شوشرة: أصلحوا أخالقكم

رغم أننا في شهر الخير والعبادة والمودة والرحمة فإن كل هذه الصفات الحميدة انتزعت من قلوب البعض، الذين تفرغوا لتبادل التراشق واالتهامات والقذف والسب دون احترام لحرمة هذا الشهر الكريم، بل أصبحوا يزايدون على اآلخرين بالوفاء واالنتماء وغيرها من الكلمات التي يرددونها، لكن األهم هو تطبيقها على أرض الواقع، وحب هذا الوطن بتفويت الفرصة على كل من يريدون الشر به وبأهله، وبمن يسعون إلى تفتيت الوحدة الوطنية وتشتيت الصفوف لمآرب أعظم وأكبر، وهنا ال تزال الفرصة مواتية إلعادة ضبط األخالق وإصالحها إال أن هناك من يكابرون وال يعون تدخلهم في شـؤون اآلخرين، بل يمارسون أسوأ التصرفات بالتشويه والتشهير والضرب بكل الوسائل التي تحمل حقيقتهم المرة.

والمطلوب وضــع خطة عالجية إلصــالح أمــور هــؤالء وإعادتهم الى الطريق السليم، لعلهم يتداركون أخطاء هم، ويتجنبون سلوكهم السيئ، وهو أمر ال بد أن تعيه األجهزة المختصة بوضع خطة لتحسين السلوكيات ووضع مبادئ تعلمهم األخالقيات من جديد، ويجب أن تمارس وزارة التربية دورها التربوي في هذا الجانب بمصاف التعليم حتى تخلق جيال صالحا ال يتأثر بسلوكيات من فقدوا أخالقياتهم التي أصبحوا يسوقونها أمام المأل بال استحياء، بل يتفاخرون بذلك.

واألنكى من ذلك هناك من يصنفون حساباتهم بأنها األبرز، وهي في األساس مصدر لنشر البذاءة والشائعات وغيرها، فليس عيبا العودة عن الخطأ وتصحيح المسار وتجنب هذه الممارسات، وعلى بعض المرشحين الساعين لضرب خصومهم أن يحترموا عقول الناس، فكل شيء واضح ومكشوف، ومن العيب استخدام أدوات التحريض للوصول إلى مبتغاهم إلقصاء منافسيهم.

ألن االنتخابات يجب أن تمارس بسلوك أخالقي بالدرجة األولى ال بطرق ملتوية، فمن يصل الى البرلمان وهو مرتكب مثل هذه األفعال لن يكون همه الشأن العام أو مصلحة البالد والعباد بقدر تحقيق مآربه وأهدافه، وبالتالي سيعض من دعموه أصابع الندم، وسيتكرر سيناريو الندم والتحلطم.

لـذلـك على الناخبين عــدم االنــجــراف وراء هـــؤالء والــحــذر منهم، ومحاسبة كل من يسعى لذلك في إيصال رسالة واضحة في صناديق االقـتـراع، وهـي الكويت فـوق الجميع باختيار من يحافظون عليها، ويحققون االسـتـقـرار والطمأنينة بعيدا عـن الـتـجـاذبـات والتشنج والممارسات غير المقبولة والتجاوزات التي يروح ضحيتها األبرياء. آخر السطر: من يقرأ ما بين السطور سيكشف األدوات، والعودة عن الخطأ ليس من الخطيئة.