اﻹﳝـﺎن دروس وﻋﺒﺮ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ذﻛﺮى اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ﻓﻠﺬات اﻷﻛﺒﺎد ﺻﻼح اﻷﺑﻨﺎء ﻣﻬﻤﺔ اﻵﺑﺎء اﻟﺸﺮﻳﻜﺔ: اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻓﺮﺣﺘﻨﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻄﺎﻋﺔ اﷲ ﻋّﺰ وﺟّﻞ واﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻃﻦ اﳊﻴﺪر: ﻓﻠﻨﺘﺬﻛﺮ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺪﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﻮب وﺗﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻟﺒﻠﺪ اﳌﺮي: ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺷﻜﺮ اﷲ داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻷﻣﻦ واﻷﻣﺎن ﺑﺎﻟﻘﻮل واﻟﻔﻌﻞ واﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣﻮل ﻗﻴ
رﺟﻞ ﻋﻨﺪه ﻣﺎل واﺷﺘﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻴﺎرات، وﺷﻐﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺎﺋﻘﲔ ﻧﻈﻴﺮ أﺟﺮ ﺷﻬﺮي، ﻓﻬﻞ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻼل أم ﺣﺮام ﻷﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ان اﳌﺎل اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ أي إﻧﺴﺎن ﺑﻐﻴﺮ أن ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻴﺪه وﺑﻌﺮﻗﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺮام. ٭ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺸﺮوع وﻻ ﺣﺮﻣﺔ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﳌﺎل اﺷــﺘﺮى ﲟﺎﻟﻪ ﺳﻴﺎرات ووﻇﻒ ﻋﻨﺪه ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺎﺋﻘﲔ ﻓﻤﺎ وﺟﻪ اﳊﺮﻣﺔ ﻓﻴﻪ؟!
أﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻴﺪ واﻟﻌﺮق ﻓﻠﻴﺲ اﳌﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﺪوي وﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻣﺸﺮوع ﻷن ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺳﻴﺎراﺗﻪ وﻳﺘﺎﺑﻊ اﳌﻮﻇﻔﲔ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﻨﺪه وﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة وﻣﻦ ﺻﻴﺎﻧﺔ وﻣﻦ ﻋﻄﻞ وﻣﺎ اﻟﻰ ذﻟﻚ وﻳﺒﺬل ﻓﻲ ﺳــﺒﻴﻞ ذﻟﻚ ﺟﻬﺪا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻼ ﺣﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا. ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻟﻌﺐ اﻟﺸﻄﺮﱋ؟ إذا ﻛﺎن اﻟﻠﻌﺐ ودﻳﺎ وﻻ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﻴﻪ وﻻ ﻳﻀﻴﻊ اﻟﻮﻗﺖ - ﻛﺄوﻗﺎت اﻟﻌﺒﺎدة ﻣﻦ ﺻﻼة وﻏﻴﺮﻫﺎ وﻻ ﻳﺼﺪر ﻓﻴﻪ أي ﻟﻔﻆ ﺑﺬيء؟ وﻫﻞ ﺣﻜﻤﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺐ )اﻟﻮرق( ﺑﻬﺬه اﳌﻮاﺻﻔﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ؟ ٭ ان اﻟﻔﻘﻬــﺎء اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﲢﺮﳝﻪ، ﻓﺬﻫﺐ أﺑﻮﺣﻨﻴﻔﺔ وﻣﺎﻟﻚ وأﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ اﻟﻰ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺮد وﻫــﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﻓﺎرﺳــﻴﺔ ورد ﻧﺺ ﺑﺘﺤﺮﳝﻬــﺎ وﻫﻮ ﻗﻮل رﺳﻮل اﷲ ژ »ﻣﻦ ﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺮد ﺷﻴﺮ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ اﷲ ورﺳــﻮﻟﻪ«. وذﻫﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺴــﻠﻒ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ اﻟﻰ ان اﻟﺸــﻄﺮﱋ ﻣﺒﺎح ودﻟﻴﻠﻬﻢ ان اﻷﺻﻞ ﺑﺎﻹﺑﺎﺣﺔ وﻟﻢ ﻳﺮد ﺑﺘﺤﺮﳝــﻪ ﻧﺺ ﻓﻴﻜﻮن ﻣﺒﺎﺣﺎ، وﺑﻨــﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻧﻘﻮل ان ﻟﻌﺐ اﻟﺸﻄﺮﱋ ﻣﻜﺮوه واﻷوﻟﻰ ﺗﺮﻛﻪ. أﻣﺎ اذا اﻗﺘﺮن ﻟﻌﺐ اﻟﺸــﻄﺮﱋ ﺑﻘﻤﺎر وﻛﺴﺐ وﺧﺴﺎرة أو ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدة او اي أﻣﺮ دﻳﻨﻲ او واﺟﺐ دﻧﻴﻮي ﻓﻴﻜﻮن ﺣﺮاﻣﺎ.
وﺣﻜــﻢ اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻮرق ﻣﺜﻞ ﺣﻜﻢ ﻟﻌﺐ اﻟﺸــﻄﺮﱋ، واﷲ أﻋﻠﻢ.
ﻫﻞ ﻓﻲ اﳌﺮض ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻟﻠﺬﻧﻮب؟ ٭ ﻧﻌﻢ، ﻫﻨﺎك أﺣﺎدﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺗﺒﲔ ان اﳌﺮض ﻳﻜﻔﺮ اﻟﺴــﻴﺌﺎت وﳝﺤﻮ اﻟﺬﻧﻮب وﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮة، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎل: »ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﺐ وﻻ وﺻﺐ وﻻ ﻫّﻢ وﻻ ﺣﺰن ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻮﻛﺔ ﻳﺸﺎﻛﻬﺎ إﻻ وﻛّﻔﺮ اﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎه«. وروى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻗﺎل: »دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ژ وﻫﻮ ﻳﻮﻋﻚ »ﻳﺘﺄﻟﻢ« ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ: ﺗﻮﻋﻚ وﻋﻜﺎ ﺷﺪﻳﺪا، ﻗﺎل: أﺟﻞ إﻧﻲ أوﻋﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﻋﻚ رﺟﻼن ﻣﻨﻜﻢ. ﻗﻠﺖ: ذﻟﻚ أن ﻟﻚ أﺟﺮﻳﻦ، ﻗﺎل: »أﺟﻞ، ذﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺼﻴﺒﻪ أذى ﺷﻮك ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ إﻻ ﻛﻔﺮ اﷲ ﺑﻬﺎ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﲢﻂ اﻟﺸﺠﺮة ورﻗﻬﺎ«. ﻓﻬﺬان اﳊﺪﻳﺜﺎن ﺻﺮﻳﺤﺎن ﻓﻲ أن اﳌﺮض ﻳﻜﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮب وﳝﺤﻮ اﻟﺴﻴﺌﺎت، وﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﺮﻳﺾ أن ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ اﳌﺮض ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺟﺮ وﻳﻜﻮن ﺧﻴﺮا ﻟﻪ ﻓﻘﺪ روى ﻣﺴــﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﻬﻴﺐ ﺑﻦ ﺳــﻨﺎن ان اﻟﻨﺒﻲ ژ ﻗﺎل: »ﻋﺠﺒﺎ ﻷﻣﺮ اﳌﺆﻣﻦ ان أﻣﺮه ﻛﻠﻪ ﻟﻪ ﺧﻴﺮ - وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻷﺣﺪ إﻻ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ - إن أﺻﺎﺑﺘﻪ ﺳﺮاء ﺷﻜﺮ ﻓﻜﺎن ﺧﻴﺮا ﻟﻪ وإن أﺻﺎﺑﺘﻪ ﺿﺮاء ﺻﺒﺮ ﻓﻜﺎن ﺧﻴﺮا ﻟﻪ«.
اﻷﺑﻨﺎء أﻣﺎﻧﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ وﺣﺴــﻦ ﺗﺄدﻳﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺐ اﷲ ﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻼه، ﻓﺎﻷب ﻣﺴﺆول ﻋﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ وﻋﻦ إرﺷﺎدﻫﻢ وﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ وﲢﺬﻳﺮﻫﻢ ﻣــﻦ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻮﺻﻞ اﻟﻰ اﻟﻨﺎر، وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ اﻟﻰ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻮﺻﻠﻬﻢ اﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ وإﻟﻰ اﳉﻨﺔ. وﻗﺪ ﺑﲔ اﻟﻨﺒﻲ ژ أن اﳌﺮء ﻳﺴﺄل ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻓﺒﺄي ﺷﻲء ﻳﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﺿﻴﻊ أوﻻده؟ وﲟﺎذا ﺳــﻴﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺧﺎن اﻷﻣﺎﻧﺔ؟ ﻗﺎل ژ: »ﻛﻠﻜﻢ راع وﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ، اﻹﻣﺎم راع وﻣﺴﺆول ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ واﻟﺮﺟﻞ راع ﻓﻲ أﻫﻠﻪ وﻫﻮ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ، واﳌﺮأة راﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ زوﺟﻬﺎ وﻣﺴــﺆوﻟﺔ ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻬﺎ، واﳋﺎدم راع ﻓﻲ ﻣﺎل ﺳﻴﺪه وﻣﺴﺆول ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ، ﻗﺎل: وﺣﺴﺒﺖ أن ﻗﺪ ﻗﺎل: اﻟﺮﺟﻞ راع ﻓﻲ ﻣﺎل أﺑﻴﻪ وﻣﺴﺆول ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ وﻛﻠﻜﻢ راع وﻣﺴﺆول ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ« ﻓﺘﺮﺑﻴﺔ اﻷوﻻد ورﻋﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ إﻫﻤﺎﻟﻬﺎ وﻋﺪم ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮ ﻣﺆﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ژ: »ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﺴﺘﺮﻋﻴﻪ اﷲ رﻋﻴﺔ ﳝﻮت ﻳﻮم وﳝﻮت وﻫﻮ ﻏﺎش ﻟﺮﻋﻴﺘﻪ إﻻ ﺣﺮم اﷲ ﻋﻠﻴﻪ اﳉﻨﺔ واﳌﻮﻟﻮد ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮ اﻟﻨﺎس
ﻛﻴــﻒ ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺷــﻜﺮﻧﺎ وﺣﻤﺪﻧــﺎ ﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻧﻌﻤﺔ ذﻛﺮى ﲢﺮﻳﺮ اﻟﻜﻮﻳﺖ، وﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺷﻜﺮ اﷲ وﻣــﺎ اﻟــﺪروس واﻟﻌﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ؟
ﻳﻘﻮل د.ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﺸﺮﻳﻜﺔ: ﻻ ﺷــﻚ أن ﻫﺬه اﻷﻳــﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮﻧــﺎ ﺑﻨﻌﻤــﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ وﻧﻌﻤﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﺑﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ واﺳــﺘﻘﻼل دوﻟﺔ اﻟﻜﻮﻳــﺖ وﺣﺼﻮﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﻴﺎدة. ﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬه ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺠــﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﻮم ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﺸﻜﺮﻫﺎ وأن ﻧﻘﻮم ﺑﺸﻜﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻤﺪ اﷲ ﺳــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﺷــﻜﺮه ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ وﻛﺬﻟﻚ اﺣﺘﺮام اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﻋﺪم ارﺗــﻜﺎب أي ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎﻻت أو ﻏﻴﺮﻫﺎ وﻋﺪم ارﺗﻜﺎب اﳌﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ وﻻ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ وﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﺒﻪ وﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ إﳕﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻄﺎﻋﺔ اﷲ ﻋﺰ وﺟــﻞ واﶈﺎﻓﻈــﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻃﻦ واﻣﺘﺜﺎل أواﻣﺮ ﻗﻴﺎدﺗﻪ واﻟﺴــﻌﻲ ﻟــﺪرء اﻟﺸــﺒﻬﺎت واﻟﻔﱳ ﻋﻨﻪ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴــﻌﻲ ﳉﻤﻊ اﻟﻘﻠــﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻃﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎدﺗﻪ وﻫﻜﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈــﺔ ﻋﻠــﻰ ﳑﺘﻠــﻜﺎت اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻠﻰ اﳌﻤﺘﻠﻜﺎت اﳋﺎﺻﺔ وﲡﻨﺐ أي ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻔﻮﺿﻰ أو اﳋﺮوج ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺎت أو ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﺑﻠﺪ اﻷﻣﺎن
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒــﻪ، ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﺒــﺪاﷲ اﳊﻴﺪر: وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﻣــﻊ اﻗﺘــﺮاب ﻓﺮﺣــﺔ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﺒﻼد وﲢﻘﻴﻖ اﻣﻨﻬﺎ وﻧﺘﺬﻛﺮ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺪﻫــﺎ ﺑﻌــﺾ اﻟﺸــﻌﻮب واﻟﺘــﻲ ﻻ ﺗﻌﺮف اﺳــﺘﻘﺮارا وﻻ ﻫــﺪوءا ﻓﺘﻬﺎﺟــﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ اﻟﻰ ﺑﻠﺪ وﺗﻌﻴﺶ ﺿﻨﻚ اﳊﻴﺎة
وﻋﻮزﻫــﺎ، ﻓــﻼ ﻳﺄﻣﻨﻮن ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﻬﻢ ودﻣﺎﺋﻬﻢ وأﻋﺮاﺿﻬﻢ وﻳﺘﺨﻄﻔﻬــﻢ اﻟﻨــﺎس ﳝﻴﻨﺎ وﻳﺴﺎرا، وﺑﻬﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴــﻬﻢ اﳉﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ دﻋﺎﺋــﻢ اﺳــﺘﻘﺮار ﻫــﺬا اﻟﺒﻠﺪ واﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠــﺐ ﻓﻴﻪ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺸــﺮع اﷲ وﺷــﻜﺮ ﻧﻌﻤــﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﻟﺌﻦ ﺷــﻜﺮﰎ ﻷزﻳﺪﻧﻜــﻢ( ﻓﻤــﻦ اﻟﻮاﺟــﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺷــﻜﺮ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ وﻫﺒﻨﺎ اﷲ إﻳﺎﻫﺎ ﻗﻮﻻ وﻋﻤﻼ وﻋﻘﻴﺪة ﺑﻘﻠﻮﺑﻨﺎ وأﻟﺴﻨﺘﻨﺎ وﺟﻮارﺣﻨﺎ، وﻧﺤﻦ ﺑﺤﻤــﺪ اﷲ، ﻣﺎزاﻟــﺖ ﻧﻌﻤــﻪ ﺗﺘــﺮى ﻋﻠﻴﻨــﺎ وﺻــﺪق اﷲ إذ ﻳﻘــﻮل: )وإن ﺗﻌﺪوا ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻻ ﲢﺼﻮﻫــﺎ( وﻓﻲ ﻇﻞ ﻫــﺬا اﻟﺮﻏــﺪ اﻟــﺬي ﻧﻌﻴﺸــﻪ وﻫــﺬه اﳋﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﲡﻠﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ أﻗﻄﺎر اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷــﺮﻗﻬﺎ وﻏﺮﺑﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺷﻜﺮ اﷲ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻳﻘﺼﺪ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻜﺮﱘ وﻳﺴﻌﻰ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أوﺗــﻲ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﺴــﺒﺐ أﻣﻨﻪ واﺳــﺘﻘﺮاره وﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻳﺠــﺐ أﻻ ﺗﻠﻬﻴﻨــﺎ وﺗﻐﺮﻳﻨــﺎ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ وﲡﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻛﻔﺮان اﻟﻨﻌﻤﺔ واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﷲ، ﻓﻴﺠﺐ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ ﲟﻨﺎﺳــﺒﺔ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﻜﻮﻳــﺖ اﻟﺘــﻲ ﲢﻘــﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﻦ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن، ذﻟﻚ اﻷﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ )اﻟــﺬي أﻃﻌﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ژ: ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻟﻮد إﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮة ﻓﺄﺑــﻮاه ﻳﻬﻮداﻧﻪ أو ﻳﻨﺼﺮاﻧﻪ أو ﳝﺠﺴــﺎﻧﻪ..« ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﳋﻴﺮ اﻟﺬي ﻫﻢ ﻓﻴﻪ، وﺻﻴﺎﻧﺔ اﻷوﻻد ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺸﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺑﺺ ﺑﻬﻢ، ﻟﻜﻦ اﳌﺼﻴﺒﺔ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻮاﻟﺪان ﻣﻊ ﺗﻘﺼﻴﺮﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ وﻟﺪﻫﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﺳــﺒﺐ اﻧﺤﺮاﻓﻪ وﻏﻮاﻳﺘﻪ وﻓﺴﺎده.
ﻳﻘﻮل اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ - رﺣﻤﻪ اﷲ-: »وﻛﻢ ﳑﻦ أﺷﻘﻰ وﻟﺪه وﻓﻠﺬة ﻛﺒﺪه ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ﺑﺈﻫﻤﺎﻟﻪ وﺗﺮك ﺗﺄدﻳﺒﻪ وإﻋﺎﻧﺘﻪ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮاﺗﻪ وﻳﺰﻋﻢ اﻧﻪ ﻳﻜﺮﻣﻪ وﻗﺪ أﻫﺎﻧﻪ وأﻧﻪ ﻳﺮﺣﻤﻪ وﻗﺪ ﻇﻠﻤﻪ وﺣﺮﻣﻪ ﻓﻔﺎﺗﻪ اﻧﺘﻔﺎﻋﻪ ﺑﻮﻟﺪه، وﻓﻮت ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻈﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة، وإذا اﻋﺘﺒﺮت اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻷوﻻد رأﻳﺖ ﻋﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻵﺑﺎء«.
ﺟﻮع وآﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻮف(.
ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺒﺮى
وﻳﻀﻴﻒ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺣﻤﺪ اﳌﺮي ﻗﺎﺋﻼ: ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻮﻃﻦ وﻧﻌﻤﺔ اﻷﻣﻦ واﻷﻣــﺎن ﻣﻦ ﻛﺒﺮى اﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺴــﺎن ﺑﻌﺪ ﻧﻌﻤﺔ اﻹﺳــﻼم واﺗﺒــﺎع اﻟﺴــﻨﺔ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻘﻮل ﻧﺒﻴﻨــﺎ ﻣﺤﻤــﺪ ژ »ﻣﻦ أﺻﺒﺢ ﻣﻨﻜﻢ آﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺳــﺮﺑﻪ.. ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻓﻲ ﺟﺴﺪه.. ﻋﻨﺪه ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻪ.. ﻓﻜﺄﳕﺎ ﺣﻴﺰت ﻟﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ« وﻗﺪ ﻋﺎﻳﺸﻨﺎ وﻗﺎﺋﻊ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺟﺘﺎﺣﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑﻠﺪﻧﺎ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ ٢ أﻏﺴــﻄﺲ ٠٩٩١ واﺣﺘﻠﺘﻪ ﳌﺪة ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻋﺎﺛﺖ ﻓﻴﻬﺎ إﻓﺴﺎدا وﺗﺪﻣﻴﺮا وﻗﺘﻼ ﺑﺤﻖ اﻟﻜﻮﻳﺖ وﺷﻌﺒﻬﺎ اﳌﺴﺎﻟﻢ.
وﻗﺪ ﻣﻦ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺄن ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﺟﻴﻮش ﻣــﺎ ﻳﻘﺎرب ﻣﻦ ٢٣ دوﻟﺔ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ ﲢﺮﻳﺮ ﺑﻼدﻧﺎ اﳊﺒﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻄــﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﻐــﺎدر ورﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ وﻃﻨﻨﺎ آﻣﻨﲔ ﻣﻌﺰزﻳﻦ ﻣﻜﺮﻣﲔ وﻻ زﻟﻨــﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻵﻣﻦ واﻟﺮﺧﺎء إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﺑﻔﻀﻞ ﻣــﻦ اﷲ ﺛــﻢ ﺑﻔﻀــﻞ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﻟﻬــﺬا ﻳﺠــﺐ ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﻓــﻲ ذﻛــﺮى ﲢﺮﻳــﺮ اﻟﻜﻮﻳــﺖ ﻣﻦ اﻻﺣﺘــﻼل اﻟﻌﺮاﻗﻲ أن ﻧﺸــﻜﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟــﻰ داﺋﻤــﺎ وأﺑﺪا ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤــﺔ اﻟﻮﻃــﻦ وﻧﻌﻤــﺔ اﻵﻣﻦ واﻷﻣــﺎن ﺑﺎﻟﻘــﻮل واﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ
ﺧــﻼل اﻻﻛﺜــﺎر ﻣــﻦ اﻟﻄﺎﻋﺎت وﻓﻌــﻞ اﻻﺣﺴــﺎن ﻟﻶﺧﺮﻳــﻦ ﳑﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴﻠﻤﺔ.. وأن ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠــﻰ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣــﻮل ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻧﺂزرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺧﺎء واﻟﺸــﺪة واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﻼدﻧــﺎ واﶈﺎﻓﻈــﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺑﺜﲔ.
ﺷﻜﺮ اﻟﻨﻌﻢ
وأﺿــﺎف د.ﺧﺎﻟﺪ اﳋﺎﻟﺪي: ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻧﻌﻤﺔ وﻣﻨﺔ ﻋﻈﻴﻤــﺔ أﻧﻌــﻢ اﷲ ﻋــﺰ وﺟﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺒﻠــﺪة اﳌﺒﺎرﻛﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﺣﻴﺚ أرﺟﻌﻨﺎ اﷲ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﻮﻳﺘﻨﺎ، آﻣﻨﲔ ﻣﻄﻤﺌﻨﲔ، ﳑﺎ ﻳﺴــﺘﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ژ ﺷــﻜﺮا واﻋﺘﺮاﻓﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪ، واﳊﺬر ﻣﻦ ﻛﻔﺮان ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ، ﻓﺎﳌﻮﻟﻰ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ وﻏﻴﺮﻫــﺎ إﻻ ﻟﻨﺸــﻜﺮه ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﺑﺸــﻜﺮه ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺪوم ﻧﻌﻤﻪ، وﻛﻞ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﺷﻜﺮه ﳌﻮﻻه ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
وﻋﻠﻴﻨــﺎ أن ﻧﺘﺬﻛــﺮ ﺗﻠــﻚ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻠﻄﺖ دﻣﺎء أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﺮى اﻟﻜﻮﻳﺖ، وأن ﳒﻌﻠﻬﺎ ﻧﺒﺮاﺳﺎ ﻳﻘﺘﺪى ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺬل، واﻟﻌﻄﺎء، واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ، واﻟﻮﻓــﺎء، واﻹﺧﻼص ﻟﺒﻼدﻧﺎ، وﺗﻌﺰﻳــﺰ اﻟﻮﺣــﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ، ﺳﺎﻋﲔ ﻟﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺰﻋﺰﻋﺘﻬﺎ، وﺗﻔﺮﻳﻖ اﳌﺠﺘﻤــﻊ، وﺑــﺚ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺑﲔ أﺑﻨﺎﺋﻪ.
وﳑﺎ ﻳﺆﺳــﻒ ﻟــﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﺗﻠﻚ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﻜﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺟﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ أﻫــﻞ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ أﺧﻼق وﻗﻴﻢ اﺳﺘﻤﺪوﻫﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻐﺮاء، واﻟﺘﻲ ﻧﻬﺖ ﻋﻦ إﻳﺬاء اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﻬﻢ، وﻛﻢ ﺧﻠﻔﺖ ﻫﺬه اﻟﻈﻮاﻫﺮ أﻣﻮرا ﻻ ﲢﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ، وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺰﻋﻢ ﺣــﺐ اﻟﻮﻃــﻦ!، وﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬه اﶈﺒﺔ أن ﻳﺴــﻌﻰ ﻛﻞ ﻣﻮاﻃﻦ ﻟﻼرﺗﻘﺎء ﺑﻮﻃﻨﻪ ﻧﺤﻮ اﳌﻌﺎﻟﻲ، وﻧﻜﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻳﺪا واﺣﺪة ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ اﻟﻔﺮد وﺣﺪه ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ.