سفير فيتنام لـ ةديرجلا•: تجربتي بالكويت توجت مشواري الدبلوماسي
نغو توان ثانغ مودعا: الكويت دائما في ذهني وستبقى بلدا رائعا يستحق أشياء عظيمة
بفضل برنامج المنح الحكومية أصبح لدى الطاب الفيتناميين اآلن فرصة لتعلم اللغة العربية بجامعة الكويت
عشية مغادرته الكويت بعد مهمة استمرت 3 سنوات سفيرا لبالده في الكويت التي أحبها وأحبته، يغادر السفير الفيتنامي النشيط نغو توان ثانغ، تاركا خلفه «إرثا» من عالقات تمكن من نسجها بأسلوبه الراقي وابتسامته المعهودة التي ال تفارق وجهه. ويؤكد نغو توان ثانغ أن تجربة عمله سفيرا لفيتنام بالكويت كانت تتويجا لمشوار عمله الدبلوماسي، وكانت تجربة زاخرة بالخبرات والمواقف التي ال تنسى. ولفت نغو توان ثانغ إلى أن نجاحه فى أداء مهمته يعود في المقام األول إلى مساعدة كل أفراد سفارة بالده، إضافة إلى مساعدة السلطات الكويتية وتعاون زمالئه من باقي السفارات معه في تذليل أي عقبات، وفي استيعابه لسياسة الكويت وتقاليدها، موضحا أن العالقات الفيتنامية - الكويتية المتميزة شهدت تطورات إيجابية فى مختلف المجاالت، كما أن التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بشكل ملحوظ. سفير فيتنام حرص قبل مغادرته في نهاية شهر رمضان الجاري على وداع الكويت والكويتيين عبر «الجريدة»، وكان الحوار التالي:
* مــن سـفـيـر حــالــي إلـــى سـفـيـر ســـابـــق... حــدثــنــا عــن هـذه التجربة.
- لقد حان الوقت بالنسبة لي أن أقـول وداعــا، وفي شهر أبـريـل المقبل ستصل مهمتي الدبلوماسية إلــى نهايتها، وقريبا سأصبح سفيرا سابقا لفيتنام لدى الكويت.
خال ثاث سنوات من مهمتي الدبلوماسية، حاولت أن أبذل قصارى جهدي للكويت وللعاقة التاريخية والودية بين البلدين. ومن نواح عدة، حقق عملي الكثير بمساعدة الكويت أرضا وشعبا، لذا اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة ألقول شكرا للكويت، على منحي أفضل ما في وقتي للمرة األولى كسفير لدولة محورية في منطقة الخليج. * لمن تقول شكرا؟ - أوال وقبل كل شيء، أود أن أشكر أول من ساعدني على التعود على إيقاع الحياة في الكويت - أميرا وحكومة، الذين قبلوا أوراق اعتمادي ورحـبـوا بي بعناية كبيرة في األيـام الصعبة التي مرت بها الباد خال جائحة كورونا، وكذلك زمائي السفراء في السلك الدبلوماسي، واإلخوة واألخوات في مجموعة «اآلسيان»، والعديد من األصدقاء اآلخرين، الذين ساعدوني على فهم طرق الدبلوماسية في هذا البلد.
ومـــنـــهـــم تــعــلــمــت جـــوهـــر الـــنـــظـــام الـــســـيـــاســـي الـــكـــويـــتـــي، وأساسيات الثقافة الكويتية والعربية، والمزيد عن تسهيل
فترة واليـتـي. إنني أقــدر كل األحـاديـث التي أجريتها خال المناسبات واالجتماعات، وفي شهر رمضان، تعلمت الكثير من خال الديوانيات لتحسين عملي كل يوم، ولكن ال يزال هناك الكثير مما يجب تعلمه وتحسينه. * ما الذي حققته خال فترة عملك في الكويت؟ - بعد ثاث سنوات، بوصفي سفيرا لفيتنام في الكويت، أشعر بالفخر ألن صورة فيتنام استقبلت بمزيد من الدفء والتقدير من الشعب الكويتي، فمن خال العمل الجاد، ساعدت سـفـارة فيتنام بالكويت فـي الـتـرويـج ألفـضـل مـا تتمتع به فيتنام في التجارة والسياحة والثقافة - ثاثة من الجوانب العديدة التي تساعد على تعزيز التعاون الودي بين فيتنام والكويت.
فــقــد الـتـقـيـنـا بــعــدد ال يـحـصـى مـــن الــمــســؤولــيــن ورجــــال األعمال والمؤثرين الكويتيين، وخاصة الصحافة المحلية، لــمــنــاقــشــة ســـبـــل الــــتــــعــــاون وعــــــرض بــــادنــــا عـــلـــى الــســكــان المحليين، وأشكرهم جميعا على الدعم الكبير، ومن خال هـــذه االجــتــمــاعــات تــم تحقيق إنـــجـــازات عـــدة، مـثـل إحـضـار القهوة الفيتنامية إلى جانب منتجات مختلفة من الفاكهة واألسماك والمنسوجات وغيرها التي باتت موجودة وبكثرة في مراكز التسوق؛ وباتت فيتنام مألوفة أكثر لدى الكويتيين، وخصوصا اآلن حيث يتم التقدم للتأشيرة عبر اإلنترنت.
من الجانب اآلخر، هناك اآلن المزيد من الفرص للتبادالت الـشـعـبـيـة بــيــن فـيـتـنـام والـــكـــويـــت. وبــفــضــل بــرنــامــج المنح الحكومية، أصبح لدى الطاب الفيتناميين اآلن فرصة لتعلم اللغة العربية في جامعة الكويت، ويشارك مواطنونا أيضا في مشاريع تكرير النفط، ويعملون في المطار كمضيفين، وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الفرص للشعب الفيتنامي للمساعدة في تطوير الكويت، لقد أخبرتكم دائما أنهم أيضا «السفراء» الذين يمثلون بلدنا الحبيبة فيتنام، وبالتالي أشكر أبناء جاليتي على مساعدتي في تحقيق مهمتي الناجحة.
* إلـــى أيـــن بـعـد الــكــويــت، ومـــن هــو السفير الــجــديــد، ومـا نصيحتك له؟
- سأعود إلى وزارة الخارجية، في هانوي، عاصمة فيتنام، في الوقت الحالي، أما السفير الجديد فهو نجوين دوك ثانغ، دبلوماسي محترف ذو خبرة كبيرة، ونصيحتي لـه: كلما زاد عدد األشخاص الذين نلتقي بهم أصبح فهمنا للكويت أفضل، وهذا األمر سيساعده على مواصلة االرتقاء بالعاقة بين فيتنام والكويت إلى مستوى أعلى. * كلمة أخيرة - بالنسبة لي، الكويت بلد رائع يستحق أشياء عظيمة في المستقبل القريب، وأعتقد أن أفكاري هي نفسها مع العديد من زمائي السفراء اآلخرين، خال أيام عملي الدبلوماسي
كانت الكويت دائما في ذهني وستظل.
ورغم أنني لم أعد سفيرا لفيتنام لدى الكويت فإنني ال أزال دبلوماسيا، وأكرس حياتي لبناء العاقات مع جميع أنحاء العالم، أعتقد أننا سنلتقي مرة أخرى في أي مكان على وجه األرض - ربما في وطني، وسنواصل المحادثات حول الحياة والعمل. إن باب العاقة بين فيتنام والكويت مفتوح لكلينا، وكل ما علينا فعله هو اتخاذ اإلجراء عندما يحين الوقت.
ومرة أخرى، أتوجه بالشكر إلى هذا البلد ولكم جميعا، وال يسعني إال أن أقول: شكرا للكويت على منحي أفضل أوقات حياتي، ونرجو أن يأتي األفضل لنا جميعا.