»ﺑﺎﺑﺎ«.. ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ
أﺟــﻤﻞ ﻛﻠــﻤﺔ أﺳﻤــﻌﻬﺎ اﻟﻴــﻮم ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﺑﺎ، إﻧﻨﻲ أﻧﺘﻈﺮ ﺑﺸﻮق ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺴــﻤﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ أﺣﻔﺎدي اﻟﺬﻳﻦ أﺻـــﺒﺢ ﺣﺒﻬﻢ اﻷﻗﻮى واﻷﺟﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ.. ﻟﻘﺪ ذﻛـــــﺮﺗﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺤﺐ ﺟﺪي اﻟﺬي ﻋﺸــــﺖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ وﺻﺒﺎي ﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻪ وﺑﻴــﺘﻪ.. ﻟﻘﺪ ﻣﻨﺤﻨﻲ ﺟﺪي أﺑﻮﻋﻠﻲ وإﺧﻮاﻧﻲ ﺣـــﺒﺎ ﻛﺒﻴﺮا.. وﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﻓﻲ أي ﻳﻮم ﺑﺄن ﻏﻀﺐ ﻣﻨﻲ وإﺧﻮﺗﻲ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ أو ﻓﻌﻞ، ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ وﻳﻮﺟﻬﻨﺎ اﻟﻰ اﻷﺻﺢ.. ﻫﺬا اﳊﻨﺎن واﳊﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺷﻌﺮت ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺪي اﻟﻴﻮم أﻋﻴﺶ ذﻟﻚ اﳊﺐ وﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺘﻲ ورﺛﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺪي اﳊﻨﻮن.. ﻫﻜﺬا أﺳﺘﻘﺒﻞ أﺣﻔﺎدي ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻟﺘﻘﻴﻬﻢ وأﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ أﺟﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ.. ﺑﺎﺑﺎ، وﻳﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮي ﻷﻓﺘﺢ ﺣﻀﻨﻲ وﻗﻠﺒﻲ وأﻧﺤﻨﻲ ﻷﻗﺒﻠﻪ ﺑﺤﺐ وﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻲ ﻟﻔﺘﺮة ﻷﺷﺒﻌﻪ ﺣﻨﺎﻧﻲ وﺣﺒﻲ.. ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﻬﺬا اﻟﺪفء وﻋﻤﻖ اﳊﻨﺎن ﲟﺜﻞ ﺣﺒﻲ ﻷﺣﻔﺎدي..
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: )وﻗﻀﻰ رﺑﻚ أﻻ ﺗﻌﺒﺪوا إﻻ إﻳﺎه وﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ إﺣﺴــﺎﻧﺎ إﻣﺎ ﻳﺒﻠﻐﻦ ﻋﻨﺪك اﻟﻜﺒﺮ أﺣﺪﻫﻤﺎ أو ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ﻟﻬﻤﺎ أف وﻻ ﺗﻨﻬﺮﻫﻤﺎ وﻗﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﻗﻮﻻ ﻛﺮﳝﺎ(.
إن ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ ﺗــﺪل ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑــﲔ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ وأﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ، ﺣﻴﺚ أﻣﺮﻧﺎ اﳌﻮﻟﻰ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ وأن ﻧﻌﺎﻣﻠﻬﻤﺎ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن وأﻻ ﳒﺎدﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل واﻟﻔﻌﻞ.. وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: )ووﺻﻴﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻮاﻟﺪﻳﻪ ﺣﺴﻨﺎ وإن ﺟﺎﻫﺪاك ﻟﺘﺸﺮك ﺑﻲ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﻓﻼ ﺗﻄﻌﻬﻤﺎ إﻟﻲ ﻣﺮﺟﻌﻜﻢ ﻓﺄﻧﺒﺌﻜﻢ ﲟﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮن(..
وﻟﻘﺪ ﻏﺮس اﳌﻮﻟﻰ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﺣﺐ اﻷوﻻد ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ وﻋﻤــﻖ ﺗﻌﻠﻘﻬﻤﺎ ﺑﺄوﻻدﻫﻢ وأﺣﻔﺎدﻫﻢ ﻹﻳﺠﺎد ﺣﻴﺎة ﻛﺮﳝﺔ ﻟﻸﺳﺮة وﲢﺴﲔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻷﺑﻨﺎء ﻣﻊ واﻟﺪﻳﻬﻢ وﻫﺬه اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻏﺮﺳــﺖ ﺣﺐ اﻷﺣﻔﺎد ورﻋﺎﻳﺘﻬﻢ.. وﻫﺬا اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺤﺐ ﺑﺎﻟﻎ ﻷﺣﻔﺎدي، وأن ﺳﻤﺎﻋﻲ ﻟﻜﻠﻤﺔ »ﺑﺎﺑﺎ« ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻬﻮ اﻷﺟﻤﻞ ﻓﻲ ﺳــﻤﻌﻲ.. وﻧﻘﻮل اﷲ ﻳﺪﱘ اﶈﺒﺔ ﺑﲔ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة. ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ: ﺣﺒﻲ إﻟﻴﻬﻢ ﻻ ﻳﻀﺎﻫﻰ ﻣﺎ ﻋﺪا
ﺣﺒﻲ ﻟﺮﺑــﻲ واﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪا أﺑﻮاﻳﺎ ﻟﻮﺟﺎدوا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ
ﻳﻜﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ اﳉﻨﺎن ﳑﻬﺪا أﺑﻮاﻳﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﺗﻨﺎﺿﻼ
ﻛﻲ ﲡﻌﻠﻮﻧﻲ ﺑﲔ ﻗﻮﻣﻲ ﺳﻴﺪا واﷲ اﳌﻮﻓﻖ.