اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺟﻬﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﳌﺒﺎﺷﺮة
ذﻛــﺮت ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻴﺪ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻟﺪول اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ أن ﺗﺴــﺘﻔﻴﺪ ﻣــﻦ اﻟﺘﺤــﻮل ﻓــﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﳌﺒﺎﺷﺮة وﺗﺪﻓﻘﺎت اﶈﺎﻓﻆ اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺼﲔ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻮاق اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ واﻷﺳﻮاق اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ اﻷﺧــﺮى، وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ دول اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ، ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﻟﻮﺣﻆ ﻣﻦ زﻳﺎدة اﻟﺘﺪﻓﻘــﺎت اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ إﻟﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ.
وﺳﻠﻄﺖ اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺎدر ﻋﻦ ﺷــﺮﻛﺔ ﻏﻠﻮﺑﻞ داﺗﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ أن اﳊﻮاﻓﺰ اﳉﻴﻮﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ
واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻔﺠﻮة اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺼﲔ، أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻃﺎردا ﻟﻼﺳــﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﳌﺒﺎﺷﺮ اﳉﺪﻳﺪ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺼﲔ إﻟﻰ أﺳــﻮاق اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻻﺧﺮى. وﻗﺎل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﳝﺜﻞ ﻓﺮﺻﺔ أﻣﺎم دول اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳌﻌﺎد ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ، وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﲟﺰاﻳﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴــﻴﺔ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن ﺛﻤﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻃﺎردة ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺼﲔ، ﻣﻨﻬﺎ اﳊﺮب اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳌﺴﺘﻤﺮة ﺑﲔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﺼﲔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻹدارة اﻻﻣﻴﺮﻛﻴــﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ، وﻣﻮﻗﻒ اﻟﺼﲔ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳉﻴﻮﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ، وﻋــﺪم إﺣﺮاز ﺗﻘﺪم ﻓﻲ أﺟﻨﺪة اﻟﺮﺧﺎء اﳌﺸﺘﺮك ﻟﻠﺼﲔ.
وﻣــﻦ ﺷــﺄن ﻫــﺬه اﻟﻌﻮاﻣــﻞ ان ﺗﺴــﺎﻫﻢ ﻓــﻲ ﲢﻮﻳﻞ ﺗﺪﻓﻘــﺎت رأس اﳌﺎل اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎري إﻟﻰ اﳋﺎرج، وﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﲡﻌﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ أﻛﺜﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﻛﻮﺟﻬﺔ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ، ﻧﻈﺮا ﳌﻮﻗﻌﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ وﻗﻄﺎع اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ واﳉﻬﻮد اﳌﺒﺬوﻟﺔ ﻟﺘﻨﻮﻳــﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدات ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ.
وﻟﻜﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻏﻠﻮﺑﻞ داﺗﺎ ﺣﺬر ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻣﻦ أن ﺟﺎذﺑﻴﺔ اﻷﺳــﻮاق اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ وﺑﻌﺾ اﻷﺳــﻮاق اﻟﻨﺎﺷــﺌﺔ ﻛﺎﻟﻬﻨﺪ واﳌﻜﺴﻴﻚ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎرات اﶈﺘﻤﻠﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن دول اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﲟﻮاﺻﻠﺔ اﳉﻬﻮد اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﲔ ﺑﻴﺌﺎﺗﻬﺎ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ وﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ اﳌﺘﻐﻴﺮة.
وﺧﺘﻤﺖ اﳌﺠﻠــﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ إﻋــﺎدة ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎر ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺼــﲔ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺳــﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴــﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻊ أﺳــﻮاق ﺟﺎذﺑﺔ أﺧﺮى ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﲡﺎﻫﺎت اﳉﺪﻳﺪة.