ﺧﻔﺎﻳﺎ ﻣﻌﺎﺑﺮ ﻏﺰة
ﻻ ﺷــﻚ ان اﻟﻌﺎﻟــﻢ اﳌﻠﻘــﺐ ﺑـ»اﳌﺘﺤﻀﺮ« ﻻ ﻳﺰال ﻳﺤﻜﻢ اﳊﺼﺎر ﻋﻠﻰ ﻏﺰة ﳋﺪﻣﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ، ﻓﻜﺎن اﳊﺼﺎر وﻣﺎ زال ﻣﺘﻌﻠﻘــﺎ ﺑﺮﺣﻤﺔ »ﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ« اﻟﺬي اﺻﺒﺢ ﺳﻮﻗﺎ راﺋﺠﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻜﻴﺎن اﶈﺘﻞ وﺑﻌﺾ اﻷﻃﺮاف اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ووﺻﻞ ﺑﻬﺎ اﳊﺎل إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻐﻠــﻖ ﻻﺗﻔﺎق ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻨﻪ، وﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻌﻨﺖ اﻟﻌﻘﻴﻢ ﺑﲔ اﻻﻃﺮاف اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺳﻮى اﺳﺘﻤﺮار إﻏﻼق اﳌﻌﺒﺮ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻜﻴﺎن اﶈﺘﻞ، وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ وﻻ ﻳﺴﻤﻦ ﻣﻦ ﺟﻮع ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻫﻞ ﻏﺰة.
وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻠﻨﺨﺎﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻴﻤﺖ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﻌﺒﺮ دور ﺑﺎرز ﻓﻲ اﻏﻼﻗﻪ، وﻟﻸﺳﻒ أﻧﻪ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﲤﺮ ﻋﻠﻰ اﻏﻼق اﳌﻌﺒﺮ ﺗﺰداد آﻻم اﳉﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء واﻻﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﻏﺰة، ووﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﻮت اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻃﻔﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﺑﺴﺒﺐ اﳉﻮع وﻧﻘﺺ اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ.
ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ اي ﻣﺸــﺎﻋﺮ إﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﳝﻜــﻦ ان ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﲡﺎه اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﳌﺪﻧﻴﲔ اﶈﺎﺻﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻏﺰة.
وﻟﻨﻔﺘﺮض ﺟﺪﻻ ان »ﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ« ﻟﻢ وﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﻓﺘﺤﻪ ﻣﺠﺪدا، وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺳﻴﺆدي ﺑﺪوره إﻟﻰ ﺗﺮك اﻫﻞ ﻏﺰة ﻓﺮﻳﺴــﺔ ﻟﻠﺠﻮع، وﻫﻞ ﻫﺬه ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒــﻊ ﻻ ﻷن اﳊﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ ﻟﻮﺣﺪه ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮة اﻻرﺿﻴﺔ، ﺑﻞ ﻫﻨﺎك ﻋﺪة ﻣﻌﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﻏﺰة، وﻛﻤﺎ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﺮق ﺗﺆدي روﻣﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺣﺘﻤﺎ ﺳﺘﺆدي إﻟﻰ ﻏﺰة ﺑﻨﻚ اﻟﻔﺨﺮ واﻟﻌﺰة.
اﻻ ان اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﲔ ﻓــﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﺑﻌﺪم رؤﻳﺘﻬﺎ، ورﲟﺎ ﻻ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮن اﳌﺘﻌﺎﻃﻔﻮن أو ﻏﻴﺮ اﳌﺘﻌﺎﻃﻔﲔ ﻣﻊ ﻏﺰة ﻷﻧﻬﺎ رﲟﺎ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﻋﻠﻰ ارض اﻟﻮاﻗﻊ.
اﻣﺎ اﳌﻌﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﻏﺰة ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ: ٭ ﻣﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷردن. ٭ ﻣﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻮرﻳﺔ. ٭ ﻣﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﺒﻨﺎن. ٭ ﻣﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺤﺮ، وﺗﻜﻮن ﺑﻪ اﻟﺴﻔﻦ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﶈﻤﻠﺔ ﺑﺎﳌﺴﺎﻋﺪات ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﺷــﻮاﻃﺊ ﻏﺰة واﻟﺴﻔﻦ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﻨﻘﻞ ﻫﺬه اﳌﺴﺎﻋﺪات إﻟﻰ ﺷﻮاﻃﺊ ﻏﺰة.
وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﻤﻜــﻦ ان ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻧﺰال ﺟﻮي ﻟﻬﺬه اﳌﺴﺎﻋﺪات ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻄﺮف ﻣﺤﺎﻳﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻻﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻌﺪ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻧﺔ ﺑﲔ ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ و»ﺣﻤﺎس«.
أﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﳑﻜﻨﺎ؟ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﳑﻜﻦ، وان ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﳑﻜﻨﺎ ﻓﺴﻴﻜﻮن ورﻗﺔ ﻣﺴﺎوﻣﺔ ﺿﺪ اﻻﻃﺮاف اﳌﺘﻌﻨﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺳﻮى اﳌﻤﺎﻃﻠﺔ ﺑﻔﺘﺢ ﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ اﳌﺜﻴﺮ ﻟﻠﺠﺪل واﻟﺪﻫﺸﺔ.
ﻗﺎﻣﺖ ام ﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد ﺑﻨﻬﻲ اﺑﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﻮض اﳌﻌﺎرك ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ، ﻓﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﻻﺑﻴﺎت ﻗﺎﺋﻼ: ﻳﺨﻮض اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﳌﻨﺎﻳﺎ وﻳﺮﺟﻊ ﺳﺎﳌﺎ واﻟﺒﺤﺮ ﻃﺎم وﻳﺄت اﳌﻮت ﻃﻔﻼ ﻓﻲ ﻣﻬﻮد وﻳﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﻄﺎم ﻓﻼ ﺗﺮﺿﻰ ﲟﻨﻘﺼﺔ وذل وﺗﻘﻨﻊ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﳊﻄﺎم ﻓﻌﻴﺸﻚ ﲢﺖ ﻇﻞ اﻟﻌﺰ ﻳﻮﻣﺎ وﻻ ﲢﺖ اﳌﺬﻟﺔ أﻟﻒ ﻋﺎم