روسيا تدرس التحقيق في تورط الغرب بهجوم موسكو
مصارف في دول «صديقة» لموسكو تعزز التزامها بالعقوبات الغربية
في إطار ما بدا أنه استراتيجية تستخدمها موسكو للضغط على أوكرانيا والغرب من جهة عبر توجيه االتهامات السياسية بالتورط في الهجوم اإلرهابي الذي ضرب موسكو الجمعة الماضي، وأدى إلــى مقتل 154 شخصا على األقــل فـي حصيلة غير نهائية، قـال محققون روس حكوميون أمس إنهم سيدرسون طلبا من نواب برلمانيين بالتحقيق فيما أسموه «تنظيم وتمويل وتنفيذ أعمال إرهابية» ضد روسيا من جانب الواليات المتحدة ودول غربية أخرى.
وقال مدير جهاز األمن االتحادي الروسي، أمس األول، إنه يعتقد أن أوكرانيا، إلى جانب الــواليــات المتحدة وبريطانيا، ضالعون في الهجوم على قاعة كروكوس سيتي للحفات الموسيقية قرب موسكو، الـذي تبناه تنظيم داعـــــش - واليـــــة خــــراســــان، الـــــذي يـتـمـركـز في أفغانستان.
وكـتـب وزيـــر الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، على منصة إكس، ان «ادعاء ات روسيا بشأن الغرب وأوكرانيا في الهجوم على قاعة مدينة كروكوس هي محض هراء».
ووصـــف السفير األوكـــرانـــي لـــدى ألمانيا، أوليكسي ماكييف، المزاعم الروسية بتورط باده في الهجوم بـ «السخيفة»، وهدفها صرف االنتباه عما ترتكبه روسيا في أوكرانيا.
فـــــي غــــضــــون ذلــــــــك، شـــــن راعــــــــي الــكــنــيــســة األرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل هجوما الذعا على المهاجرين في روسيا، بعد أن تبين أن بعض منفذي هجوم موسكو هم مهاجرون من طاجيكستان يقيمون في روسيا.
وبـــعـــد تـــحـــذيـــر زعـــيـــم الـــشـــيـــشـــان رمـــضـــان قـــديـــروف الـقـومـيـيـن الـــــروس الـمـتـطـرفـيـن من استغال الهجوم إلثارة المشاعر العرقية، قال كيريل: «وجــود المهاجرين في روسـيـا، الذي تحدده اآلن المشاكل االقتصادية، يجب أن يتم بموجب شرطين. يجب أن يحترم المهاجرون الشعب والدولة التي يعملون فيها. وال يجوز لـهـم تشكيل تجمعات قـومـيـة منغلقة تتسم بالعدوانية تجاه الوسط المحيط بهم».
وأضـــــاف أنـــه «يـــــدرك جــيــدا أن الـمـواطـنـيـن يخافون أحيانا من هذه المجموعات العرقية، الــتــي يمكنها أن تـسـتـخـدم بـشـكـل متضامن العنف ضد كل من ال يعجبها. وجود أشخاص من ثقافة مختلفة، ولغة مختلفة، ودين مختلف على أراضـــي روسـيـا أمــر مقبول، ربـمـا، ولكن الشرط الذي ال غنى عنه يجب أن يكون احترام الشعب الروسي، والثقافة الروسية، أي ثقافة األغـلـبـيـة. وجــــود الـمـهـاجـريـن، الــــذي تفرضه الـــضـــرورات االقــتــصــاديــة، ال يــجــوز أن يشكل تهديدا للهوية الوطنية لروسيا وللمواطنين الروس».
إلــى ذلــك، نقلت ثمانية مـصـادر مطلعة ان شـــركـــات نــفــط روســـيـــة تــعــانــي مـــن تــأخــيــرات تصل لعدة أشهر في تلقي المدفوعات مقابل الـــخـــام والـــــوقـــــود، فـــي ظـــل تـــزايـــد حــــذر بـنـوك فـي الصين وتركيا واإلمـــــارات مـن العقوبات األميركية الثانوية. ويقلل تأخير المدفوعات من عائدات الكرملين ويجعلها غير منتظمة، مـمـا يـسـمـح لـواشـنـطـن بتحقيق هـدفـيـن من سياسة العقوبات، هما عرقلة تدفق األمــوال
للكرملين عقابا على حرب أوكرانيا، وعرقلة تدفق إمدادات الطاقة العالمية.
ووفقا لما تقوله ثمانية مصادر مصرفية وتـجـاريـة فــإن العديد مـن البنوك فـي الصين واإلمــــارات وتركيا عــززت من التزامها بقيود العقوبات في األسابيع القليلة الماضية، مما أسفر عن تأخيرات أو حتى عن رفض لعمليات التحويل المالي لموسكو. على صعيد آخر، ذكر
الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فاديمير بـــوتـــيـــن أجــــــرى اتــــصــــاال هــاتــفــيــا مــــع الــزعــيــم العسكري لمالي الكولونيل أسيمي جويتا واتفقا على تعزيز العاقات بين الدولتين.
وكـــذلـــك اتــصــل بـوتـيـن بـرئـيـس جمهورية الــكــونــغــو ديــنــيــس ســـاســـو نــجــيــســو، واتـفـقـا على تعزيز العاقات السياسية واالقتصادية واإلنسانية.