Al-Anbaa

ﻋﻔﺮاء وﺣﻤﺰة وﻳﺎﺳﻤﲔ.. أﻃﻔﺎل ﻳﺘﻤﻬﻢ اﻟﺰﻟﺰال ﻗﺒﻞ ﻋﺎم

-

ﺟﻨﺪﻳــﺮس - أ.ف.پ: ﻗﺒﻞ ﻋﺎم، وﻟﺪت ﻋﻔﺮاء ﲢﺖ أﻧﻘــﺎض ﻣﻨﺰل دﻣﺮه اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﻳﺔ، وﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﻌﻔﻮن ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﻋﺒــﺮ ﺣﺒﻞ اﻟﺼﺮة ﺑﻮاﻟﺪﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻜﺎرﺛﺔ.

ﻓﺠﺮ اﻟﺴــﺎدس ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳــﺮ ٣٢٠٢، اﺳﺘﻔﺎﻗﺖ ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﻳﺔ وﺟﻨﻮب ﺷﺮق ﺗﺮﻛﻴﺎ اﳌﺠﺎورة ﻋﻠﻰ زﻟﺰال ﻣﺪﻣﺮ، ﺗﺒﻌﺘﻪ ﻫﺰات ارﺗﺪادﻳﺔ. اﻧﻬﺎرت أﺑﻨﻴﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ رؤوس ﻗﺎﻃﻨﻴﻬﺎ وﻗﻀﻰ ﻗﺮاﺑﺔ ﺳــﺘﲔ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ٦ آﻻف ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ، ﻣﺎ ﻓﺎﻗﻢ ﻣﺄﺳﺎة ﺳﻜﺎن أﺿﻨﺘﻬﻢ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﳊﺮب.

ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻠﺪة ﺟﻨﺪﻳﺮس ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﺮا ﺑﺎﻟﺰﻟﺰال. ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻗﺮب اﳊﺪود اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﺗﻜﻤﻞ ﻋﻔﺮاء اﻟﻴﻮم ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻷول ﺑﲔ أﻃﻔﺎل ﻋﻤﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻠﺖ وزوﺟﻬﺎ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻬﺎ.

وﻳﻘﻮل زوج ﻋﻤﺘﻬﺎ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺴﻮادي )٥٣ ﻋﺎﻣﺎ(، وﻫﻮ اﺑﻦ ﻋــﻢ واﻟﺪﻫﺎ أﻳﻀﺎ، ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﺮاﻧﺲ ﺑــﺮس، »ﻟﺪي ٧ أﻃﻔﺎل. ﻣﻊ ﻋﻔﺮاء أﺻﺒﺤﻮا ٨«، ﻣﻀﻴﻔﺎ: »أﺳــﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻔﺮاء ﺗﻴﻤﻨﺎ ﺑﻮاﻟﺪﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺨﻠﺪ اﺳﻤﻬﺎ وﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ«.

ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺴــﻮادي ﻋﻔﺮاء وﻃﻔﻠﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺒﺮﻫﺎ ﺑﺄﻳــﺎم. وﻳﻮﺿﺢ »ﺗﺮﺿﻊ زوﺟﺘﻲ ﻋﻔــﺮاء وﻃﻔﻠﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ أﺳــﻤﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻄﺎء.. أﺻﺒﺤﺘﺎ ﻛﺎﻟﺘﻮأم«.

ﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻷوﻟﻰ ﻹﻧﻘﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪة ﺟﻨﺪﻳﺮس واﳌﺸﺎﻫﺪ اﻟﺘﻲ ﰎ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳــﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، أﺳﺮت ﻗﺼﺔ اﻟﺮﺿﻴﻌﺔ ﻗﻠﻮب اﻟﺴــﻮرﻳﲔ وﺗﺼﺪرت ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑـ »ﻣﻌﺠﺰة« اﻟﺰﻟﺰال.

وﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ اﳌﻨﺰل، ﲢﻤﻞ ﺑﻨﺎت أﺧﺮﻳﺎت أﻛﺒﺮ ﺳــﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺴﻮادي ﻋﻔﺮاء اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪي ﺳﺘﺮة ﺷــﺘﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺮو، وﻳﻐﻨﲔ ﻟﻬﺎ. وﺑﺪأت اﻟﻄﻔﻠﺔ ذات اﻟﻮﺟﻨﺘﲔ اﻟﻮردﻳﺘﲔ واﻟﻌﻴﻨﲔ اﻟﻮاﺳﻌﺘﲔ ﲢﺒﻮ وﺗﻠﻔﻆ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ.

وﻣﺴﺘﻨﺪا إﻟﻰ ﻋﻜﺎزﻳﻦ، ﻳﺘﺠﻮل اﻟﻔﺘﻰ ﺣﻤﺰة اﻷﺣﻤﺪ )٥١ ﻋﺎﻣﺎ( ﻓﻲ أزﻗﺔ ﺟﻨﺪﻳﺮس، ﻣﺘﻤﻨﻴﺎ ﻟﻮ أن اﳌﺒﻨﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺗﻀﺮر ﻣﻦ دون أن ﻳﻨﻬﺎر ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ. وﻳﻘﻮل ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻟﻔﺮاﻧــﺲ ﺑﺮس: »ﻓﻘﺪت أﻣﻲ وأﺑﻲ و٤ إﺧﻮة، وﺑﻘﻴﺖ ٥٣ ﺳﺎﻋﺔ ﲢﺖ اﻟﺮﻛﺎم«، ﻣﻮﺿﺤﺎ »ﺳــﻘﻂ اﻟﺒﻨﺎء ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء«.

ﺑﻌﺪ إﻧﻘﺎذه، ﺑﺘﺮ اﻷﻃﺒﺎء ﺳــﺎق اﻷﺣﻤﺪ وأﺻﻴﺒﺖ ﻳﺪه ﲟﺘﻼزﻣﺔ اﻟﻬﺮس اﻟﺘﻲ ﲢﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮض اﻷﻃﺮاف ﻟﻀﻐﻂ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻣﺎ ﻳﺆدي إﻟــﻰ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺪورة اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻋﻦ اﻷﻧﺴﺠﺔ. ورﻏﻢ ﳒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺘﺮ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﲢﺘﺎج ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺟﺮاﺣﻲ وﻋﻼج ﻻ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ ﲢﻤﻞ ﻛﻠﻔﺘﻬﻤﺎ.

ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻣﻼﻣﺢ اﳊﺰن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻔﺘﻰ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻟﺪى ﺷﻘﻴﻘﻪ اﳌﺘﺰوج ﻓﻲ ﺟﻨﺪﻳﺮس. وﻳﻘﻮل: »ذﻛﺮى اﻟﺰﻟﺰال ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻲ اﻟﺪﻣﺎر، إﻧﻪ ﻳﻮم اﻟﻔﺮاق.. أﺷــﻌﺮ وﻛﺄن اﳊﻴﺎة ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻣﻨﺬ ذاك اﻟﻴﻮم. ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻛﻠﻨﺎ أﻋﺰاء ﻋﻠﻴﻨﺎ«.

وﳒﺖ ﻳﺎﺳﻤﲔ اﻟﺸﺎم )٠١ ﺳﻨﻮات( ﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰال، ﻟﻜﻦ واﻟﺪﻫﺎ وواﻟﺪﺗﻬﺎ اﳊﺎﻣﻞ وإﺧﻮﺗﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻗﻀﻮا ﲢﺖ اﻟﺮﻛﺎم وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻬﺎ إﻻ ﺟﺪﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ.

ﺗﻘــﻮل اﻟﻄﻔﻠﺔ إﻧﻬﺎ ﺗﺸــﺘﺎق ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺷــﻘﻴﻘﺘﻬﺎ اﻟﺘﻮأم ﻣﺎل اﻟﺸــﺎم. وﺗﻀﻴﻒ ﻟﻔﺮاﻧﺲ ﺑﺮس: »ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻀﻲ أوﻗﺎﺗﻨﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ ذاﺗﻪ ﻓﻲ اﳌﺪرﺳﺔ وﻧﻠﻌﺐ ﻣﻌﺎ«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait