Al Jarida (Kuwait)

انتخابات «باصجة»

-

اتسمت الحمالت االنتخابية التي دشنت مؤخرا بشيء من «اللخبطة» والتداخل مع الــزيــار­ات االجتماعية المتصلة بشهر رمضان المبارك، عالوة على افتقار عنصر أساسي في طرح المرشحين كافة دون استثناء وهو الرؤى اإلصالحية الشاملة في برامجهم االنتخابية، ورغم تحفظي الشخصي على استخدام مصطلح (برنامج انتخابي) في ظل عمل فردي بنظام مجزوء فإنني أستخدمه هنا جـوازا فقط ألبين المقصد من هذا المقال. انقسمت رؤى المرشحين حتى هــذه اللحظة ممن لهم ثقلهم االجتماعي واإلعــالم­ــي وبــــدؤوا فعليا بحمالت انتخابية منظمة إلى قسمين، يسلط األول منها على جانب أو اثنين في حملته االنتخابية من مجمل قضايا عدة وجب التوقف عندها في هذا الزمان والمنعطف التاريخي السياسي للدولة، فمن يركز على قضايا اإلسكان تجده ال يعير اهتماما للتعليم واإلصــالح االقتصادي أو السياسي وتبادل الخبرات والتكنولوج­يا وتحسين مستوى المعيشة والعكس صحيح، وقلما تجد مرشحا يتناول أكثر من رؤيـة إصالحية وحلول موضوعية للقضايا التي تعتبر أساسية في هذا الزمن والوقت تحديدا، واألصل في ترشح األفراد للدخول للمجلس هو طرح األفكار والحلول لتتماشى مع الجانب التشريعي في العمل البرلماني.

أما القسم الثاني من المرشحين فاتخذ من القرارات األخيرة لوزير الداخلية مـادة انتخابية دسمة للهمز واللمز والوعيد، ورغـم تحفظنا على بعض تلك األمــور وتحديدا آلياتها، فإنه وجب التنوع في الطرح

لكل مرشح وعرض بضاعته السياسية لتشمل محاور عدة ال موضوعا واحدا فقط ال غير.

يبدو أن األجواء الرمضانية قد حطت بظاللها على الحمالت االنتخابية وجعلتها تفتقد طعمها، وتجعلها كـمـا نــقــول فــي لهجتنا العامية «باصجة»، وهو األمر الذي يخيف البعض، بحيث تفرز هذه االنتخابات نوابا «باصجين» أيضا دون مستوى الطموح والمراد، فاألصل في طرح المرشح خصوصا في النظام االنتخابي الذي نعيشه أن يكون شيئا أشبه ببرنامج لإلصالحات في الدولة، وأال يكون محدودا بمحور أو اثنين فقط هذا إال من رحم ربي فقط. على الهامش: تحل علينا ذكرى رحيل الرمز الوطني السياسي النائب السابق عبدالله النيباري الذي كان مناضال عروبيا من طراز نادر لن يتكرر حتما، وما أحوجنا هذه األيام لرجاالت تشبه المغفور له (النيباري) في سياسته ووطنيته وحتى قلبه الكبير وصدره الذي يتسع للجميع. هامش أخير: من تجربة شخصية مؤخرا، عرفت وعلمت أن واقع مختارية المنطقة ودورهـــا الحقيقي أمــران مختلفان تماما، فالمختار جالس في المنزل والموظف يزعج المواطنين بطلبات ال أصـل لها من الصحة، ووجـود المختار والمختارية بات أمـرا يشكل عبئا حقيقيا على الدولة في عام ،2024 ويمكن استبدال أي خدمة من جانبهم بإدارة مختصة في الحكومة.

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait