اﻟﻴﻮم اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ

اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وإﳝﺎﻧــﺎ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑــﺄن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺪور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺴــﺘﺪاﻣﺔ وﻣﺮﻧﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻹﺳﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ ﺟﻤﻴﻊ أﻫﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻷﺧﺮى، ﻓﻠﺬﻟــﻚ ﻳﺤﺘﻔﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﺮار اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم.

وﻳﺘﻤﺤﻮر اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻬﺬا اﻟﻴﻮم اﻟﺪوﻟﻲ ﺣﻮل ﺷﻌﺎر »اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻼم داﺋﻢ«، ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ اﺣﺘﺪاﻣﺎ ﻟﻠﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﳌﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﺳﺘﻔﺤﺎل ﻣﻘﻠﻖ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ واﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ وﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ. وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺎ زال ﺣﺘﻰ اﻵن ﻧﺤﻮ ٠٥٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻔﻞ وﺷﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺘﺤﻘﲔ ﺑﺎﳌﺪارس، وﻫﻨﺎك ﻧﺤﻮ ٣٦٧ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ أﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﻳﻨﺘﻬﻚ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﻫﺬا أﻣﺮ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ وﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻹﺣﺪاث ﲢﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.

وﻓــﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺟﻨــﻮب اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى، ﻳﻘﻞ ﻣﻌﺪل إﲤﺎم اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻋــﻦ ٠٤٪ وﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻼﺟﺌﲔ ﻏﻴﺮ اﳌﻠﺘﺤﻘﲔ ﺑﺎﳌﺪارس ﻧﺤﻮ ٤ ﻣﻼﻳﲔ ﻧﺴﻤﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺣﻖ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﺘﻢ اﻧﺘﻬﺎﻛﻪ وﻫﻮ أﻣﺮ ﻏﻴــﺮ ﻣﻘﺒﻮل. إن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺣﻖ إﻧﺴﺎﻧﻲ أﺻﻴﻞ وﻣﻨﻔﻌﺔ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ وﻗﺪ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺮاﺣﺔ اﳌﺎدة ٦٢ ﻣﻦ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ اﳌﺠﺎﻧﻲ واﻹﻟﺰاﻣﻲ، وﻗﺪ أﻗﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻌﺎم ٠٣٠٢ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ٥١٠٢ ﺑﺄن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺿﺮوري ﻟﻨﺠﺎح ﺟﻤﻴﻊ أﻫﺪاف اﳋﻄﺔ اﻟـ٧١، وﻳﻬﺪف اﻟﻬﺪف اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼﻮص إﻟﻰ »ﺿﻤﺎن ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺟﻴﺪ وﺷﺎﻣﻞ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻓﺮص اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﺪى اﳊﻴﺎة ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ« ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٣٠٢. وﻣﻦ دون إﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮص ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺘﺴــﺎوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﳉﻴﺪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺳﺘﺘﻌﺜﺮ اﻟﺒﻠﺪان ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﲢﻘﻴﻖ اﳌﺴﺎواة ﺑﲔ اﳉﻨﺴﲔ واﳋﺮوج ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﻔﻘﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﻣﻼﻳﲔ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب واﻟﺒﺎﻟﻐﲔ.

وﺗﺸﺪد ﺗﻮﺻﻴﺔ »اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ« اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻼم وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ وﲤﻜﲔ اﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺰوﻳﺪﻫــﻢ ﺑﺎﳌﻌﺎرف اﻟﻀﺮورﻳﺔ واﻟﻘﻴــﻢ واﳌﻬﺎرات واﻟﺴــﻠﻮﻛﻴﺎت ﻛﻲ ﻳﺼﺒﺤﻮا دﻋﺎة ﻟﻠﺴﻼم ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ اﶈﻠﻴﺔ. إن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ وﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت، ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻳﻄﻠﻖ اﻟﻌﻨﺎن ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻔﺮص وﻳﺤﺪ ﻣﻦ أوﺟﻪ اﻟﻼﻣﺴﺎواة وﻫﻮ ﺣﺠﺮ اﻷﺳــﺎس اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺴﺘﻨﻴﺮة واﳌﺘﺴﺎﻣﺤﺔ واﶈﺮك اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ.