصل مناوراتها العسكرية وتايوان تتهمها بخلﻖ األزمات
عواصــم ـ وكاالت: مددت الصني مناوراتها العســكرية حول تايــوان، ضاربة عرض احلائــط دعوات الﻐــرب إلى خفــﺾ التصعيد، فــي وقت نــددت وزارة اخلارجيــة التايوانية بالقرار قائلة إن بكني ال تزال تتعمــد خلق األزمات وتواصل استفزازاتها.
وأعلــن اجليــش الصيني أمس عن تدريبات عســكرية جديدة برا وبحرا حول تايوان بعد يوم من املوعد الذي كان مقررا النتهــاء أكبر مناورات فــي تاريخــه علــى اإلطالق، احتجاجا على زيارة رئيســة مجلس النواب األميركي نانسي بيلوســي إلى تايبه األسبوع املاضي.
وقالــت قيــادة املنطقــة الشــرقية إنهــا ســتجري تدريبات مشتركة تركز على عمليات التصدي للﻐواصات والهجمات البحرية، ما يؤكد مخاوف بعﺾ احملللني األمنيني والديبلوماســيني من أن بكني ستســتمر فــي الضﻐط على دفاعات تايوان.
وكان من املفترض أن تنتهي املناورات الواسعة ﻇهر أمس األول، بحسب املديرية الصينية لﻸمن البحــري. وكان الهدف منها التدرب على «محاصرة» اجلزيرة، وفق وســائل إعالم صينية.
وأثــارت هــذه التدريبات الواســعة انتقــادات وزراء خارجية مجموعة السبع »G٧« التي تضم )الواليات املتحدة واليابــان وفرنســا وأملانيــا
وإيطاليــا وكندا وبريطانيا(، الذيــن أكــدوا «عــدم وجــود أي مبــرر» لهــذه املنــاورات العسكرية «العدوانية».
واعتبر وزيــر اخلارجية األميركية أنتوني بلينكن من جهتــه أن الرد الصيني «غير متكافﺊ بتاتا».
ونشر بلينكن مع نﻈيريه الياباني واألسترالي بيانا دعا فيه الصني إلى وقف التمارين العســكرية، لكــن املنــاورات تواصلت أمس.
وجــاء في بيان صادر عن قيــادة اجليش الشــرقية أن «جيــش التحرير الشــعبي.. يواصــل تنفيــذ منــاورات عسكرية في املجالني البحري واجلوي في محيط تايوان، مع التركيز على عمليات مشتركة لصد الﻐواصات والهجمات في البحر». ولم ﲢدد القيادة في أي منطقة جتري املناورات وال إذا كانت تنفذ بالذخيرة احلية.
وتعتبــر الصــني تايوان، وهــي جزيرة تقطنهــا قرابة ٣٢ مليون نســمة، إقليما من أقاليمهــا لــم تفلــح بعــد في ضمه إلى بقيــة أراضيها منذ نهاية احلرب األهلية الصينية .(١9٤9)
وقال رئيس وزراء تايوان سو تسينﻎ- تشانﻎ إن الصني «تلجأ إلى العمل العســكري» لزعزعــة الســلم فــي مضيق تايــوان. ودعــا «احلكومــة الصينيــة إلــى التوقــف عن استعراض قدراتها العسكرية وتقويﺾ السلم في املنطقة».
ولــم تعــرف بعــد مــدة التدريبات اجلديدة أو موقعها بالتحديد، لكن تايوان خففت
بالفعل قيود الطيران بالقرب من مناطق التدريبات الســتة التي أجرتها الصني مؤخرا حول اجلزيرة.
وقبل وقت قصير من اإلعالن عن التدريبات اجلديدة، التقت رئيسة تايوان تساي إينﻎ وين مع رالف غونسالفيس رئيس وزراء جزر ســانت فينسنت وجرينادين الذي يزور البالد حاليــا وأخبرته أنهــا تأثرت بتصميمــه علــى القدوم رغم الضﻐوط العسكرية الصينية.
واعتبرت وزارة اخلارجية الصينيــة أن تايوان جزء من الصــني، وان بكــني جتــري تدريبات عسكرية عادية «في مياهنــا» بطريقــة مفتوحــة وشفافة ومهنية.
وقال املتحدث باسم الوزارة وانﻎ ون بني في إفادة إعالمية دوريــة إن اإلدارات املعنيــة أصــدرت أيضــا إعالنــات في الوقت املناسب، مبا يتماشى مع القانونني احمللي والدولي.
وكان يرد على سؤال عما إذا كان اســتمرار الصــني في التدريبات العســكرية يلتزم بالقانون الدولي، وما إذا كان سيصدر ﲢذير جديد للسفن والطائرات املدنية.
من جهتهــا، دافعت وزارة الدفاع الصينية عن ما أسمته «اإلجــراءات املضــادة» التي اتخذتها الصني ردا على زيارة بيلوســي وقالــت انها مبررة ومناسبة، حسبما قال متحدث باســم وزارة الدفاع الوطني الصينية أمس. ونقلت وكالة شينخوا الصينية عن املتحدث وو تشيان قوله في معرض رده على استفســار إعالمي بشأن اإلجراءات املضادة، مبا في ذلك إلﻐاء ثالثة أنشطة تبادلية بني اجليشني الصيني واألميركي.
وقال املتحدث إن اإلجراءات املضادة التي يتخذها اجلانب الصيني هي ﲢذيرات ضرورية الستفزازات الواليات املتحدة وتايــوان، وإجــراءات مبررة حلمايــة الســيادة واألمــن الوطنيــني، وهــي إجــراءات معقولة ومناسبة.
وأشــار «وو» إلــى أن التوتــرات احلاليــة عبــر مضيــق تايــوان ناجتة فقط عن االســتفزازات من اجلانب األميركي، الفتا إلى أنه يجب على اجلانب األميركي ﲢمل املســؤولية الكاملة ومواجهة العواقب الوخيمة.