Al Jarida (Kuwait)

أنصفت عمر أميراالي يا فجر يعقوب

- حمزة عليان hamzaolaya­n@icloud.com

رحل صاحب «الحياة اليومية في قرية سورية»– عام 2011 - من دون أن يشعر للحظة بخيانة الفيلم الوثائقي له، فقد أخلص له ككائن حي، كما لم يخلص له أحد مثله.

كم غمرني بالسعادة السينمائي والـروائـي الفلسطيني الذي يعيش فـي السويد فجر يعقوب مـن خـالل كتابه «عمر أمـيـراالي العدسة الجارحة» فهذا الرجل وجد من يعيد له اعتباره بعد رحيله، فقد بدأ عمر مشواره الوثائقي مع فيلم «محاولة عن سد الفرات» عندما كان شابا متحمسا ألي تطورات وإنجازات في بالده حتى لوجاء بها «البعث» الذي لديه الكثير من األسباب ليكرهه.

فجر يعقوب قدم لنا هدية ثمينة بكونه من النقاد السينمائيي­ن عن تجربة عمر أميراالي، من منظور رجل ممتهن للسينما والرواية والنقد، وفوق هذا للتوثيق وذاكرة السينما السورية.

برحيل «عمر» طويت صفحة نافرة واستثنائية في السينما الـــســـو­ريـــة، فــقــد خــلــق اتـــجـــا­هـــا خـــاصـــا بـــه قــائــمــ­ا عــلــى الـمـعـايـ­نـة لشخصيات أفالمه.

سيكتب الكثير عن أفالمه منذ أن أطلق فيلمه األول (محاولة أولى عن سد الفرات)، وصوال إلى فيلمه األخير (طوفان في بالد الـبـعـث)، إذا مـا أخـذنـا فـي االعـتـبـا­ر أن فيلمه عـن نجمة السينما السورية فـي سبعينيات الـقـرن الماضي مـن دون مـنـازع (إغـــراء) لم يكتمل بسبب رحيله المفجع، فإن سؤاال واحدا متبصرا يدور حول هذا لفيلم مرورا بالطبع بـ (الحياة اليومية في قرية سورية)، (الدجاج)، (طبق السردين)، (رائحة الجنة)، وأفالم المرحلة الفرنسية التي أنجزها عن شخصيات مثل بناظير بوتو، وميشيل سورا، ورفيق الحريري، وهو ما كان يخفيه أميراالي في فيلمه الجديد غير البازغ عن امرأة شهد لها بشجاعتها وتهورها، وهي تمنح السينما السورية في عقدها الذهبي أفضاال لم تكن تحلم بها، حتى بعد مرور أكثر من عقدين على تخفيها ال اعتزالها، فواحد من أفضل أفالم المؤسسة العامة للسينما (الفهد) لنبيل المالح، قامت هي بمنحه تأشيرة مرور، حين لم تثر رواية «حيدر حيدر» الناس من حولها.

كان يعرف بسخريته المرة إمكانية التجديد من قيمة الفيلم الـمـثـيـر لـلـجـدل الـــذي صنعه عــن رئــيــس الـــــوزر­اء الـلـبـنـا­نـي رفيق الحريري، كان يحلو له أحيانا أن يسمي فيلمه هذا (الرجل ذو النعل الحديدي) في محاولة منه لخلق توازن كاد يميل لمصلحة رئيس الوزراء اللبناني الراحل حينها، ولهذا ربما كانت ستبدو النجمة السورية في (إغراء تتكلم) امرأة مختلفة عن كل ما عرف عنها من قبل، وبخاصة أنها لم تقرر البوح إال أمام كاميرا المخرج الراحل.

قبل أن يصنع أفــالمــا فـي بـيـروت والـقـاهـر­ة وتـونـس والهــور وغيرها من العواصم التي وقعت في مرمى عدسته، كما يكتب عنه فجر يعقوب، ليؤرخ للسينما الوثائقية العالمية، ظل يدخل في أفالمه من الشبابيك المسورة بالغموض واأللغام، ليجلو حقيقة اإلنسان السوري في واقعه المزري.

بدأ عمر أميراالي مشواره السينمائي بفيلم «محاولة عن سد الفرات» عام 1970 وانتهى بفيلم «طوفان في بالد البعث»، أي أنه أمضى ثالثة وثالثين عاما في مختبر الفيلم الوثائقي، إذا جمعت أعماله فستحصل على سبع عشر ساعة من العمل الدؤوب.

بعض تلك األفالم دفع بأجهزة األمن إلى اعتقاله، وسحب جواز سفره، ووضعه في اإلقامة الجبرية، بسبب وقوعه على الكثير من األسباب التي تدفعه للتضحية بكرهه لـ «الحزب» الذي آلم السوريين على مدى العقود األربعة التي عاش في ظلها عمر نفسه، على حد تعبير الكاتب فجر يعقوب.

محطات في تاريخ عمر السينمائي فيها قدر كبير من التشويق والمختصر المفيد، بحيث يجعلك قريبا من حياة شخص لم يخرج يوما من ملعب الحياة ومن نافذة السينما الوثائقية.

110 صفحات تـقـرأ فـي سـاعـة ونـصـف، وجـبـة غـذائـيـة للعقل والروح، فهل تفعلها؟ الكتاب صادر عن منشورات المتوسط بإيطاليا وباللغة العربية.

***

فكرة هيفاء الصقر أوضحت الشيخة أفراح مبارك الصباح رئيسة نادي بيجونفيليا للقراءة أن فكرة استضافة الدكتور أسامة الشاذلي ودعوتة إلى الكويت وإجـــراء حــوار مفتوح معه حـول روايـتـه «أوراق شمعون المصري» تعود إلى السيدة هيفاء الصقر، لذا اقتضى التوضيح.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait