Al Jarida (Kuwait)

الصين ترفض اتهامات بالتجسس اإللكتروني من أميركا وبريطانيا ونيوزيلندا

مقتل 5 صينيين بهجوم في باكستان في ثالث اعتداء مرتبط ببكين في أسبوع

-

اتــهــمــ­ت الــــوالي­ــــات الــمــتــ­حــدة وبـــــريـ­ــــطـــــ­انـــــيــ­ـــا ونـــــيــ­ـــوزيــــ­ـلـــــنــ­ـــدا، مجموعات سيبرانية قالت إنها مرتبطة ببكين، بالوقوف وراء سلسلة هجمات على مشرعين ومـؤسـسـات ديـمـوقـرا­طـيـة، مما أثار غضب الصين التي وصفت االتـــــه­ـــــامـــ­ــات بــــأنـــ­ـهــــا «مـــــنـــ­ــاورة سياسية».

وفي اتهامات مفصلة للصين قـلـمـا تـــصـــدر، أفـــــادت واشـنـطـن ولــنــدن وويـلـيـنـ­غـتـون بسلسلة من الخروقات السيبرانية خالل الـــعـــق­ـــد الـــمـــا­ضـــي أو أكــــثـــ­ـر، فـي مــســعــى مــنــســق عــلــى مـــا يــبــدو لتحميل بكين المسؤولية.

واتــــــه­ــــــمـــ­ـــت وزارة الــــــعـ­ـــــدل األمــــيـ­ـــركــــي­ــــة ســـبـــعـ­ــة مـــواطـــ­نـــيـــن صــيــنــي­ــيــن بــــالـــ­ـوقــــوف وراء مـا اعتبرتها «عملية قرصنة عالمية واســـعـــ­ة الـــنـــط­ـــاق» اســتــمــ­رت 14 عاما تهدف إلى مساعدة الصين فـــــي «الــــتـــ­ـجــــســـ­ـس االقــــتـ­ـــصــــاد­ي وأهـــــــ­ــــــــــ­ـــــداف االســــــ­ـتـــــــخ­ـــــــبــ­ـــــارات األجنبية».

وقــالــت نـائـبـة الـمـدعـي الـعـام األمــيــر­كــي لــيــزا مــونــاكـ­ـو، أمــس األول، إن الـــحـــم­ـــلـــة تــضــمــن­ــت إرسـال أكثر من 10 آالف رسالة إلـكـتـرون­ـيـة اسـتـهـدفـ­ت شـركـات أميركية وأجنبية وسياسيين ومرشحين لمناصب منتخبة وصحافيين.

وأوضــــــ­ــحـــــــ­ـت واشـــــنـ­ــــطـــــ­ن أن وحـــدة يطلق عليها «أدفـانـسـد بـــريـــس­ـــيـــســ­ـتـــنـــت ثــــريـــ­ـت غـــــروب »31 أو «أيــــــه بــــي تـــــــي1­3» تـقـف وراء الهجمات الـتـي اعتبرتها «بـــرنـــا­مـــج تــجــســس ســيــبــر­انــي» تديره وزارة أمن الدولة الصينية الـــــنــ­ـــافـــــ­ذة مـــــن مــــديـــ­ـنــــة ووهـــــــ­ان (وسط).

وقــــــال­ــــــت وزارة الــــــعـ­ـــــدل، إن المقرصنين اخترقوا حسابات بــــريـــ­ـد إلــــكـــ­ـتــــرونـ­ـــي وحـــســـا­بـــات تخزين على السحابة وسجالت مكالمات هاتفية وقاموا بمراقبة بعض الحسابات لسنوات.

وبــعــد ســاعــات عـلـى اإلعـــالن األمــــــ­يــــــركـ­ـــــي، قـــــالــ­ـــت الـــحـــك­ـــومـــة الـــبـــر­يـــطـــان­ـــيـــة إنـــــه مـــنـــذ -2021 2022 استهدفت مجموعة «أيه بــــي تـــــــي1­3» نــفــســه­ــا حــســابــ­ات برلمانيين بريطانيين بينهم عــــــــد­د كــــبــــ­يــــر مــــــن الـــمـــن­ـــتـــقــ­ـديـــن لسياسات بكين.

ومــــــــ­ـــع تـــــــرق­ـــــــب انـــــتــ­ـــخـــــا­بـــــات تشريعية فــي بـريـطـانـ­يـا خـالل أشهر، قال نائب رئيس الوزراء أولــيــفـ­ـر داودن فــي تصريحات صــــادمــ­ــة، إن «كــــيــــ­انــــا مــرتــبــ­طــا بالحكومة الصينية» قد يكون «اخــــتـــ­ـرق» الــلــجــ­نــة االنــتــخ­ــابــيــة البريطانية.

وأضاف داودن أن الحملتين ضــــد بــرلــمــ­انــيــيــ­ن بــريــطــ­انــيــيــ­ن

والــلــجـ­ـنــة االنــتــخ­ــابــيــة أحبطتا فــــــي نــــهــــ­ايــــة الـــــمــ­ـــطـــــا­ف بـــعـــدم­ـــا كانتا تشكالن «تهديدا حقيقيا وخطيرا».

وأكـــد أن «ذلـــك لــن يـؤثـر على تسجيل أو تصويت أو مشاركة الــــمـــ­ـواطــــنـ­ـــيــــن فــــــي الـــعـــم­ـــلـــيــ­ـات الديموقراط­ية».

وفــــــــ­ــــــرضــ­ــــــــــ­ــت الـــــــس­ـــــــلــ­ـــــطــــ­ـــات الــــبـــ­ـريــــطــ­ــانــــيـ­ـــة عـــــقـــ­ــوبـــــا­ت عــلــى شخصين وشركة على صلة بـ «أيه بي .»31يت

بموازاة ذلك، قالت نيوزيلندا أمــــــــ­س، إن مـــكـــتـ­ــب الــمــســ­تــشــار البرلماني، المسؤول عن صياغة الــــقـــ­ـوانــــيـ­ـــن ونــــشـــ­ـرهــــا، تـــعـــرض الختراق في نفس الفترة تقريبا. ووجــــهــ­ــت نـــيـــوز­يـــلـــنـ­ــدا، والـــتـــ­ي هـــي عـــــادة مـــن أشــــد الــداعــم­ــيــن لـــلـــصـ­ــيـــن فـــــي الــــــغـ­ـــــرب، أصـــابـــ­ع االتـــهــ­ـام لـلـمـجـمـ­وعـة الصينية «أيـه بي تـي04» التي قالت إنها «الــــمـــ­ـدعــــومـ­ـــة مـــــن الــــــدو­لــــــة» فـي الهجوم.

وأقـــــــ­ــــــــــ­ر رئــــــــ­ـيــــــــ­ـس الــــــــ­ــــــــــ­ــوزراء الـمـنـتـخ­ـب حــديــثــ­ا كـريـسـتـو­فـر الكـــســـ­ون (يــمــيــن الــــوســ­ــط) بــأن تـحـمـيـل الـــصـــي­ـــن، أكـــبـــر شــركــاء بـــــالده الـــتـــج­ـــاريـــي­ـــن، مـسـؤولـيـ­ة الـهـجـوم «خــطــوة كـبـيـرة». وقــال وزيـــــــ­ــر خـــــارجـ­ــــيـــــ­ة نـــيـــوز­يـــلـــنـ­ــدا وينستون بيترز، إنـه طلب من دبـلـومـاس­ـيـيـن «الــتــحــ­دث الـيـوم

للسفير الصيني، لعرض موقفنا والتعبير عن هواجسنا».

لـــكـــن الـــصـــي­ـــن ردت بـغـضـب على تلك االتهامات، وأصــدرت سفاراتها في لندن وويلنغتون وواشنطن بيانات استنكار.

وقــــالــ­ــت الـــســـف­ـــارة الـصـيـنـي­ـة فــي لــنــدن، إن «تـهـويـل المملكة الـمـتـحـد­ة لـمـا يـسـمـى هجمات إلكترونية صينية ال أساس لها واإلعــــا­لن عــن عـقـوبــات، تالعب سياسي صريح وافتراء خبيث».

وأكـــــــ­ــــــــدت أن الـــــصــ­ـــيـــــن «لـــــم تـشـجـع أو تــدعــم أو تتغاضى عــــن هـــجـــمـ­ــات ســيــبــر­انــيــة عـلـى اإلطالق».

كـــــذلــ­ـــك أصــــــــ­ــــدرت الــــســـ­ـفــــارة الـــصـــي­ـــنـــيــ­ـة فــــــي ويـــلـــي­ـــنـــغــ­ـتـــون رســـالـــ­ة مـشـابـهـة مـتـهـمـة البلد المضيف بــ«الـقـيـام باالختيار الخاطئ»، وأكدت أن «الصين في الواقع ضحية كبيرة لهجمات سيبرانية».

وقــال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري أمس، «إنــهــا مـــنـــاو­رة سـيـاسـيـة بحتة مـــن جــانــب الـــواليـ­ــات الـمـتـحـد­ة والـــمـــ­مـــلـــكـ­ــة الـــمـــت­ـــحـــدة إلعــــــا­دة صـــيـــاغ­ـــة مــــا يــســمــى بـهـجـمـات إلـــكـــت­ـــرونـــي­ـــة نـــفـــذت­ـــهـــا الــصــيــ­ن وفـــــــر­ض عـــقـــوب­ـــات عـــلـــى أفـــــراد وكيانات صينية». وأضــاف أن

موقع الهجوم على حافلة صينية في باكستان أمس

«الصين مستاءة بشدة من هذا وتعارضه بقوة».

وقــــــــ­ال لــــيــــ­ن، الــــــــ­ذي بـــــــدا أنــــه يسعى لتجنب لوم نيوزيلندا: «فـــــي الـــســـا­بـــق، قـــدمـــت الــصــيــ­ن توضيحات وردود فنية على ما يسمى أيه.بي.تي13 التي قدمها الـــجـــا­نـــب الــبــريـ­ـطــانــي، أظــهــرت بوضوح أن األدلــة التي قدمها الجانب البريطاني غير كافية وأن االستنتاجا­ت ذات الصلة تفتقر إلى االحترافية». وأضاف «لـكـن مــن الـمـؤسـف أن الجانب البريطاني لم يقدم ردا أكثر منذ ذلك الحين».

إلـــى ذلــــك، تـعـرضـت مصالح صينية أو على صلة بالصين لثالث هجوم في باكستان خالل (أ ف ب)

األســـبــ­ـوع الـــجـــا­ري، األمــــر الــذي يــســلــط الـــضـــو­ء عــلــى تــحــديــ­ات أمنية باتت مرتبطة بمشروع الحزام والطريق الصيني.

ونـقـلـت وكــالــة «رويـــتـــ­رز» عن مـــصـــدر أمـــنـــي رفـــيـــع فـــي مـديـنـة بيشاور شمال غــرب باكستان، أن خــمــســة أشـــخـــا­ص يـحـمـلـون الجنسية الصينية القوا حتفهم في انفجار عند تعرض موكبهم أمس لهجوم انتحاري في شمال غرب باكستان.

وفــــــــ­ي ثـــــانــ­ـــي هـــــجـــ­ــوم يــشــنــه مــســلــح­ــون مـــن عــرقــيــ­ة الـبـلـوش عـــــلـــ­ــى مـــــنـــ­ــشـــــأة عــــســــ­كــــريـــ­ـة فـــي غضون أسبوع، أعلن مسؤولون باكستانيون أمس، أن مسلحين هاجموا قاعدة صديق البحرية

والجوية الباكستاني­ة في مدينة تـــربـــت بــمــقــا­طــعــة بــلــوشــ­ســتــان جنوب غربي البالد، مما أسفر عن مقتل جندي واحد على األقل وخمسة مهاجمين.

وقـــال بـيـان صـــادر عـن مكتب رئـيـس الــــوزرا­ء شهباز شريف: «لقد نجونا من خسارة فادحة»

وأعـــــلـ­ــــنـــــ­ت جـــــمـــ­ــاعـــــة «جــــيــــ­ش تــــحــــ­ريــــر بــــلــــ­وشــــســـ­ـتــــان»، أبــــــرز الجماعات االنفصالية في منطقة بــلــوشــ­ســتــان، مـسـؤولـيـ­تـهـا عن الهجوم في بيان.

واســـتـــ­ثـــمـــرت الـــصـــي­ـــن بــقــوة فـــي إقــلــيــ­م بــلــوشــ­ســتــان الـغـنـي بـــــالــ­ـــمـــــع­ـــــادن بـــــجـــ­ــنـــــوب غــــربـــ­ـي بــــاكـــ­ـســــتـــ­ـان، والـــــــ­ــذي يـــقـــع عــلــى الحدود مع أفغانستان وإيران،

بــــمــــ­ا فـــــي جودار.

وتمثل القاعدة البحرية أهمية لـــمـــشـ­ــروع الـــمـــم­ـــر االقـــتــ­ـصـــادي الـصـيـنـي - الـبـاكـسـ­تـانـي، الـــذي يشمل أيضا مشروعات للطرق والـطـاقـة، وهـو جـزء مـن مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وقــــــــ­ـــــالـــ­ــــــــــ­ت قـــــــــ­ــــــــــ­ــوات األمــــــ­ـــــــن الباكستاني­ة األسبوع الماضي، إنـهـا صــدت هـجـومـا باألسلحة والقنابل شنه مسلحو جماعة «جــــيــــ­ش تـــحـــري­ـــر بــلــوشــ­ســتــان» عـــــلـــ­ــى مــــجــــ­مــــع خـــــــــ­ـــارج مـــيـــنـ­ــاء جودار، والذي قتل فيه جنديان والمسلحون الثمانية جميعا.

ذلـــــــك تــــطــــ­ويــــر

مـــيـــنـ­ــاء

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait