ﻛﻔﻮ... وﻧﻌﻢ اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺎ أﺑﻄﺎل »اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ«

اﳊﻤــﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺘﻪ، ﺑﻠﺪة ﻃﻴﺒﺔ ورب ﻏﻔــﻮر، إﻧﻬﺎ ﻛﻮﻳﺖ اﳋﻴﺮ، ﻳﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎﻟﻪ، ﺳــﻜﺎﻧﻬﺎ ﺷﻌﺐ ﻛﺮﱘ، ﻳﺘﺴــﺎﺑﻘﻮن ﺑﺎﳌﺴــﺎﻫﻤﺔ ﻟﻔﻌﻞ اﳋﻴﺮ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻟﻬﻢ ﻏﺮس ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ وﻣﺴﺘﻤﺮ، واﳊﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮي ﻳﻘﻮل: »ﺻﻨﺎﺋﻊ اﳌﻌﺮوف ﺗﻘﻲ ﻣﺼﺎرع اﻟﺴﻮء« وﻫﺬا ﻣﺎ ﺷــﻌﺮﻧﺎ ﺑﻪ، ﺣﲔ ﳒﺢ أﺑﻄﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد ﺧﻠﻴﺔ اﻟﺸــﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﻣﲔ ﻏﺮﺑﺎء ﲤﻜﻦ اﻟﺸــﻴﻄﺎن ﻣﻨﻬﻢ وأﻏﻮوا ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮا ﻣﻦ ﺷﺠﺮة اﻟﻔﺘﻨﻪ وﻳﺸﻌﻠﻮﻫﺎ، وﻳﺴﺘﻐﻠﻮا اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت واﻷﻣﺎﻛﻦ اﳌﺄﻫﻮﻟﺔ ودور اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻔﺘﻨﺔ أﺷﺪ واﻟﻘﺘﻞ أﻛﺜﺮ، أي ﻓﻜﺮ أو ﻋﻘﻴﺪة ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﲢﺮﻛﻬﻢ، ﻛﻞ اﻟﺸﺮاﺋﻊ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ واﻻﺳﻼم ﲢﺮم ﻗﺘﻞ اﻟﻨﻔﺲ. ﻫﻞ ﺳﻤﻊ ﻫﺆﻻء اﻷﺑﺎﻟﻴﺲ ﻗﻮل اﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: )ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻔﺲ أو ﻓﺴﺎد ﻓــﻲ اﻷرض ﻓﻜﺄﳕﺎ ﻗﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻣﻦ أﺣﻴﺎﻫﺎ ﻓﻜﺄﳕﺎ أﺣﻴﺎ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ(.

ﻧﺤﻦ ﻓــﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻧﺮﺟﻮ ﺑﻞ وﻧﺸــﻌﺮ أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺎﻓﻆ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ، وﻫﺬه واﺣﺪة ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻗﺎت وأﻋﻤﺎل اﳋﻴﺮ، واﻟﻌﻮن واﳌﺴﺎﻋﺪة ﻟﻜﻞ ﺧﻠﻖ اﷲ، ﻧﺤﻦ أﻫﻞ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﻜﻞ أﻋﺮاﻗﻨﺎ وﻣﺬاﻫﺒﻨﺎ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺑﻠﺪﻧﺎ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺟﻨﺔ اﷲ ﻓﻲ أرﺿﺔ، وﻧﻌﺎﻫﺪ اﷲ ﺛﻢ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ )ﻣﻬﻤﺎ اﺧﺘﻠﻔﻨﺎ( ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻸﺑﺎﻟﺴﺔ واﻟﺸﻴﺎﻃﲔ أن ﻳﻐﻮوا أﺣــﺪا ﻣﻨﺎ، وﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺘﻲ أﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ أﺑﻮﻧﺎ آدم ﻓﻔﻘﺪ وﻃﻨــﻪ )اﳉﻨﺔ( وﻫﺒﻂ اﻟﻰ اﻻرض. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ إﻧﺴــﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻻرض اﻟﻄﻴﺒﺔ أن ﻳﺤﻔﻆ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ، وﻻ ﻳﻄﻴﻊ وﺳﻮاس اﻟﺸﻴﻄﺎن )إن اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻛﺎن ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻋﺪوا ﻣﺒﻴﻨﺎ( ﻓﻴﻜﻔﺮ ﺑﻨﻌﻤﺔ رﺑﻪ وﻳﺨﺴﺮ دﻧﻴﺎه ﺑﻌﺪ أن ﺧﺴﺮ آﺧﺮﺗﻪ.

وﻛـﻠـﻨـﺎ ﻳـﻌﻠﻢ أن اﻟﻠــﻪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻌﺒﺎدﺗﻪ )وﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ اﳉﻦ واﻹﻧﺲ إﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪون( وﻛــﻞ اﻧﺴﺎن ﻣﻨﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻌﺒﺎدﺗﻪ ﺑﺎﻟﻜـــﻢ واﻟﻜﻴﻒ واﻟﻮﻗـــﺖ وﻗﺮاءة اﻟـﻘــﺮان، وﻫــﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﺳﻨﺔ اﷲ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﺔ، أﻣﺎ ﻣـــﺎ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻬــﻲ اﻻرض اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻒ وﻧﻜﺒﺮ ﻟﻠﺼﻼة ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻧﺮﻛﻊ وﻧﺴﺠﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻬــﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﲢﺖ ﺛﺮاﻫــﺎ، إذا ﻓﻠﻨﺤﺎﻓــﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ »ﻛﻮﻳﺘﻨــﺎ« أﻣﻨﺎ وأﻣﺎﻧﺎ واﺳﺘﻘﺮارا ﺳﺨﺎءا رﺧﺎءا وﺑﻨﻌﻤﺔ رﺑﻨﺎ ﺷﺎﻛﺮون.

ﲢﻴﺔ وﻗﺒﻠــﺔ ﻋﻠﻰ رأس ﻛﻞ رﺟــﺎل وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻋﺎﻣﺔ وأﺑﻄﺎل أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻧﺮﻓﻊ ﻟﻜﻢ اﻟﻌﻘﺎل وﻧﺪﻋﻮ اﷲ ان ﻳﻌﻴﻨﻜﻢ وﻳﺤﻔﻈﻜﻢ، وﻧﺤــﻦ ﻣﻄﻤﺌﻨﻮن وﻋﻠﻰ ﺛﻘــﺔ ﻣﺎ دﻣﺘﻢ ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ، ﺑﺎرك اﷲ ﺑﻜﻢ وﺑﻌﻤﻠﻜﻢ.