»ﻋﺴﺎك ﺳﻌﻴﺪ وأﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪ«
ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ أن ﻳﺴﻜﻦ أوﻻده ﻋﻨﺪه ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ زواﺟﻬﻢ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻔﻌﻞ ﻓﻲ اﳌﺎﺿـﻲ.
ﻟﻜﻦ اﻵن ﻛﻞ ﺷﻲء ﺗﻐﻴﺮ ﻋﻦ اﳌﺎﺿﻲ، اﻟﻈﺮوف ﺗﻐﻴﺮت، واﻟﻨﺎس ﺗﻐﻴﺮت، واﻷﺻﻮل اﳌﺎدﻳﺔ أﻳﻀﺎ ﺗﻐﻴﺮت. ﺳﺄﻟﺖ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺑﻌﺪ زواﺟﻪ أﻳﻦ ﺗﺴﻜﻦ؟ أﺟﺎﺑﻨﻲ: أﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮة. ﺳــﺄﻟﺘﻪ: وﳌﺎذا ﺗﺴــﻜﻦ ﻓﻲ ﺷــﻘﺔ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮة.. وﻟﻢ ﺗﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ أﻫﻠﻚ؟
أﺟﺎﺑﻨﻲ: زوﺟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ اﻻﺳــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴــﻬﺎ، وﻻ ﲢﺐ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن أن ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆوﻧﻬﺎ، وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻷوﻻدﻫﺎ.
وﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﳌﺸﺎﻛﻞ و»اﻟﻨﺠﺮة« اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻏﺎﻟﺒــﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﺑﲔ اﻷم وزوﺟﺔ وﻟﺪﻫــﺎ، أو ﻣﻊ اﻟﺰوﺟﺔ وأﺧﻮات اﻟﺰوج.
ﺻﺪﻳﻘﻲ أراد أن ﻳﺸﺘﺮي راﺣﺔ ﺑﺎﻟﻪ، ﻓﺎﺧﺘﺎر اﻟﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮة، وﻫﺬا ﺣﻖ ﻟﻪ »وﻛﻞ واﺣﺪ ﻳﻨﺎم ﻋﻠﻰ اﳉﻨﺐ اﻟﻠﻲ ﻳﺮﻳﺤﻪ« ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل أﺣﺒﺎﺑﻨﺎ أﻫﻞ اﻟﻨﻴﻞ.
ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ، اﻹﻳﺠﺎرات ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺻﺎرت »ﻧﺎرا وﺷﺮارا« وأﺻﺒﺢ اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮن ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﻳﺮﻓﻌﻮن اﻹﻳﺠﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ، ﺗﺼﻮر ﻋﺰﻳﺰي اﻟﻘﺎرئ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻳﺠﺎرات ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ ٠٠٦ دﻳﻨﺎر وﺗﺼﻞ اﻟﻰ أﻟﻒ دﻳﻨﺎر أو أﻛﺜﺮ!
اﷲ ﻳﻌﲔ اﻟﺸﺒﺎب أﺻﺤﺎب اﳌﻌﺎش ﻓﻘﻂ. اﻟﻌﺠﻴﺐ واﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻲ اﳌﻮﺿﻮع أن اﻟﺸﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺰوج ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة وﻓﻲ دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﻳﻌﻄﻰ ﺑﻴﺘﺎ أو أرﺿﺎ وﻗﺮﺿﺎ ﻓﻮرا، وﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ٠٢ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﻳﺪوخ »ﺗﺴــﻊ« دوﺧﺎت وﻳﻮﻫﻦ ﻋﻈﻤﻪ، وﻳﺸﺘﻌﻞ رأﺳﻪ ﺷﻴﺒﺎ، أو رﲟﺎ ﻗﺪ ﳝﻮت!
وﻗﺪ ﺣﺪث ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﲔ ﻟﺪى إﻋﻄﺎء ﺗﺼﺎرﻳﺢ أذوﻧﺎت اﻟﺒﻨﺎء ﻓﻲ ﺧﻴﻄﺎن اﳉﻨﻮﺑﻲ أن ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﻈﺮون دورﻫﻢ ﻓﻲ ﺧﻴﻄﺎن ﻗﺪ ﻓﺎرﻗﻮا اﳊﻴﺎة وﻣﻦ ﺛﻢ أﻋﻄﻲ إذن اﻟﺒﻨﺎء ﻟﻮرﺛﺘﻬﻢ.
إن ﺧﻴﺮ اﻟﻜﻮﻳﺖ وﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﻜﺮﱘ ﳝﺘﺪ إﻟﻰ أﺻﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟــﻢ وﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪول، وأﻟﺴﻨﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ أرﺟﺎء اﳌﻌﻤﻮرة ﺗﻠﻬﺚ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺸــﻜﺮ إﻟﻰ ﺑﻠﺪﻧﺎ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﺳــﺒﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮﻳﺞ ﻋﻨﻬﻢ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺼﻌﺎب.
ﺟﺰى اﷲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺎرك ﻓﻲ ﻫﺬه اﳉﻬﻮد اﶈﻤﻮدة ﺧﻴﺮا، وﻧﺘﻤﻨﻰ أن ﲤﺘﺪ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻓــﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺟﺮاء دﻓﻊ اﻹﻳﺠﺎرات اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ.
ﻧﺘﻤﻨﻰ أن ﻳﺘــﻢ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻹﻳﺠﺎرات اﳌﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن وﻟﻮ ﺑﺤﺪ أﻗﺼﻰ ٠٠٥ دﻳﻨﺎر، وأن ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ اﳌﻌﻨﻴﻮن ﻓﻲ ﺑﻨﺎء وﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺒﻴﻮت ﻋﻠﻰ اﳌﻮاﻃﻨﲔ، أو أرض وﻗﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻮر زواﺟﻬﻢ، أﺳﻮة ﺑﺎﻟﺸﻘﻴﻘﺘﲔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ودوﻟﺔ ﻗﻄﺮ.
أﲤﻨﻰ أن ﺗﺮى ﻫﺬه اﳌﻘﺘﺮﺣﺎت اﻟﻨﻮر وﺗﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻗﺮﻳﺒﺎ، ودﻣﺘﻢ ﺳﺎﳌﲔ. اﻷﺳــﻌﺎر ﻧﺎر وﺷﺮار، ﺷﺪﻋﻮه اﻹﻳﺠﺎر ﺑـ ٠٠٧ دﻳﻨﺎر!