نواب ومرشحون يحرضون ويقلبون الحقائق الدستورية فهل يعي الناخبون؟
تصلني مقاطع فيديو لمرشحين، كانوا نوابا، مخالفة للحقيقة، وملوثة ألفهام الـنـاس، ومحرضة على مصلحة الكويت.
أحدهم يصرخ قائال في رده على أمير البالد: ال توجد دولة في العالم توقف التعيين. وهـذا القول، كما يعلم الجميع، غير صحيح، فكل دول العالم، بما فيها دول الخليج، توقف التعيين لفترات قصيرة أو طويلة؛ إما لتنظيم التعيين، أو لتوجيهه إلـى مـجـاالت أفـضـل. وتـقـول المذكرة التفسيرية للمادة 41 من الدستور بشأن العمل إن «هذه المادة ال تعني حق كل فرد في إلزام الدولة بأن توفر له عمال، وذلك ألن التزام الدولة محدود بإمكاناتها»، فهذا النائب بصراخه قد خالف الدستور، وأيضا لم يقل الحقيقة.
ونـــــواب آخـــــرون يـــريـــدون حــصــد األصــــــوات بـالـتـحـريـض والضحك على الشعب، فيهاجمون الحكومة الحالية في تـصـريـحـاتـهـم ومــقــراتــهــم، ألنــهــا طـلـبـت تـأجـيـل الـنـظـر في اقتراحاتهم المالية، ويزعمون أن الحكومة السابقة ووزراء ها ومــؤســســاتــهــا وافـــقـــت عـلـيـهـا، ورغــــم أن هـــذا غــيــر صحيح تماما، ألن الخالف مع الحكومة السابقة مازال موجودا في تفصيالت هذه االقتراحات، فإن الحقيقة الدستورية التي أخفوها أن الحكومة الجديدة غير ملزمة بأي موقف أو رأي، أو حتى تعهد قدمته أي حكومة سابقة، بل قد تكون آراء وتعهدات الحكومة السابقة (إن صحت)، هي سبب لومها وتـغـيـيـرهـا مــن قــبــل سـمـو األمــيــر، فـهـل يجهل هـــؤالء حكم الدستور؟ أم أنهم يضللون الناس عمدا بدال من توعيتهم؟
ومـــرشـــحـــون آخــــــرون يــشــنــون حــمــلــة عــلــى الــشــيــخ فهد اليوسف، بسبب إعالن وزارة الداخلية، الذي جاء فيه ترديد للمادة 14 مـن قـانـون اإلجــــراءات «مــن شهد جريمة أو علم بوقوعها عليه أن يتقدم لسلطات التحقيق»، فقالوا إنها دعـوة للتجسس، وإنها عنصرية، وضد الوحدة الوطنية، وتفرق المجتمع، وأخطرهم من قال إن كل كويتي قد يفاجأ بسحب جنسيته في أي يوم.
والحقيقة أن كل ما ذكــروه هو وسيلة مكشوفة إليقاف تــوجــه الـحـكـومـة الـحـالـيـة لـكـشـف الــمــزوريــن ألغــلــى وثيقة في الكويت، وهـي وثيقة الجنسية، فكيف شوهوا الدعوة القانونية والشرعية التي جاء بها هذا اإلعالن إلى تحريض وتخبط غريب؟ فما دخل اإلبالغ عن جريمة التزوير بالوحدة الوطنية أو بالتجسس أو شق المجتمع أو سحب جناسي الكويتيين؟
أكرر مرة أخرى، على الناخب أن يعي خطورة قلب الحقائق من جانب بعض المرشحين، وتحريضهم على األوضــاع، وتحريفهم للمبادئ الدستورية المعروفة، ويا لها من وسيلة رخيصة لكسب األصوات.