ﺷﺮﻓﺎء روﻣﺎ )١(
ﻳﺤﻜﻰ أن ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﺷﻬﺪت ﻋﺮﺿﺎً ﳌﺴﺮﺣﻴﺔ »ﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗﻴﺼﺮ« ﻗﺪﻣﻪ راﺋﺪ اﳌﺴﺮح اﳌﺼﺮي ﺟﻮرج أﺑﻴﺾ وﻓﺮﻗﺘﻪ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، واﺧﺘﺼﺎراً ﻟﻠﻨﻔﻘﺎت ﻟﻢ ﻳﺼﻄﺤﺐ ﻣﻌﻪ أﻋﺪاد »اﻟﻜﻮﻣﺒﺎرس« اﻟﺬﻳﻦ ﳝﺜﻠﻮن »ﺷﺮﻓﺎء روﻣﺎ«، ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻬﻴﺐ ﻳﺴﻠﻤﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗﻴﺼﺮ.
وﺗﻮرط ﺟﻮرج أﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻛﻮﻣﺒﺎرس ﻣﺤﺘﺮﻓﲔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ، ﻓﻨﺼﺤﻪ أﺣﺪ أﻫﻞ اﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻣﻴﺪان ﺷــﻬﻴﺮ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﺼﺎﺑﺎت اﻟﻠﺼﻮص واﻟﻨﺸﺎﻟﲔ واﻟﻨﺼﺎﺑﲔ واﻟﻘﻮادﻳﻦ واﻟﻌﺎﻃﻠﲔ، وﻫﺆﻻء ﻳﻘﺒﻠﻮن ﺑـ»اﳌﻮاﻓﻘــﺔ« ﻋﻠﻰ أي ﻋﻤﻞ ﻃﺎﳌﺎ »ﺳﻴﻘﺒﻀﻮن«.
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﺣﻀﺮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺸــﺮات ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﻓﺎﻗﲔ وأﻟﺒﺴﻬﻢ اﳌﻼﺑﺲ اﻟﺒﻴﻀﺎء ووﺿﻊ اﻷﻛﺎﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ رؤوﺳﻬﻢ وﰎ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪم اﳊﺪﻳــﺚ، ﻓﻘﻂ ﻳﺪﺧﻠﻮن ﻣﻦ ﳝﲔ اﳌﺴﺮح وﻳﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ »اﻟﻘﻴﺼﺮ«، وﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻦ ﻳﺴﺎر اﳌﺴﺮح، ﻓﻴﻘﺒﻀﻮن ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ وﻳﺮﺣﻠﻮن.
وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺮاﺟﻴﺪي ﻧﺎدى اﳊﺎﺟﺐ: »ﻟﻴﺪﺧﻞ ﺷﺮﻓﺎء روﻣﺎ«، وﻣﺎ أن ﺷﺎﻫﺪ اﳉﻤﻬﻮر »ﺷﺮﻓﺎء روﻣﺎ« ﻳﺪﺧﻠﻮن اﳌﺴﺮح ﺣﺘﻰ ﺿﺞ اﳊﻀﻮر ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ وﺗﺘﺎﻟﺖ اﻟﻬﺘﺎﻓﺎت: أﻫﺆﻻء ﺷﺮﻓﺎء روﻣﺎ: ﺟﻤﻮل اﳊﺮاﻣﻲ، وﺳﻌﺪو اﻟﻘﻮاد، وﺳﻌﻴﺪ اﻟﻨﺸــﺎل وﻓﻼن اﻟﻨﺼﺎب، وﲢﻮل اﳌﻮﻗﻒ إﻟﻰ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺳﻮداء!!
ﻻ أﻋﻠﻢ ﳌﺎذا ﺗﺬﻛﺮت ﻫﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻷﺣﺪ رﺟﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﻀﻮ
ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌــﺎن اﻷوروﺑﻲ وﻫﻮ ﻳﺮﻏﻲ وﻳﺰﺑﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺼــﺮ إﻟﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻷﻗﻠﻴﺎت وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن!!
ﺿﺎرﺑﺎ اﳌﺜﻞ ﺑﺤﺮﻳﻖ ﻛﻨﻴﺴﺔ »أﺑﻮﺳﻴﻔﲔ« ﻓﻲ إﻣﺒﺎﺑﺔ ﺷــﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ اﳌﺎﺿﻲ واﻟﺬي ﲡﺎوز ﻋﺪد وﻓﻴﺎﺗﻪ ٠٤ ﻣﺼﺮﻳﺎً ﻣﺴــﻴﺤﻴﺎً ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ!! رﺣﻤﻬﻢ اﷲ - وأﺛﺒﺖ اﳌﻌﻤﻞ اﳉﻨﺎﺋﻲ اﻧﻪ ﳒﻢ ﻋﻦ ﻣﺎس
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻠﺒﺮﳌﺎن اﻷوروﺑﻲ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﳌﻐﺎﻟﻄﺎت ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، واﺳﺘﻤﺮار ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻮارئ )اﻧﺘﻬﺖ ﻋﺎم ١٢٠٢(! وذﻟﻚ رﻏﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺼﺮ ﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﳊﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﺬ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ١٢٠٢.
وﻧﺼﺖ ﻣﺴﻮدة ﻣﺸﺮوع ﻗﺮار اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻷوروﺑﻲ ﻋﻠــﻰ »إداﻧﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ واﻟﺘﻀﻴﻴﻖ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻓﺮﺿﺘﻬﻤﺎ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﻗﻤﺔ اﳌﻨﺎخ!!
وﻗﺪ ﺳﺎرع اﻟﺒﺮﳌﺎن اﳌﺼﺮي ﲟﺠﻠﺴﻴﻪ اﻟﻨﻮاب واﻟﺸــﻴﻮخ إﻟﻰ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ادﻋﺎءات »ﺷﺮﻓﺎء اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻷوروﺑﻲ« وأدﻋﻮﻛﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺑﻌﺪ ﻗﺮاءة اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت واﻟﺮدود إﻟﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻋﺸــﺮات اﻟﭭﻴﺪﻳﻮﻫﺎت ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷوروﺑﻲ »اﳌﺘﺤﻀﺮ.. اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.. اﻟﺮﺣﻴﻢ« )اﻟﻜﻴﻮت( ﻣﻦ ﺷــﺮﻃﺔ أوروﺑﺎ وﺷــﻤﺎل أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺎت »اﳋﻀﺮ« وﻧﺎﺷﻄﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ ﻣﺠﺮد إﺑﺪاء وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻘﺮات اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﻘﺎدة!!
وﻏﺪاً ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ.. إن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﻘﻴﺔ.
وﺣﻔﻆ اﷲ ﻣﺼﺮ وأﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء.