الفشل الحكومي وراء الخطاب العنصري
أكد العصفور أن الشعب الكويتي بطبيعته منفتح على اآلخــر ويتقبل اآلخـــر، فهو شعب قـــائـــم عــلــى الـــتـــجـــارة والـــســـفـــر والـــتـــواصـــل مع اآلخــــريــــن، لـــكـــن الــعــنــصــريــة فـــي جـمـيـع الــــدول وليست فــي الـكـويـت فـقـط، فالعنصرية تأتي كـنـتـيـجـة ولــيــســت ســبــبــا، وتـــأتـــي الـعـنـصـريـة لسوء إدارة البلد والفشل في تقديم الخدمات، والعنصرية اليوم ليست ضد المواطنين فقط بل العنصرية اليوم ضد الوافدين، موضحا أنه عندما يذهب المواطن إلى أحد المستشفيات الحكومية وال يجد فيه الخدمات المطلوبة، فمن الطبيعي أن يلقي اللوم على اآلخر سواء كان وافدا أو حتى فئة من المواطنين المختلفة عنه، وهنا الجهة الملومة باألصل هي الحكومة لــســوء إدارتـــهـــا، فــتــردت الــخــدمــات، فالخطاب العنصري يظهر مع فشل الحكومة، ألن الموارد مـــحـــدودة وال تــلــبــي احــتــيــاجــات الـمـواطـنـيـن والمقيمين، فمتى ما تحسنت إدارة البلد وإدارة الحكومة وقدمت الخدمات السليمة للمواطنين وغـــيـــرهـــم سـيـخـتـفـي الـــطـــرح الـــعـــنـــصـــري، ألن الجميع منشغل بحياتهم بشكل طبيعي.
وأضاف أن هناك أيضا من يحاول أن يجرنا إلـــى الـمـرحـلـة الـبـائـسـة الـسـابـقـة فــي الـخـطـاب الـعـنـصـري وســحــب الـجـنـاسـي للسياسيين، ونـحـن لـن نسمح بــأن نـعـود إلــى ذلــك المربع، ومن يعتقد أننا سنرجع إلى المرحلة السيئة من مالحقة المواطنين بمواطنتهم وتهديدهم بهويتهم، فإن هذا أمر مرفوض، والقانون يطبق على الجميع، وهــو أمــر ال خــالف عليه، ولكن
يدار بعقلية رجاالت الدولة والحريصين على البلد، وأن يدار من مؤسسات البلد، ويجب أال يكون مادة انتخابية للمتطرفين من الجانبين، ويجب أن يكون األمر واضحا للجميع، أن هذا الوطن هو بلد الجميع، والكويت ليست لطرف دون آخر، فإن زانت الكويت زانت للجميع، وإن ساء ت فستطول الجميع. المادة الثانية من الجنسية
وأكد العصفور أن قانون الجنسية أقر عام ،1959 ومـن صـاغـوا هـذا القانون آنـــذاك كانوا عــلــى درجـــــة عــالــيــة مـــن الـــوعـــي ومــــن الــحــرص عــلــى الـــوطـــن، وعـــلـــى درجـــــة عــالــيــة مـــن الـعـمـل الجاد للدولة، ونظرتهم عند صياغة القانون كانت نظرة بعيدة، لكن التطبيق العملي هو السبب وراء إهمال تطبيق المادة الثانية من الجنسية، موضحا أن مواد الجنسية المختلفة في القانون الهدف منها هو لتبيان ومعرفة األســــــاس بــاســتــحــقــاق األشــــخــــاص للجنسية بمختلفة درجـاتـهـا، ولـيـس مـن أجــل التفريق في الحقوق والواجبات بين المواطنين، وكان الهدف من القانون أن جميع األجيال القادمة يصبحون على مادة واحد من قانونّ الجنسية، وهي المادة الثانية من القانون، لكن التطبيق الـعـمـلـي أتـــى بـشـكـل غـيـر سـلـيـم، ومـــع األســـف الحكومة ال تزال مستمرة في تطبيق هذا األمر، وال بد من التعامل معه بشكل مباشر وواع.