ﺳﻮرة اﻷﺣﻘﺎف
ﻟﻨﺤﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮآن
ﺳﻤﻴﺖ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻷﺣﻘﺎف ﻟﻮرود ﻟﻔﻆ »اﻷﺣﻘﺎف« ﻓﻴﻬﺎ وﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺳــﻮر اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ. واﻷﺣﻘﺎف ﺟﻤــﻊ ﺣﻘﻒ وﻫﻲ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴــﺔ اﳌﻌﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ، وﻗﻴﻞ ﻣﺎ اﺳــﺘﻄﺎل ﻣﻦ اﻟﺮﻣــﺎل ﻛﻬﻴﺌﺔ اﳉﺒﻞ، وﻗﺪ ذﻛﺮت اﻷﺣﻘﺎف ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن إﺷﺎرة اﻟﻰ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي أﻧﺬر ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﻫــﻮد گ ﻗﻮﻣﻪ واﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﻣﺴــﺎﻛﻦ ﻋﺎد ﻗﻮم ﻫﻮد واﻟﺘــﻲ دﻣﺮﻫﺎ اﷲ ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ اﻟﺼﺮﺻﺮ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ وﻛﺒﺮﻫﻢ.
اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ
)ﺣﻢ ﺗﻨﺰﻳﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ اﷲ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﳊﻜﻴﻢ( ﻳﻘﺴــﻢ اﷲ ﺑﺎﳊﻮاﻣﻴﻢ وﻗﺪ ﺳﺒﻖ اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ اﳊﺮوف اﳌﻘﻄﻌﺔ. ﻓﻴﻌﺮف اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺘﻪ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﻮن وﻣﻦ ﻓﻴﻪ وﻣﺎ ﻓﻴﻪ، وأن ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻣﻦ اﷲ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻐﻠﺐ، اﳊﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮه وﺻﻨﻌﻪ.
اﳊﻖ آت ﻗﺮﻳﺐ
)ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض وﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻻ ﺑﺎﳊﻖ.. اﻵﻳﺔ( ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض وﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻻ ﺑﺎﳊﻖ وﻟﻴﺲ ﻋﺒﺜﺎ وﻻ ﺳــﺪى ﺑﻞ ﻟﻴﻌﺮف اﻟﻌﺒﺎد ﻋﻈﻤﺔ اﳋﺎﻟﻖ ﻓﻴﻌﺒــﺪوه وﺣﺪه وﻳﻌﻠﻤﻮا اﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ان ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻌﺒﺎد ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬــﻢ وﻟﻴﻘﻴﻤﻮا اﳊﻖ واﻟﻌــﺪل ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ وإﻟﻰ أﺟﻞ ﻣﻌﻠﻮم ﻋﻨﺪه.
اﳉﻮاب اﻟﺴﺪﻳﺪ
)ﻗﻞ أرأﻳﺘﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮن ﻣﻦ دون اﷲ أروﻧﻲ ﻣﺎذا ﺧﻠﻘﻮا ﻣﻦ اﻷرض.. اﻵﻳﺔ( ﻳﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻠﻘﻨﺎ ﻧﺒﻴﻪ اﳊﺠﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ: اﺳﺄﻟﻬﻢ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺪﻋﻮن ﻣﻦ دون اﷲ، ﻣﻦ أي ﺷــﻲء ﺧﻠﻘﻮا ﻣﻦ اﻷرض، أم ﻟﻬﻢ ﻣﻊ اﷲ ﻧﺼﻴﺐ ﻣــﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﺴــﻤﻮات؟ اﺋﺘﻮﻧﻲ ﺑﻜﺘﺎب ﻣــﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻦ ﻗﺒــﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن أو أﺛﺎرة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ إن ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎدﻗﲔ وﻫﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﺑﺼﺎدﻗﲔ.
أﻛﺒﺮ ﻣﺼﺎﺋﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ
) َو َﻣ ْﻦ َأ َﺿ ﱡﻞ ﱠﳑﻦ َﻳ ْﺪ ُﻋﻮ ِﻣﻦ ُدو ِن ا ِﷲ َﻣﻦ ﱠﻻ َﻳ ْﺴ َﺘ ِﺠﻴ ُﺐ َﻟــ ُﻪ إَِﻟﻰ َﻳــ ْﻮ ِم ا ْﻟ ِﻘ َﻴﺎ َﻣ ِﺔ َو ُﻫ ْﻢ َﻋﻦ ُد َﻋﺎ ِﺋ ِﻬــ ْﻢ َﻏﺎ ِﻓ ُﻠﻮ َن( ﻻ أﺣﺪ أﺿﻞ وأﺟﻬﻞ ﳑﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﻣﻦ دون اﷲ آﻟﻬﺔ ﻻ ﺗﺴــﺘﺠﻴﺐ دﻋﺎءﻫﻢ أﺑﺪا، ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻮات أو اﻷﺣﺠﺎر أو اﻷﺷــﺠﺎر وﻏﻴﺮﻫــﺎ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﻲ ﻋﻦ دﻋﺎء ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪﻫﺎ، ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﻧﻔﻌﻪ أو ﺿﺮه. وإذا ﺣﺸﺮ اﻟﻨﺎس ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﺴﺎب واﳉﺰاء ﻛﺎﻧﺖ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻬﻢ أﻋﺪاء ﻳﻠﻌﻨﻮﻧﻬﻢ وﻳﺘﺒﺮؤون ﻣﻨﻬﻢ وﻳﺠﺤﺪون ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﻌﺒﺎدﺗﻬﻢ إﻳﺎﻫﻢ ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻫﺆﻻء وﻗﺪ أﻓﻠﺴﻮا.
ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻜﻔﺎر اﻻﺳﺘﻜﺒﺎري
)وإذا ﺗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ آﻳﺎﺗﻨﺎ ﺑﻴﻨﺎت ﻗﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮوا ﻟﻠﺤﻖ ﳌﺎ ﺟﺎءﻫﻢ ﻫﺬا ﺳﺤﺮ ﻣﺒﲔ(، ﺗﺪل اﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﳊﺠﺔ واﻟﺒﺮﻫﺎن اﻟﺒﲔ اﻟﺬي ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜﺬب )أم ﻳﻘﻮﻟﻮن اﻓﺘﺮاه.. اﻵﻳﺔ( ﻳﻌﺠﺐ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ، وﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻫﻞ اﻓﺘﺮاه ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴــﻪ؟ وﻫﻞ اﺧﺘﻠﻖ اﻟﻘﺮآن؟ ﻗﻞ ﻟﻬﻢ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ :إن اﺧﺘﻠﻘﺘــﻪ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﻘﺪرون أن ﺗﺪﻓﻌﻮا ﻋﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﻘﺎب اﷲ ﺷــﻴﺌﺎ إن ﻋﺎﻗﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷــﻲء ﺳــﻮاه ﲟﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮن ﻓــﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن، ﻛﻔﻰ ﺑﺎﷲ ﺷــﺎﻫﺪا ﻋﻠﻲ وﻋﻠﻴﻜﻢ، وﻫــﻮ اﻟﻐﻔﻮر ﳌﻦ ﺗﺎب إﻟﻴﻪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻌﺒﺎده اﳌﺆﻣﻨﲔ.
)ﻗﻞ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺪﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ.. اﻵﻳﺔ( ﻣﺎزال اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﻠﻘﻦ ﻧﺒﻴﻪ اﳊﺠﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﻴﻘﻮل ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﳌﺸﺮﻛﻲ ﻗﻮﻣﻚ: ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أول رﺳﻞ اﷲ إﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ، وﻣــﺎ أدري ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﷲ ﺑــﻲ وﻻ ﺑﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻣﺎ أﺗﺒﻊ ﻓﻴﻤــﺎ أﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ وﻓﻴﻤــﺎ أﻓﻌﻠﻪ إﻻ وﺣﻲ اﷲ اﻟﺬي ﻳﻮﺣﻴﻪ إﻟــﻲ، وﻣــﺎ أﻧﺎ إﻻ ﻧﺬﻳﺮ ﻳﺒﲔ ﻟﻜﻢ اﻹﻧــﺬار وﻫﺬا ﻣﻦ اﻷدب اﻟﻨﺒــﻮي واﻟﺪﻋﻮة اﻟــﻰ اﷲ ﻳﺨﺎﻃﺒﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺻﺪق وﻳﺒﲔ ﻟﻬﻢ اﳊﻖ وﻳﺮﻏﺒﻬﻢ ﻓﻴﻪ.
اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻣﺤﺮوم ﻣﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺔ
)ﻗــﻞ أرأﻳﺘﻢ إن ﻛﺎن ﻣــﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ وﻛﻔﺮﰎ ﺑﻪ.. اﻵﻳﺔ( ﻣﺎزال اﳊﻮار اﻟﻌﻘﻠﻲ ﺑﲔ اﻟﺮﺳــﻮل ژ وﻗﺮﻳﺶ، ﻓﻴﻘﻮل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻞ - ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﳌﺸﺮﻛﻲ ﻗﺮﻳﺶ: أﺧﺒﺮوﻧﻲ إن ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ وﻛﻔﺮﰎ ﺑﻪ، وﺷﻬﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن وﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ژ ﻓﺼﺪق وﻋﻤﻞ ﲟﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن، وأﻧﺘﻢ اﺳــﺘﻜﺒﺮﰎ وﺟﺤﺪﰎ، ﻓﻬﻞ ﻫﺬا إﻻ أﻋﻈﻢ اﻟﻈﻠﻢ وأﺷﺪ اﻟﻜﻔﺮ؟ إن اﷲ ﻻ ﻳﻮﻓﻖ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم وإﺻﺎﺑﺔ اﳊﻖ اﻟﻘﻮم اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﺑﺎﷲ.