ﺳﻮرة اﻷﺣﻘﺎف
ﻟﻨﺤﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮآن
ﺣﺴﻦ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ
ﻳﺒﺸﺮ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ أﻫﻞ اﻹﳝﺎن ﻓﻴﻘﻮل: )إن اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا رﺑﻨﺎ اﷲ ﺛﻢ اﺳﺘﻘﺎﻣﻮا ﻓﻼ ﺧﻮف ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮن( ﻫﻢ أﻫــﻞ اﻹﳝﺎن وأﻫﻞ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، وﻋــﺪ ﻟﻬﻢ ﳝﻸ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، وﻋﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻈﻠﻢ اﻹﺣﺴﺎن وﻫﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن أﻋﻈﻢ اﻻﺣﺴﺎن اﺗﺒﺎع اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، أوﻟﺌﻚ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﻣﺎﻛﺜﲔ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﺪا ﺑﺮﺣﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻢ، وﲟﺎ ﻗﺪﻣﻮا ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ دﻧﻴﺎﻫﻢ.
اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﺪﻋﺎء
)ووﺻﻴﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻮاﻟﺪﻳﻪ إﺣﺴﺎﻧﺎ.. اﻵﻳﺔ( ووﺻﻴﻨﺎ اﻹﻧﺴــﺎن ﺑﺄن ﻳﺤﺴــﻦ ﻓﻲ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ﺑﺮا ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ وﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺪ ﺣﻤﻠﺘﻪ أﻣﻪ ﺟﻨﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻘﺔ وﺗﻌﺐ ووﻟﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻘﺔ وﺗﻌﺐ أﻳﻀﺎ، وﻣﺪة ﺣﻤﻠﻪ وﻓﻄﺎﻣﻪ ﺛﻼﺛﻮن ﺷﻬﺮا، ﻣﺪة اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﺣﻮﻻن ﻛﺎﻣﻼن ﳌﻦ أراد أن ﻳﺘﻢ اﻟﺮﺿﺎﻋﺔ، وأﻗﻞ ﻣﺪة اﳊﻤﻞ ﺳــﺘﺔ اﺷﻬﺮ، ﺣﻮﻻن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳــﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻳﺴﺎوي ﺛﻼﺛﲔ ﺷﻬﺮا. )ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻠﻎ أﺷﺪه وﺑﻠﻎ أرﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ... اﻵﻳﺔ( ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻠﻎ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﻮﺗﻪ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وﺑﻠﻎ أرﺑﻌﲔ ﺳــﻨﺔ دﻋﺎ رﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼ: رﺑﻲ أﻟﻬﻤﻨﻲ أن أﺷــﻜﺮ ﻧﻌﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ أﻧﻌﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ وﻋﻠﻰ واﻟﺪي واﺟﻌﻠﻨﻲ أﻋﻤﻞ ﺻﺎﳊﺎ ﺗﺮﺿﺎه وأﺻﻠــﺢ ﻟﻲ ﻓﻲ ذرﻳﺘﻲ إﻧﻲ ﺗﺒﺖ إﻟﻴــﻚ ﻣﻦ ذﻧﻮﺑﻲ وإﻧﻲ ﻣﻦ اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ واﳌﺴﺘﺴــﻠﻤﲔ ﻷﻣﺮك وﻧﻬﻴﻚ اﳌﻨﻘﺎدﻳﻦ ﳊﻜﻤﻚ.
ﺑﺸﺎرات
)أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻋﻨﻬﻢ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮا وﻧﺘﺠﺎوز ﻋﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ.. اﻵﻳﺔ( ﻳﻔﺘﺘﺢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻵﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﻻﺷﺎرة ﻟﻠﺒﻌﻴﺪ، ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﻬﺠﻮا ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ أﺣﺴــﻦ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮا، ﺑﺸــﺎرة ﺗﻠﻮ اﻟﺒﺸﺎرة اﳌﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻛﻨــﻒ اﷲ، ﻓﻘﺒﻮل اﻟﻌﻤﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﶈﺴــﻨﲔ، أوﻟﺌﻚ ﻧﺼﻔﺢ ﻋﻦ ﺳــﻴﺌﺎﺗﻬﻢ، ﻫــﺬا اﻟﻮﻋﺪ اﻟﺬي وﻋﺪﻧﺎﻫﻢ ﺑﻪ ﻫﻮ وﻋﺪ اﻟﺼﺪق اﳊﻖ.
اﻟﻌﺎق ﻳﺘﺄﻓﻒ
)واﻟﺬي ﻗــﺎل ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ أف ﻟﻜﻤﺎ.. اﻵﻳــﺔ( أدﻧﻰ ﻛﻠﻤﺎت اﻟﻘﺒﺢ واﻟﺘﻀﺠﺮ )أف( ﺣﺮﻣﻬﺎ اﷲ. واﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ إذ دﻋﻮاه اﻟﻰ اﻻﳝﺎن ﺑﺎﷲ ﻗﺒﺤﺎ ﻟﻜﻤﺎ أﺗﻌﺪاﻧﻨﻲ ان أﺧﺮج ﻣﻦ ﻗﺒﺮي ﺣﻴﺎ وﻗﺪ ﻣﻀﺖ اﻟﻘﺮون ﻣﻦ اﻷﱈ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﻓﻬﻠﻜﻮا ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﻢ أﺣﺪ؟ وواﻟﺪه ﻳﺪﻋﻮان ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﻟﻪ: وﻳﻠﻚ آﻣﻦ وﺻﺪق واﻋﻤﻞ ﺻﺎﳊﺎ إن وﻋﺪ اﷲ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﺣﻖ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ، ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻬﻤﺎ: ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﻘﻮﻻﻧﻪ إﻻ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻄﺮه اﻻوﻟﻮن ﻣﻨﻘﻮل ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ.
اﳋﺴﺎرة اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ
)أوﻟﺌــﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ أﱈ ﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ.. اﻵﻳﺔ( اوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺬه ﺻﻔﺘﻬﻢ وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺬاب اﷲ وﺣﻠــﺖ ﺑﻬﻢ ﻋﻘﻮﺑﺘﻪ وﺳــﺨﻄﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ أﱈ ﻣﻀﺖ ﻣــﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﻧﺲ واﳉﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﺘﻜﺬﻳﺐ، إﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﺑﺒﻴﻌﻬﻢ اﻟﻬﺪى ﺑﺎﻟﻀﻼل واﻟﻨﻌﻴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب. وﻳﻮﺟﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻼﻣﻪ ﻷﻫﻞ اﻹﳝﺎن أن ﻳﻘﻮا أﻧﻔﺴــﻬﻢ وﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
ﺣﺠﻤﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺑﺤﺠﻢ ﻋﻤﻠﻚ
)وﻟــﻜﻞ درﺟﺎت ﳑﺎ ﻋﻤﻠﻮا وﻟﻴﻮﻓﻴﻬﻢ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮن( اﳉﻨﺔ درﺟﺎت ﻓﻼ ﺗﺴــﺘﻌﻈﻤﻦ ﻃﻠﺒﻚ ﻣﻦ اﷲ، ﻋﻞ ﺳــﻘﻒ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻚ ﻣﻊ اﻟﻞ،ه ﻓﺎﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻻ ﻳﻌﺠﺰه ﺷﻲء، وﻟﻜﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ أﻫﻞ اﳋﻴﺮ واﻟﺸﺮ ﻣﻨﺎزل ﻋﻨﺪ اﷲ ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻳﻮﻓﻴﻬﻢ اﷲ ﺟﺰاء أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮن ﺑﺰﻳﺎدة ﻓﻲ ﺳــﻴﺌﺎﺗﻬﻢ وﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﻢ.
ﺳﻮء ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ
ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻨﺎ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﻰ ﻣﺸــﻬﺪ ﻣﻦ ﻣﺸــﺎﻫﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ ﻓﻴﻘﻮل اﷲ: )وﻳﻮم ﻳﻌــﺮض اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮوا ﻋﻠﻰ اﻟﻨــﺎر أذﻫﺒﺘﻢ ﻃﻴﺒﺎﺗﻜــﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ اﻟﺪﻧﻴــﺎ.. اﻵﻳﺔ( ﻓﻲ ﻣﺸــﻬﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮى اﻟﻜﻔــﺎر اﻟﻨﺎر ﳌﺎ ﺗﻜﺒﺮوا ﻋﻠﻰ آﻳﺎت اﷲ وﻋــﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻛﺎن ﺟﺰاؤﻫﻢ ﻋﺬاب اﳋﺰي واﻟﻬــﻮان ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﲟﺎ ﻛﺎﻧــﻮا ﻳﺘﻜﺒﺮون ﻓﻲ اﻻرض ﺑﻐﻴﺮ اﳊﻖ وﺑﻌﺼﻴﺎﻧﻬﻢ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ.