اﳊﺴﻴﻨﺎن ﻟـ »اﻷﻧﺒﺎء«: ﺿﻌﻒ اﻟﻮازع اﻟﺪﻳﻨﻲ أﻛﺒﺮ ﲢﺪﻳﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ آﺛﺎر ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎح اﻟﺘﻘﻨﻲ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻫﺪﻣﺖ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺳﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﳌﻘﺎرﻧﺎت ﻳﺠﺐ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻮاء ﻟﻸﺑﻨﺎء أواﻟﺰوﺟﺔ أواﻟﺰوج ﻛﺜﺮة اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺛﻮاﺑﺖ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﳌﻮاﻗﻊ ﻳﻘﻠ
أﻛﺪ د.ﺳــﺎﻟﻢ اﳊﺴــﻴﻨﺎن أن ﺿﻌﻒ اﻟﻮازع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧــﻲ ﻣﻨﻬــﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ، وان اﻟﺘﻘــﺪم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻬﺎﺋــﻞ واﻧﺘﺸــﺎر وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻇﻬﺮت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺿﺮار اﻟﻨﻔﺴــﻴﺔ واﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب.
وﺗﻄــﺮق إﻟﻰ ﻋﻼج اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻷﺳﺮة، وﲢﺪث ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب وﻋﻼﺟﻬﺎ، وإﻟﻰ ﻧﺺ اﳊﻮار:
ﻣﺎ أﺳﺒﺎب ﺿﻌﻒ اﻟﻮازع اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟ ٭ ﻫﻨــﺎك ﻋــﺪة اﺳــﺒﺎب، ﻣﻨﻬــﺎ اﳉﻬﻞ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮم ﻣــﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة، ﻓﻤﺜﻼ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻳﺮﻳﺪ ان ﻳﻔﻄﺮ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﺑﺴــﺒﺐ اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺘﻌﺐ وﻻ ﻳﺪري أن اﻟﺼﻮم ﻓﺮض ﻋﻠﻴﻪ، واﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﺼﻼة، واﻳﻀﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻻ ﻳﻌﺮف اﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﻴﺪة اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻨﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس، واﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻻﺳﺒﺎب ﻛﺜﺮة اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺛﻮاﺑﺖ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﳑﺎ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ اﻟﺪﻳﻦ وﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻊ ﻛﺜﺮة اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻠﺸﺒﻬﺎت واﻟﺸﻬﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺚ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم ووﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋــﻲ، ﳑﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺘﺴــﺎﻫﻞ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة واﺳﺘﻤﺮاﺋﻬﺎ، ﻓﻴﻀﻌﻒ اﻻﳝﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺒﺪ، وﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ژ »وإن اﻟﻜﺬب ﻳﻬﺪي إﻟﻰ اﻟﻔﺠﻮر«.
وﻣﺎ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻟﻌﻼج ﻫﺬا اﻟﻀﻌﻒ؟ ٭ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸــﺮﻋﻲ داﺧﻞ اﻻﺳﺮة، ﻓﺄول ﻟﺒﻨﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻫﻲ اﻻﺳﺮة، واذا اﻫﺘﻢ اﻟﻮاﻟﺪان ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ اﻻﺑﻨﺎء اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ اﳌﻌﻠﻮم ﻣﻦ اﻟﺪﻳــﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة، وﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻟﻜﺎن ذﻟﻚ ﺣﺼﻨﺎ ﻟﻸﺑﻨﺎء ﻣﻦ اي اﻧﺤﺮاف ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻪ، وﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﺰﻛﻴﺔ اﻟﻨﻔﻮس، ﻟﻸﺳﻒ اﻵن ﻛﻞ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺬا اﳉﺎﻧﺐ، ﺳــﻮاء داﺧﻞ اﻻﺳــﺮة او ﺑﲔ اﻻﻓــﺮاد، وﻻ ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ اﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻮﻋﻈﺔ اﳊﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮازع اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻓﺎﳌﻮﻋﻈﺔ ﺑﺬل اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻫﻴــﺐ، ﻓﻴﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻮازن ﻋﻨﺪ اﻻﺑﻦ، وﻳﺼﻴﺮ ﻋﻨﺪه وازع دﻳﻨﻲ ﻗﻮي ان ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﳊﺎت وﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮات، واﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻫﻞ اﻟﺸﺒﻬﺎت واﻟﺸﻬﻮات، ﻓﻜﻤﺎ وﺻﻰ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻠﻒ أﻻ ﻧﺴﻤﻊ ﻷﻫﻞ اﻟﺸﺒﻬﺎت وﻻ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﻬﻢ وﻻ ﳒﺎﻟﺴﻬﻢ وﻛﺬﻟﻚ اﻫﻞ اﻟﺸﻬﻮات ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﲢﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ.
اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺘﻘﻨﻲ
ﻣﻊ اﻧﺘﺸﺎر وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻇﻬﺮت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻻﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ، ﻓﻤﺎ أﻛﺜﺮ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﻧﻔﺘﺎح؟ ٭ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺘﻘﻨــﻲ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﳒﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺳــﺮ ﺗﻬﺪﻣﺖ ﺑﺴﺒﺐ اﳌﻘﺎرﻧﺎت، ﻓﺎﳌﺮأة ﺗﻘﺎرن ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺼﺪﻳﻘﺘﻬﺎ، ﻓﺘﺮى ان ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺳﻌﺪاء إﻻ ﻫﻲ، وﻛﺬﻟﻚ اﻷﺑﻨﺎء ﻳﻘﺎرﻧﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺤﻴﺎة اﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ، ﻓﺎﻻﺑﻦ ﻳﺘﻤﺮد ﻋﻠﻰ أﺑﻴﻪ، وﻫﺬا ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﻻﻣﻮر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬــﺬه اﳌﻮاﻗﻊ، وﻫﻨﺎك ﻗﻴــﻢ ﻋﻨﺪ اﻵﺑﺎء ﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻗﻴﻢ ﻋﻨﺪ اﻷﺑﻨﺎء ﺟﺪﻳﺪة ﻳﺜﺒﺘﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺪاﺋﻤﺎ ﻫﻨﺎك ﺻﺮاع ﺑﲔ ﻗﻴﻢ ﺟﻴﻞ اﻵﺑﺎء وﻗﻴﻢ ﺟﻴﻞ اﻷﺑﻨﺎء، ﻓﻴﻜﻮن ﺻﺮاﻋﺎ ﻗﻴﻤﻴﺎ ﻳﺤﺪث اﳌﺸــﺎﻛﻞ واﳋﻼﻓﺎت وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮق، وداﺋﻤﺎ اﳌﺸﺎﻛﻞ ﺑﲔ اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻨﺎء ﺗﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ ﻫــﺬا اﻟﺼﺮاع اﻟﻘﻴﻤــﻲ. ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﺪم اﻟﺮﺿﺎ واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ، ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺴﺎن ان ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ دوﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺿﻰ، ﻓــﻼ ﻳﻨﻈﺮ ﳌﻦ ﻫﻮ أﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺴﺨﻂ ﲟﺎ أﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﻣﻌﺎﳉﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺘﻘﻨﻲ؟ ٭ أوﻻ: ﲢﺪﻳــﺪ ﻣﺎ ﻳﻨﺸــﺮ ﻓــﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺳــﻮاء ﻟﻸﺑﻨﺎء واﻟﺰوﺟــﺔ واﻟﺰوج وﻟﻸﺳــﺮة ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻳﻨﺸﺮ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ اﳊﺴﺪ وﻣﻦ ﲡﻨﻴﺐ اﻟﻨﺎس، ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻵﺑﺎء ﺻﺤﻴــﺢ وﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻷﺑﻨﺎء ﺳــﻲء، ﻓﻬﺬه ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﻤﺴﺆوﻟﲔ ودﻋﻮﻳﲔ اﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪ اﻷﺑﻨﺎء ﻗﻴﻢ اﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪ اﻵﺑــﺎء ﻗﻴﻢ ﻗﺪﳝﺔ ﻻ ﺗﺼﺢ اﻵن، ﻓﺒﻬﺬه اﻷﻣﻮر ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ اﻷﺳﺮة وﻳﺴﺘﻘﻴﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ، ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﻏﺮس اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻌﺼﺮ ﻣﺜﻞ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻨﺒــﻲ ژ ﲢﺪث ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٤١ ﻋﺎم ﻣﺜﻞ ﻏﺮس اﻟﻨﺨﻞ وإﻋﻄﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﻘﻪ وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺎﻟﻲ. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻷﺧﺒﺎر ﻗﺒﻞ ﻧﺸﺮﻫﺎ، ﻓﻬﺬه اﻷﻣﻮر ﻳﺠﺐ أن ﻧﻐﺮﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳــﺮة ﻛﻜﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﲢﻮل.
ﻣﺎ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ؟ ٭ ﻣﻨﻬــﺞ اﻟﺘﺮﺑﻴــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﻳﺤﺬر اﻻﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ اﻟﺬي ﻳﺰج ﺑﻪ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎت اﳉﻬﻞ واﻟﻀﻼل، وﻳﺮى ﻓﻲ اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ واﻗﻮاﻟﻬﻢ واﻓﻌﺎﻟﻬﻢ وﺗﻔﻜﻴﺮﻫــﻢ وﻋﺒﺎداﺗﻬﻢ وﻓﻲ ﻛﻞ ﺷــﺆوﻧﻬﻢ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﳑﺎ اﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﻪ اﻷﻣﺔ ﻓﻲ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻘﻴﻤﻲ ﻫﻮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ، ﻓﺒﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﻘﻠﺪ ﺑﻼ ﺗﻔﻜﻴﺮ أو ﲟﺠﺮد ﺳﺆال ﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ دﻳﻨﻨﺎ اﳊﻨﻴﻒ أم ﻻ؟ وﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﺳــﺒﺎب ﻛﺜﻴﺮة ﻣــﻦ أﻫﻤﻬﺎ: اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺸﺄ اﻟﻄﻔﻞ وﻳﻜﺜﺮ ﻣــﻦ دون رﻗﺎﺑﺔ وﺗﻮﺟﻴﻪ اﻷﻫﻞ ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي ﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﺸــﺒﻪ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ، وﻫﻨﺎ أﻋﻨﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻷﻣﻮر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ، وﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب أﻳﻀﺎ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻏﻴﺮ اﳌﻘﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت وﻣﺠﺘﻤﻌــﺎت اﺧﺮى ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أرﺟﺎء اﳌﻌﻤﻮرة، ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻬﺎﺋﻞ اﻟﺬي أﻧﺸــﺄ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﲔ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺷــﺘﻰ ﺑﻘــﺎع اﻷرض، واﻳﻀﺎ اﻟﺒﻌﺪ ﻋــﻦ اﻟﺪﻳﻦ وأﺻﻮﻟــﻪ، ﻓﺪﻳﻨﻨﺎ اﳊﻨﻴﻒ واﺿــﺢ وﺻﺮﻳﺢ وﻳﺪﻋــﻮ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﻄﻴﺒﺔ وﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ وﻗﻮل ﻗﺒﻞ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎر اﳌﻬﺪد ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺛﺮوة اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت، ﻛﻤﺎ أن ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﻘﺪوة اﳊﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺒﺎب أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻇﺎﻫﺮة ﺧﻄﻴﺮة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻷب اذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪوة ﲢﺘﺬى ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﺑﻨﺎﺋﻪ، وﻣﺎ اﻫﻤﻴﺔ ﻛﻮن اﻷم إن ﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﺗﻐﺮس ﺑﺬرة اﳋﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وﺑﻨﺎﺗﻬﺎ وﺗﻜﻮن ﻟﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﻗﺪوة، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺐ اﻟﻈﻬﻮر وﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎه اﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﳑﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس، وﻫﻲ ﻣﻦ اﺧﻄﺮ اﻻﺳــﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻋﻤــﻰ دون اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺄي ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺪ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ.