ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف!
Twitter: @Y _ ALotaibii Email: Yousif.ALotaibi@hotmail.com
أﺧﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻣﻮﺳــﻰ گ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻣﻠﻚ اﳌﻮت ﻟﻴﻘﺒﺾ روح ﻣﻮﺳﻰ گ.
وﻛﺎن ﻓﻲ اﻻزﻣﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻣﻠﻚ اﳌﻮت ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺑﺸﺮ.. وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﺻﺒﺢ ﻣﻠﻚ اﳌﻮت ﻻ ﻳﺮاه أﺣﺪ.
ﻓﺠﺎء إﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺑﺸﺮ، ﻓﻘﺎل: اﻧﺎ ﻣﻠﻚ اﳌﻮت ارﺳﻠﻨﻲ اﷲ ﻷﻗﺒﺾ روﺣﻚ.. ﻓﻠﻜﻤﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻔﻘﻊ ﻋﲔ ﻣﻠﻚ اﳌﻮت، وﻟﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻚ اﳌﻮت ﺗﺄدﺑﺎ ﻣﻊ اﻧﺒﻴﺎء ورﺳﻞ رﺑﻬﻢ.
ﻓﺼﻌﺪ ﻣﻠﻚ اﳌﻮت إﻟﻰ رﺑﻪ ﻓﻘﺎل: أرﺳــﻠﺘﻨﻲ إﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﳌﻮت. ﻓﺮد اﷲ إﻟﻴﻪ ﻋﻴﻨﻪ، وﻗــﺎل: ارﺟﻊ إﻟﻴﻪ ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ﻳﻀﻊ ﻳﺪه ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﺛﻮر، ﻓﻠﻪ ﲟﺎ ﻏﻄﺖ ﻳﺪه ﺑﻜﻞ ﺷــﻌﺮة ﺳــﻨﺔ، ﻗﺎل: أي رب ﺛــﻢ ﻣﺎذا؟ ﻗﺎل: ﺛﻢ اﳌﻮت، ﻗﺎل: ﻓﺎﻵن.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ارى ﺣﺎل اﻟﺪﻧﻴﺎ وان ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ اﳌﻮت اﺻﺒﺢ ﻻ اﻫﺘﻢ ﻟﻬﺎ اﺑﺪا وﻻ اﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ وﻻ اﺣﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ اﳊﻠﻢ ﻣﺎت.. وﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ دراﺳﺘﻪ ﻗﺒﻞ ان ﻳﺘﺨﺮج ﻣﺎت.. وﻛﻢ ﻣﻦ اﻋﺰب ﻗﺒﻞ ان ﻳﺘﺰوج ﻣﺎت.. وﻛﻢ ﻣﻦ ﺷــﺎب ﻗﺒﻞ ان ﻳﺸﻴﺐ ﻣﺎت.
وﻛــﻢ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﻋﻠﺔ ﻣﺎت.. وﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ وﻏﻨﻲ ﻟﺪﻳﻪ اﻣﻬﺮ اﻻﻃﺒﺎء وﻣﺎت!
ﻫــﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ آﺧﺮ ﻣﻄﺎﻓﻬﺎ اﳌﻮت.. وﺳــﻨﻠﺒﺚ ﻓﻲ ﻗﺒﻮرﻧﺎ اﺿﻌﺎف ﻣﺎ ﻧﻌﻴــﺶ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ.. ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﻣﺎﻟﻨﺎ اﻟــﺬي ﺟﻤﻌﻨﺎه وﻻ اﺻﺪﻗﺎؤﻧﺎ وﻻ ﺟﺎﻫﻨﺎ وﻻ ﻣﺸﺘﺮﻳﺎﺗﻨﺎ. ﺳﺘﻨﻔﻌﻨﺎ اﻋﻤﺎﻟﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﺪﻣﻬﺎ ﳌﻠﻴﻜﻨﺎ ورﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ. ﺳﺘﻨﻔﻌﻨﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻨﺎس وﺑﺬل اﻟﻌﻄﺎء واﳋﻴﺮ ورد اﻟﺸﺮ ﺑﺎﳋﻴﺮ. آﺧﺮ ﻋﻬﺪ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﲔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﺳــﻴﻘﺎل ﻋﻨﻚ ﻓﻴﻬﺎ.. وآﺧﺮ ﻋﻬﺪ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﲔ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺳﺘﺒﺬﻟﻪ ﻟﻬﻢ وأﻧﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﺮك.. وآﺧﺮ ﻋﻬﺪ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﲔ اﷲ ﻣﺎ ﺳﺘﻘﺎﺑﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻳﻮم اﳊﺴﺎب.
ﻟﻦ ﻳﺴﺄﻟﻮا ﻛﻢ رﺻﻴﺪه وﻻ ﺣﺠﻢ ﺑﻴﺘﻪ وﻻ ﻣﻨﺼﺒﻪ.. ﺳﻴﻘﺎل ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻓﻲ دﻳﻨﻪ وﺻﻼﺗﻪ واﺧﻼﻗﻪ وﻋﻄﺎﺋﻪ.
ﻓﻠﻦ ﻳﻘﺮأ اﻟﻘﺮآن ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻚ أﺣﺪ.. وﻟﻦ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻨﻚ أﺣﺪ.. وﻟﻦ ﻳﺘﺼﺪق وﻳﺪﻋﻮ دوﻣﺎ ﻋﻨﻚ أﺣﺪ،. ﺳــﺘﻐﻠﻖ ﺻﺤﻴﻔﺘﻚ ﻓﻲ اي ﳊﻈﻪ وﺗﺪﺧﻞ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﻗﺒﺮك.
ﻟــﻦ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﻣﺎﻟﻚ اﻻ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﻵﺧﺮﺗﻚ.. وﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﻣﻨﺼﺒﻚ اﻻ ﻣﺎ ﺳــﺎﻋﺪت ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮك.. وﻟﻦ ﺗﻨﻔﻌﻚ ﻧﻔﺴــﻚ اﻻ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳋﻴﺮ واﻻﺣﺴﺎن واﻟﺘﻘﻮى!
أﻋﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻴﻮم واﺟﻌﻞ اﻵﺧﺮة ورﺿﺎ اﷲ ﻫﻮ ﻫﻤﻚ وﻣﺒﺘﻐﺎك.. ﻓﺈن رﺿﻲ ﻋﻨﻚ أﺗﺘﻚ اﻟﺪﻧﻴﺎ راﻏﻤﺔ.
ﻗﺎل ﷺ »ﻣﻦ أﺻﺒﺢ واﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﻤﻪ، ﺟﻌﻞ اﷲ ﻓﻘﺮه ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻪ، وﻓﺮق ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻤﻠﻪ، وﻟﻢ ﻳﺄﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ إﻻ ﻣﺎ ُﻛﺘﺐ ﻟﻪ، وﻣﻦ أﺻﺒﺢ واﻵﺧﺮة ﻫﻤﻪ، ﺟﻤﻊ اﷲ ﻟﻪ ﺷﻤﻠﻪ، وﺟﻌﻞ ﻏﻨﺎه ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، وأﺗﺘﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻫﻲ راﻏﻤﺔ«.
اﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﲡﻌﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻛﺒﺮ ﻫﻤﻨﺎ وﻻ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻨﺎ وﻻ إﻟﻰ اﻟﻨﺎر ﻣﺼﻴﺮﻧﺎ وﻻ ﺗﻘﺒﺾ ارواﺣﻨﺎ اﻻ واﻧﺖ راض ﻋﻨﺎ.