محمد الداهي: يجب وضع قانون يحمي المحرر األدبي
خالل اليوم الختامي للندوة الرئيسية في مهرجان القرين الثقافي
أحيا الشاعر محمد الحرز أمسية شعرية بمهرجان القرين الثقافي، كما تواصلت األنشطة األخرى ضمن الدورة الـ 29 من المهرجان.
ضـــمـــن فـــعـــالـــيـــات مــــهــــرجــــان الـــقـــريـــن الثقافي الـ 92، وبحضور نخبة من األدباء والمثقفين، واصلت ندوة «التحرير األدبي والنشر في العالم العربي»، وهـي الندوة الرئيسية للمهرجان، جلساتها بفندق فور ســيــزون، حيث عـقـدت الجلسة الخامسة (سلطة المحرر)، التي ناقشت إلى أي مدى يحق للمحرر التدخل في النص، وحدود عالقته مـع الـكـاتـب، وأيـــن تتوقف سلطة مؤلف النص، ومتى تبدأ سلطة المحرر؟ ومن يمتلك الرأي النهائي في التعديالت المقترحة؟
وقد شارك في الجلسة إياد عبدالرحمن، الــــــذي قــــــدم ورقــــــة عــمــل بـــعـــنـــوان «ســلــطــة المحرر»، فيما قدمت صالحة عبيد ورقة بعنوان «سلطة المحرر»، وأدارت الجلسة إستبرق أحمد.
وفي الجلسة السادسة «مراجعة الترجمة والتحرير األدبــــي»، سعت الجلسة إلزالــة اللبس بين وظيفتين متقاطعتين، هما: التحرير األدبي، ومراجعة الترجمة في حالة النص المترجم عن لغة أجنبية، وقــدم د. علي العنزي ورقة بعنوان «األدوار المختلفة
للتحرير األدبي ومراجعة الترجمة»، أوضح فيها أن االحترام المتبادل أساس ضروري ألي تعاون بين المترجم والمحرر األدبي والمراجع، على حد ســواء، خصوصا إذا أدرك الـمـتـرجـم أن مهمة الـمـحـرر األدبـــي والـــمـــراجـــع، هـــي مـهـمـة الــمــتــحــدث بـاسـم المؤلف.
أمـــا عـــالء فـرغـلـي، فــقــدم ورقــــة بعنوان «التحرير األدبي ومراجعة الترجمة»، مبينا أن عملية التحرير األدبي للنص المستقل تختلف كليا عن تحرير النص المترجم.
بدورها، قالت يارا المصري، من خالل ورقـــة عمل بـعـنـوان «الـتـرجـمـة والتحرير األدبــي... ركائز واحـدة ومداخل مختلفة»،
إن «المترجم هو المحرر األدبـي في عمله قبل أي أحـد آخـــر»، وأدارت الجلسة مريم المحميد.
فــيــمــا شـــــــارك فــــي الـــجـــلـــســـة الــســابــعــة «الــتــدقــيــق الـــلـــغـــوي والــتــحــريــر األدبــــــي»؛ عبدالرحمن حالق، وشعبان السيد، وأدارها سليمان العبدالهادي.
قـــــدم الــســيــد ورقـــــة بــعــنــوان «الـتـدقـيـق اللغوي والتحرير الثقافي»، وتطرق فيها إلــــى عــــدد مـــن الـــمـــحـــاور، مــنــهــا: الـتـدقـيـق اللغوي وعالم المعرفة، والتدقيق اللغوي في قلب النشر الثقافي، والتدقيق اللغوي رسالة، والتدقيق اللغوي ثقافة، والتدقيق اللغوي بحث وتساؤل دائما.
أمـــا حــــالق، فــقــدم ورقــــة بـعـنـوان «أزمـــة محرر، أم أزمـة مجتمع؟»، ومـن مقتطفات مـا قـالـه أن وظيفة الـمـحـرر األدبــــي يمكن لها أن تحقق قيمة مضافة يستفيد منها الناشر والكاتب معا، شرط أن تتوافر لها الـــشـــروط الـمـوضـوعـيـة، والــتــي يمكن أن «نجمل بعضها في وجــود ناشر يتطلع حقيقة إلــى إنتاج كتاب على أكمل وجه، من حيث جـودة اإلنتاج المادية، وقيمته الـفـكـريـة والــفــنــيــة، ووجـــــود كــاتــب يتقبل النقد، ويمتلك القدرة على تنحية نرجسيته قليال، ويؤمن بالرأي اآلخر، ووجود محرر يتصف بثقافة واسعة وموضوعية تمكنه من تنحية أفكاره الخاصة أو أيديولوجيته الــخـاصـة، والـتـعـامـل مــع الـنـص بمنتهى األمانة والحياد، وزيــادة على ذلك يمتلك رؤية نقدية تمكنه من كشف مواطن الخلل دون االعتماد على ذائقته الخاصة، وغيرها من الشروط».
وشهدت الجلسة الختامية نقاشا بين المتحدثين في المحور األول والحضور، وأدارهـــــا د. محمد الــداهــي، وشـــارك فيها األدبـــــــاء: عــــالء فــرغــلــي، وشــعــبــان الـسـيـد، وعبدالرحمن حالق، وصالحة عبيد، وعمر الغزالي، ويارا المصري.
وفــــي تــصــريــح عــلــى هــامــش الـجـلـسـة، قال د. الداهي إن الجلسة الختامية كانت عـصـارة الجلسات الـثـالث السابقة، التي كانت محورها حول ماهية التحرير األدبي، واختصاص المحرر ومؤهالته، والفرق بين المدقق اللغوي والمحرر، ودور التحرير في الرقي بالترجمة.
وأوضح الداهي أن النقاش في الجلسة الختامية كان منصبا أكثر على دور المحرر األدبي، وهل يتوقف عند إدخال التعديالت والتصويبات اللغوية، أم أن دوره يتعدى ذلك، بإبداء وجهة نظره حول طبيعة السرد، أو وجهة نظر السرد، وتقنيات السردية، ويمكن أن يتدخل أكثر بإضافة معلومات أو إضافة صياغة وفقرات، وفي هذا الشأن تطرح قضية الملكية الفكرية، ألن المحرر موظف مع دار النشر، أو توكل لشخص مــعــروف بخبرته أن يـقـوم بـهـذه المهمة بتعويضات رمزية، لكن إذا تدخل في النص بالتعديالت أو التصويبات والتحسينات، «هنا ال بد أن نضع قانونا يحمي حقوق هـــؤالء المحررين ويعتني بـهـم، كما هو الشأن بالنسبة لحقوق الملكية المجاورة».