ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ اﻧﺘﺨﺎب رﺋﻴﺲ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﻮﺳﻒ ﺳﻼﻣﺔ ﻟـ »اﻷﻧﺒﺎء«: اﳌﻨﻄﻘﺔ إﻟﻰ ﻫﺪوء ﻳﺴﺒﻖ ﻗﻴﺎم »ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﲔ«

رأى رﺋﻴﺲ ﻟﻘﺎء اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺴــﻴﺎدة اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﻮﺳﻒ ﺳــﻼﻣﺔ، أن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻃﻮﻓــﺎن اﻷﻗﺼــﻰ وﻣــﺎ ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﺣــﺮب ﻋﻠﻰ ﻏﺰة وﺗﻮﺗــﺮات ﻋﺴــﻜﺮﻳﺔ ﻓــﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن، ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺻﻴﻐﺖ ﺑﻬﺪف اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﺴــﻮﻳﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻣﻌﺘﺒــﺮا أن ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺖ إﻳﺮان دورا ﺑﺎرزا ﻓــﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ اﳊﺮب ﻋﻠﻰ ﻏﺰة آﺧﺮ ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ، ﻋﻠﻰ أن ﺗﺴﺪل ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﺴﺘﺎرة ﻋﻠﻰ ﻫﺪوء ﻳﺴﺒﻖ اﻟﺴﻼم وﻗﻴﺎم ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﲔ.

وﻟﻔﺖ ﺳــﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ »اﻷﻧﺒﺎء«، إﻟﻰ ان اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻨﺠﺎح ﻓﺼﻮل اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﳌﺸﺎر اﻟﻴﻬﺎ أﻋﻼه ﻫﻲ أن ﺷﻌﻮب اﳌﺸــﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﻨﺠﺮ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ وﺑﺴــﻬﻮﻟﺔ وراء ﻣﻨﻄﻖ »ﻏﻴﺮة اﻟﺪﻳﻦ«، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻤﺢ ﻹﻳﺮان واﻟﻐﺮب وﺳﺎﺋﺮ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﺑﺨﻮض ﻣﻌﺎرﻛﻬﺎ داﺧﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ واﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺪﻓﻴﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﺗﻮرة اﻟﺪﻣﺎر وإﻋﺎدة اﻹﻋﻤﺎر ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺟﻮﻟﺔ ﻋﺴــﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻧﺘﺎج ﺣﻠﻒ اﳌﻤﺎﻧﻌﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.

وردا ﻋﻠﻰ ﺳــﺆال، ﻟﻔﺖ ﺳــﻼﻣﺔ إﻟﻰ ان ﻛﻼم اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﳊﺰب ﷲ اﻟﺴــﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮاﷲ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻣﻔﺎوﺿﺎت وﻻ ﺗﺴﻮﻳﺎت ﻗﺒﻞ وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻏﺰة ﻣﺠﺮد ﻣﻮﻗﻒ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼك اﻟﺸﻌﺒﻲ، وﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ارض اﻟﻮاﻗﻊ، وذﻟﻚ ﻟﻜﻮن اﻟﺴﻴﺪ ﻧﺼﺮاﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺪرك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮاه أن ﻗﺮار وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻏﺰة ﺑﺎت ﻗﺎب ﻗﻮﺳﲔ أو أدﻧﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺎذه، إﻻ أن ﻣﺎ أراده وﻳﺮﻳﺪه ﻓﻲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻛﻼﻣﻪ وﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪﻳﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻧﺘﺼﺎر وﻫﻤــﻲ، وذﻟﻚ ﻋﺒــﺮ إﻳﻬﺎم ﺟﻤﻬﻮره وﺑﻴﺌﺔ ﺣﺰﺑﻪ ﺑﺄن ﺗﻬﺪﻳﺪاﺗﻪ أﺧﻀﻌﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وأﺟﺒﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺮﺿﻮخ ﳌﻄﺎﻟﺐ اﳌﻘﺎوﻣﺔ، ﻣﻌﺘﺒﺮا ان اﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻸﺳﻒ وﻳﺪﻣﻲ اﻟﻘﻠﻮب وﻳﺤﺰن اﻟﻨﻔﻮس ﻫﻮ ان »اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺸــﺮﻗﻴﺔ ﲢﺎرب ﺑﺎﻟﺼﻮت اﻟﻌﺎﻟﻲ، وﺗﺮﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﺷﺎرات اﻟﻨﺼﺮ وﺳﻂ دﻣﺎر ﺷﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﳊﺠﺮ واﻟﺒﺸﺮ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺪﻣﺎر اﳌﺨﻴﻒ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻨﻘﺪ«.

ﻫﺬا، وﻟﻔﺖ ﺳﻼﻣﺔ إﻟﻰ ان اﺳﺘﻬﺪاف ﺑﺮج اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻓﻲ ١١ ﺳــﺒﺘﻤﺒﺮ ١٠٠٢ أدى إﻟﻰ ﺧﻠﻊ ﻧﻈﺎم ﺻﺪام ﺣﺴــﲔ وﻓﺘﺢ أﺑﻮاب اﻟﻌﺮاق وﻛﻞ اﳌﺸــﺮق اﻟﻌﺮﺑــﻲ اﻣﺎم اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ، وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻬﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺪﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎد ﺧﻴﺎر اﻟﺴﻼم ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻣﻌﺘﺒﺮا أن ﻫﺬه اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ اﻧﺘﻬﺖ ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻃﻮﻓﺎن اﻷﻗﺼﻰ، وﺳﺘﺪﺧﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ وﻗﻒ إﻃﻼق ﻧﺎر داﺋﻢ اﳕﺎ ﺳﺤﺐ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺮدﻳﻔﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬــﺎ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣــﺰب اﷲ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻘﺒﺔ اﻧﻬﺎء اﳊﺮوب ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺗﻌﺒﻴﺪ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻼم اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﲔ. ﻣــﻦ ﻫﻨﺎ أﻛﺪ ﺳــﻼﻣﺔ أن ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺎت ﻓﻲ ﻇﻞ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ اﻧﺘﺨﺎب رﺋﻴﺲ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن رﺋﻴﺴﺎ وﺳﻄﻴﺎ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ اﺳﺘﻔﺰازا ﻷي ﻣﻦ اﻷﻃﺮاف اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ.

ﻳﻮﺳﻒ ﺳﻼﻣﺔ