ﺷﻬﺮ اﻻﺳﺘﺰادة

ﻳﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟــﻰ: )إن ﻋﺪة اﻟﺸﻬﻮر ﻋﻨﺪ اﷲ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮا ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻳﻮم ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ﻣﻨﻬﺎ أرﺑﻌﺔ ﺣﺮم ذﻟﻚ اﻟﺪﻳــﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻼ ﺗﻈﻠﻤﻮا ﻓﻴﻬﻦ أﻧﻔﺴﻜﻢ..( - اﻟﺘﻮﺑﺔ.

إن اﻟﺴﺎﻋﺎت واﻷﻳﺎم واﻟﻠﻴﺎﻟﻲ واﻟﺸﻬﻮر ﺗﺘﻔﺎﺿﻞ وﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﲟﺎ ﺣﺒﺎﻫــﺎ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ وﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم، ﻓﻬﻨﺎك ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮم اﳉﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻮاﻓﻘﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻴﺴﺄل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ إﻻ أﻋﻄﺎه ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ، وﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ وﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻟﻬﻤــﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﳌﺴــﻠﻤﲔ، ﻓﻴﻮم ﻋﺮﻓﺔ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﻳﻜﻔﺮ اﷲ ﺑﻪ ﺳﻨﺘﲔ، وﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﺧﻴﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ ﺷﻬﺮ.

واﻷﺷــﻬﺮ ﺗﺘﻔﺎﺿﻞ ﻛﺬﻟﻚ، وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻷﺷﻬﺮ اﳊﺮم واﻟﺘﻲ ﺣﺮم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺘﺎل اﺑﺘﺪاء.. وﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﺬي أﻧﺰل ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮآن.

إن اﻟﻨﺎﻇــﺮ ﻟﻠﺜﻮاب واﻷﺟﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﻬﺬه اﻷوﻗﺎت واﻷزﻣﻨﺔ، ﻳﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻘﺮوﻧﺔ ﺑﻌﻤﻞ.. ﻓﺴﺎﻋﺔ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ اﻹﺟﺎﺑﺔ، وﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ ﻻﺑﺪ ﻣــﻦ ﺻﻮﻣﻪ ﻟﺘﺄﺧﺬ اﻷﺟﺮ، وﻟﻴﻠــﺔ اﻟﻘﺪر ﻻﺑﺪ ﻣــﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻟﺘﻨﺎل اﻟﻘﺒﻮل، وﻫﻜﺬا، إذا أردت أن ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮاب ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﻘﺪم وﻟﻜﻲ ﺗﻨﺎل ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺒﺬل.

ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﻪ ﻣﻦ أزﻣﻨﺔ وأوﻗﺎت ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﳌﺴﻠﻤﲔ،

وﻗﻠﻴــﻞ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﺣﺒﺎﻧﺎ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﻬﺎ ﻟﻨﻐﺘﻨﻢ ﻓﻀﻠﻬﺎ، وﻫﺬا ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ ﺑﺄﻣﺔ اﻹﺳﻼم، ﻓﺄﻋﻤﺎر أﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ژ ﺑﲔ اﻟﺴﺘﲔ واﻟﺴﺒﻌﲔ، ﻓﻘﺪ أﺧﺮج اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة، ﻗﺎل: ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ژ: »أﻋﻤــﺎر أﻣﺘﻲ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺴــﺘﲔ إﻟﻰ اﻟﺴﺒﻌﲔ، وأﻗﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺠﻮز ذﻟﻚ«.

ﻓﺎﻷﻋﻤﺎر ﻗﺼﻴــﺮة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻋﻤــﺎر اﻷﱈ اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ وﻟﻜﻦ اﻷﺟﻮر ﻛﺜﻴــﺮة وﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﺷﻬﺮ اﻻﺳﺘﺰادة ﻣﻦ ﻗﻴــﺎم وﺻﺪﻗﺔ وﺻﻠﺔ رﺣﻢ وإﺣﺴﺎن، واﻟﻄﺎﻋﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻳﻌﻴﻨﻚ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺸــﻴﺎﻃﲔ ﻣﺼﻔﺪة ﻛﻤﺎ ورد ﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ے ﻗﺎل: ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ژ: »إذا دﺧﻞ رﻣﻀﺎن ﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاب اﳉﻨﺔ، وﻏﻠﻘــﺖ أﺑﻮاب ﺟﻬﻨﻢ، وﺳﻠﺴﻠﺖ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ«، ﻓﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﺳﻬﻠﺔ وﻣﻴﺴــﺮة ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻬﺮ وأﺑﻮاب اﳋﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮة، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ﻋﺎدة ﲡﺪه ﻳﺼﻠﻲ اﻟﺘﺮاوﻳﺢ واﻟﻘﻴﺎم ﻃﻮال ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن، وﻛﻢ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻃﻮال اﻟﺴﻨﺔ ﻓﺘﺠﺪه ﻳﺨﺘﻢ اﻟﻘﺮآن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة.

ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن، أﻳﺎﻣﻪ ﻣﻌﺪودة ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻻﻧﻘﻀﺎء، واﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻐﻞ أﻳﺎﻣﻪ وﻟﻴﺎﻟﻴﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﺰادة ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺎت واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻤﺎ ﻳﺨﺪش اﻟﺼﻴﺎم ﻣﻦ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ.