Al-Anbaa

اﻟﺰي اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺎﳌﺪارس واﻟﻬﻮﻳﺔ

- Riyadhalmu­lla@gmail.com رﻳﺎض ﻋﺒﺪاﷲ اﳌﻼ ﻓﻲ اﳋﺘﺎم: ﻛﻠﻤﺔ أﺧﻴﺮة:

اﻟﺰي اﳌﺪرﺳﻲ اﻟﺬي ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﻈﻬﺮ اﻹﻓﺮﳒﻲ واﻟﺬي ﺷﺎع ﻓﻲ ﻣﺪارﺳﻨﺎ وﻳﺮﺗﺪﻳﻪ أﺑﻨﺎؤﻧﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد، ﳝﺜﻞ ﳕﻮذﺟﺎ ﺣﻴﺎ ﻟﻠﺘﻤﺴﻚ ﺑﺜﻘﺎﻓــﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ، وﺻﻮرة واﻗﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ أﺑﻨﺎؤﻧﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ وﻃﻨﻬﻢ، ﻓﻬﺬا اﳌﻈﻬﺮ اﻹﻓﺮﳒﻲ ﺑﺎت اﻟﺴــﻤﺔ اﳌﺸﻬﺮة ﻓﻲ ﻣﺪارﺳﻨﺎ اﻟﺘﻲ أﻋــﺪت ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ وﺻﻨﺎﻋﺔ رﺟﺎل اﻟﻐﺪ.

وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ـ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺘﺮﻣﻬﺎ ـ ﺗﺮى ﻓﻲ إﺛﺎرة اﳉﺪل ﺣﻮل ﻫﺬا اﳉﺎﻧﺐ، ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺄي ﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫــﺎ واﻟﻨﻬﻮض ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﺴــﺘﻮى اﻟﺬي اﻧﺤﺪرت إﻟﻴﻪ، إﻻ أﻧﻲ أﺟﺪ ﻣﺴــﺄﻟﺔ اﻟﺰي اﳌﺪرﺳﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ذات وزن وﺷﺄن، ذﻟﻚ أن اﻟﺪﺷﺪاﺷﺔ ﻟﻠﺬﻛﻮر واﻟﻠﺒﺎس اﶈﺘﺸﻢ ﻟﻺﻧﺎث ﻫﻤﺎ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﻋﺎداﺗﻨﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ وﲤﺴﻜﻨﺎ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ وﻗﻴﻤﻨــﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺑﺄدﺑﻴــﺎت اﻟﺬوق اﻟﻌﺎم وﺳــﻤﺎت اﳊﺸﻤﺔ واﻟﺬراﺑﺔ، واﻟﺜﻘﻞ واﻟﺮزاﻧﺔ، ﻓﺎﻟﺪﺷﺪاﺷﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻊ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎض ﻟﻬﺎ ﻓﻌﻠﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻓﻲ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﻄﺎﻟﺐ وﺿﺒﻂ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ، ﻻﺳﻴﻤﺎ إن ﻛﺎن ﻳﻠﺒﺲ ﻓﻮق رأﺳﻪ ﻏﺘﺮة وﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﺎل ﻳﻌﻘﻞ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ وﻳﺤﺠﺰه ﻋﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺧﻔﻴﻔﺎ أو ﻃﺎﺋﺸﺎ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮي اﻵﺧﺮﻳﻦ.

اﻟﻴﻮم أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻌﺾ اﳌﺪارس ﺗﺘﻔﲍ ﻓﻲ اﺑﺘﺪاع »ﻟﻮك« ﻣﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﺒﺔ واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت، ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻮﻧﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘﻤﺼﺎن واﻟﺒﻨﻄﻠﻮﻧـ­ـﺎت، وأﺧﺮى ﲡﺒﺮﻫﻢ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻣﺤﺪد ﻣﻦ ﻏﻄﺎء اﻟﺸــﻌﺮ واﳊﺠﺎﺑﺎت، ﺑﻞ إن إﺣﺪى اﳌﺪارس ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺎت ﺷﻜﻼ ﻣﻦ ﻏﻄﺎء اﻟﺮأس ﻳﺼﻄﻠﺤﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﺑـ»اﳊﺠﺎب اﻟﻔﺮﻋﻮﻧــﻲ« وﻫﻮ ﻣــﺎ ﻟﻢ ﺗﻬﻀﻤﻪ ﻓﻄﺮة اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎت وأﻣﻬﺎﺗﻬﻦ وآﺑﺎﺋﻬــﻦ، وﻫﺬا اﳊﺠــﺎب وﻏﻴﺮه ﻣﻦ أﻟﻮان »اﳌﺮﻳﻮل« و»اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن« و»اﻟﺘﻲ ﺷﻴﺮت« أﺻﺒﺢ ﻳﺸﻜﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺼﺎق ﻓﻲ ذاﻛﺮة أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ وﺑﻨﺎﺗﻨﺎ، ﺛﻢ ﺗﻨﻤﻮ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﳌﺮاﺣﻞ اﳌﺪرﺳــﻴﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺛﻢ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ارﺗﺪاء اﻟﺪﺷﺪاﺷﺔ أو »اﻟﺰي اﻟﻮﻃﻨﻲ« أﻣﺮا ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺑﲔ اﻟﻄﻠﺒﺔ وﻓﻲ أروﻗﺔ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﶈﻠﻴﺔ.

ﻧﻌﻢ، إﻧﻨﺎ ﻧﺨﺸﻰ ﻓﻲ ﻗﺎدم اﻷﻳﺎم أن ﻳﺼﺒﺢ ﻻﺑﺲ اﻟﺪﺷﺪاﺷﺔ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ وﻃﻨﻪ وﺑﲔ أﻫﻠﻪ وﻧﺎﺳﻪ، ﺧﺼﻮﺻﺎ أن اﻟﺰي اﻹﻓﺮﳒــﻲ أو اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ

ﺑﺎت ﻇﺎﻫﺮة ﻣﺴﺘﻔﺤﻠﺔ ﻓﻲ اﳌﻮﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﳌﺮاﻛﺰ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ، وﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺧﺎدﺷﺎ ﻟﻠﺬوق اﻟﻌﺎم واﳌﻈﻬﺮ اﳋﺎص ﺑﺪوﻟﺘﻨــﺎ، وﻣﺆﻛﺪا وﺟﻮد ﻣﻴﻮل ﺷﺪﻳﺪة ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺜﻘﺎﻓﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، وﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ أن ﻧﺘﺴﺎءل: ﳌﺎذا ﻻ ﻧﻜﻮن ﻓﻲ زي ﻃﻠﺒﺔ اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺪارس اﻟﺪول اﳋﻠﻴﺠﻴﺔ اﳌﺠﺎورة ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺗﺴﻤﻰ اﻟﺪﺷﺪاﺷﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑـ»اﻟﺜﻮب« واﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑـ»اﻟﻜﻨﺪورة« ودوﻟﺔ ﻗﻄﺮ وﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن؟

ﺑﻞ إﻧﻲ ﻻ أﺟﺪ ﺑﺪا ﻣﻦ ﺗﺴــﺎؤل آﺧﺮ: ﻣﻦ أﻳﻦ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﺔ ﻓﻲ اﳌﻈﻬﺮ اﻟﻌﺎم إﻟﻰ دوﻟﺘﻨﺎ وﻣﺪارﺳﻨﺎ وﻏﺰاﻧﺎ ﻫــﺬا اﻟﻠﺒﺎس ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪب وﺻﻮب؟

إﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﺗﻘﻠﻴﺪا أﻋﻤﻰ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺆون ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، وﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن ﻣﻊ ﻣﺎ ﻧﺮاه وﻧﺸﺎﻫﺪه ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻣﻴﻢ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻣﻘﺰزة ﻟﻠﻔﻄﺮة اﳌﺴــﺘﻘﻴﻤﺔ، وﻫﻞ ﺳﻨﺸﻬﺪ ﻓﺮﺿﺎ ﻷﻣﻮر ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ؟

وﻟﻢ أﻗﻞ ـ اﻟﺒﺘﺔ إن ﻟﺒﺲ اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن واﻟﻘﻤﻴﺺ وﻣﻼﺑﺲ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻣﺤﺮم أو ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺋﻎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻓﻠﻌﻞ ﻓﻲ ارﺗﺪاﺋﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺮﺣﻼت واﻷﺳﻔﺎر ﺗﻨﻮﻳﻊ ﻓﻲ ﳕﻂ اﳊﻴﺎة وﺧﺮوج ﻣﻦ اﻟﺘﺮاﺗﺒﻴﺔ، وإﳕﺎ أؤﻛــﺪ ﻫﻨﺎ أن اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺰي اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺤــﺪ ذاﺗﻪ ﳝﺜﻞ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻮﻃﻨﻲ.

ﻣﻦ اﳌﺆﺳــﻒ أن ﻳﺠﺒﺮ أوﻟﻴﺎء اﻷﻣﻮر ﻓﻲ اﳌﺪارس ﻋﻠﻰ ﺷﺮاء ﻣﻼﺑﺲ إﻓﺮﳒﻴﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ وﺑﻨﺎﺗﻬﻢ أﺛﻨﺎء ﺗﻠﻘﻴﻬﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺛﻢ إﻟﺰاﻣﻬﻢ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ دراﺳﻴﺔ واﳉﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻫﺬه اﳌﻼﺑﺲ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺟﺪا، وﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻬﺪر اﻟــﺬي ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ أوﻟﻴﺎء اﻷﻣﻮر ﺳﻨﻮﻳﺎ.

أﻋﻴــﺪ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻔﻼﺗﺮ ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب ﻓﻲ ﻣﺪارﺳﻨﺎ، واﻟﺒﺮادات اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻄﺮ أﺑﻨﺎؤﻧﺎ إﻟﻰ ﺷﺮاء اﳌﻴﺎه ﻣﻦ ﺧﺎرج اﳌﺪارس ﲟﺎ ﻳﺴﻠﺐ ﻣﺪﺧﺮات اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ.

أدﻋﻮ إﻟﻰ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب أﻣﺎم أوﻟﻴﺎء اﻷﻣﻮر واﳉﻤﻌﻴﺎت اﳋﻴﺮﻳﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺎت ﻟﻠﺘﺒﺮع ﺑﻮﺿﻊ ﺑﺮادات ﻣﺎء ﻟﻠﺸﺮب داﺧﻞ اﳌﺪارس ﺛﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻓﻼﺗﺮﻫﺎ وﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ أوﻻ ﺑﺄول دون أي ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪرﺳﺔ، ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺎﻋﺪ أﺑﻨﺎءﻧﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ وﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﻢ... واﷲ اﳌﺴﺘﻌﺎن.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait