أﻋﻴﺎدﻧﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻬﻰ ﺻﻮرة
ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻓﺘﺮة ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ اﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪي اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮاﻳﺮ اﳋﻴﺮ، ﻓﺎﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻮن ﻗﻴﺎدة وﺷﻌﺒﺎ ﻳﻌﺘﺰون ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﺪﻳﺮة ذات اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺸﺮف. وﻣﻊ ﻫﺬه اﻷﺟﻮاء اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﻢ رﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺪوﻟﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع وﻋﻠﻰ اﳌﺒﺎﻧﻲ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ.
وﻗﺪ رﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﺸﻜﻠﻪ اﳊﺎﻟﻲ )ﻋﻠﻢ اﻻﺳﺘﻘﻼل( ﻷول ﻣﺮة ﻋﻠﻰ ﺻﻮاري اﳌﺆﺳﺴﺎت واﻟﺪواﺋﺮ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ٤٢ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ١٦٩١ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺮاﺳﻢ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﻋﻤﺖ اﻟﺒﻼد.
وﺷﻬﺪ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻐﻴﺮ ﻋﺪﻳﺪة، ﺣﻴﺚ اﺗﺨﺬ ﻗﺪﳝﺎ أﺷﻜﺎﻻ ﻋﺪة رﻓﻌﺖ ﺑﺼﻔﺔ رﺳﻤﻴﺔ وﻏﻴﺮ رﺳﻤﻴﺔ وﻛﺎﻧﺖ ﲢﻤﻞ ﻓــﻲ ﺟﻠﻬﺎ اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ »ﻛﻮﻳﺖ« وﺑﻌﺾ اﻟﺪﻻﻻت
ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ، وذﻟﻚ ﺣﺘﻰ اﻋﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻠﻪ اﳊﺎﻟﻲ، ذو اﻷﻟﻮان اﻷرﺑﻌﺔ اﻷﺧﻀﺮ واﻷﺑﻴﺾ واﻷﺣﻤﺮ واﻷﺳــﻮد، ﺑﺼﺪور اﳌﺮﺳــﻮم اﻷﻣﻴﺮي ﺑﻬﺬا اﻟﺸــﺄن ﻓﻲ ٧ ﺳــﺒﺘﻤﺒﺮ ١٦٩١. واﺳﺘﻮﺣﻴﺖ أﻟﻮان ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻟﺼﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﳊﻠﻲ:
وإﻧﺎ ﻟﻘﻮم أﺑــﺖ أﺧﻼﻗﻨﺎ ﻛﺮﻣﺎ ﻧﺒﺘﺪي ﺑﺎﻷذى ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻳﺆذﻳﻨﺎ
ﺑﻴﺾ ﺻﻨﺎﺋﻌﻨﺎ ﺳﻮد وﻗﺎﺋﻌﻨﺎ ﺧﻀﺮ ﻣﺮاﺑﻌﻨﺎ ﺣﻤﺮ ﻣﻮاﺿﻴﻨﺎ
وﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻨﺎ وﺳﻂ ﻫﺬه اﻻﺟﻮاء اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻔﺮﺣﺔ ﺑﺎﻷﻋﻴﺎد اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
أن ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﻣﻌﻬﺎ اﳉﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﳝﺜﻠﻪ ﻫــﺬا اﻟﺮﻣﺰ ﻣــــﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺟﻤــــﻴﻌﺎ، وﻣــﻦ ﺛﻢ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺒﻪ ﻣــــﻦ اﺣﺘﺮام، وﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻳــﻜﻮن ﺳــﻠﻴﻤﺎ ﺑﻼ أي ﺗﻠـﻒ ﻓــﻲ أﻃﺮاﻓﻪ، وأن ﻳــﺘﻢ ﲢﺮي ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺳــﺎرﻳﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ راﻳﺘﻨﺎ داﺋﻤﺎ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺧﻔﺎﻗﺔ.
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻼﻓﻲ أي ﺳﻠﺒﻴﺎت ﺗﻈﻬﺮ أﺣﻴﺎﻧﺎ أﺛﻨﺎء اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺮش ﺑﺎﳌﺎء ورﻣﻲ أﻛﻴﺎس ﻣﻌﺒــﺄة ﺑﺎﳌﺎء اﳌﺜﻠﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮ واﻟﺴﻴﺎرات، وﻣﺎ ﻳﻮازي ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﻮﺷﺎت ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ وﺗﻌﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺤﺠﺔ اﻟﻔﺮﺣﺔ، ﻓﻬﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻔﺮح ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﲡﻨﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﻓﻲ أﺑﻬﻰ ﺻﻮرة.
داﻣﺖ أﻋﻴﺎد وﻃﻨﻨﺎ اﳊﺒﻴﺐ وأﻓﺮاﺣﻪ، وﺣﻔﻆ اﷲ اﻟﻜﻮﻳﺖ وﺷﻌﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء.