ﻣﻌﺮض اﻟﻘﺎﻫﺮة.. ﺗﻈﺎﻫﺮة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺔ

وﻓﻘﺖ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﳊﻀﻮر ﻣﻌﺮض اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺪوﻟﻲ، أﻛﺒﺮ اﳌﻌﺎرض اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ.

وﺗﻮاﺟﺪت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﻣﻊ اﻓﺘﺘﺎح اﳌﻌﺮض، وذﻟﻚ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ رواﻳﺔ »ﺣﺎﻣﻞ اﳊﻘﺎﺋﺐ«، ﻛﻮﻧﻲ أﺣﺪ اﳌﺸــﺎرﻛﲔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﺼﻮل ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺮواﺋﻴﲔ واﳌﺜﻘﻔﲔ اﳋﻠﻴﺠﻴﲔ واﻟﻌﺮب.

وﻟﻌﻞ اﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻷدﺑﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﳌﻠﻴﻮﻧﻲ، أﻋﺪاد زوار اﳌﻌﺮض، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻋﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ اﻵﻻف اﳌﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ، واﻟﻼﻓﺖ ﻋﻨﺪ دﺧﻮﻟﻲ إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ ٤ ﺟﻨﺎح ﻣﻜﺘﺒﺔ »اﻷزﺑﻜﻴﺔ« اﳊﺎﺿﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻟﺘﻤﻴﺰﻫﺎ ﺑﻀﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺪﱘ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎت وﻣﺠﻼت ﻗﺪﳝﺔ أدﺑﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ، وﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ.

ﻛﻤﺎ أن اﳌﻌﺮض ﻻﻗﻰ ﺣﻀﻮرا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﻤــﺎر، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﺮض اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻣﻦ اﳌﻌﺎرض اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ ﺑﻨﺎ إﻟﻰ اﳌﻌﺎرض اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺰاﺧﺮة واﳌﺆﻟﻔﺎت اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ.

أﻣﺎ رواﻳﺔ »ﺣﺎﻣﻞ اﳊﻘﺎﺋﺐ«، ﻓﻜﺎﻧﺖ إﺣﺪى اﻟﺮواﻳﺎت ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻴﲔ ﻣﻦ ﻛﻼ اﳉﻨﺴﲔ، ﺗﻮاﺟﺪوا ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻳﺖ وﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﺳﻌﻴﺪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﻣﻨﻔﺮد ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ، أﻣﺎ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺪول اﳌﻌﺮض، وﺗﻌﺘﺒﺮ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻣﺸﺮوع رواﺋﻲ أدﺑﻲ ﻛﻮﻳﺘﻲ ﺧﻴﺮي ﻳﺬﻫﺐ رﻳﻊ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﳌﺮﺿﻰ »اﻟﺴﺮﻃﺎن« ﺷﻔﺎﻫﻢ اﷲ وﻋﺎﻓﺎﻫﻢ.

ﻧﻌﻢ، ﻛﺎن ﻻﻓﺘﺎ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﳉﺪول اﳌﻨﺎﻗﺸﺎت اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ، واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮي اﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻣﺎ ﻳــﺪل ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﳌﻌﺮض ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺎ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺎ ﻟﻢ أر ﻣﺜﻴﻼ ﻟﻪ ﻓﻲ اﳌﻌﺎرض اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﺘﻲ زرﺗﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ.

وﻗﺪ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺸﺨﺼﻲ وأﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﲔ ﻓﻲ وزارة اﻹﻋﻼم اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻘﺎدم ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم ٤٢٠٢، ﻛﺘﻮﺳﻴﻊ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻘﺎﻋﺎت ﻓﻲ أرض اﳌﻌﺎرض، ﻻﺳــﺘﻴﻌﺎب ﻋﺪد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد وﺗﺨﺼﻴﺺ ﻗﺎﻋﺎت ﻟﻠﻜﺘﺐ واﳌﺠﻼت اﻟﻘﺪﳝﺔ واﳌﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺣﺘﻰ ﻳﺴــﺘﻔﻴﺪ اﳌﻮاﻃﻦ ﻣﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ واﳌﺠﻼت واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أرﺷﻴﻔﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ أو ﻛﺘﺐ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﺼﺎدر ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ اﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة واﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺄﻟﻴﻒ وذﻟﻚ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻜﺘﺒﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ وﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮ.

ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، إن ﻣﻌﺮض اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺪوﻟﻲ ﲟﺜﺎﺑﺔ اﳌﻠﺘﻘﻰ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮي اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﻛﺒﺮ، ﺑﻞ اﳌﻌﺮض أﺷﺒﻪ ﺑﺘﻈﺎﻫﺮة ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺔ.