Al Jarida (Kuwait)

بالصوم نستدل على فقر اآلخر

- محمد علي القالف

شهر رمضان الفضيل فيه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، تجتمع فيه األسر على الفطور ويتواصل بعضهم مع بعض، ويتزاورون فيما بينهم تقديرا للمحبة واأللفة، وفي هذه األيــام المباركة تكون موائد الطعام عامرة؛ سـواء في البيوت أو في دور العبادة، وما يتم تقديمه للناس وباألخص الفقراء والمحتاجين ومن ليس لديه قرص طعام يتناوله، وهذا أمر محمود ويشكرون عليه.

لكن المشكلة التي نعانيها كل عام تكمن في غرس مفهوم علة الصوم، فالذي نالحظه هو أن المفهوم السائد أن يتم تعليم الصغار قبل الكبار أن يأكل في السحور جيدا وشرب الـمـاء الـكـافـي كـي ال يعطشوا أو يـجـوعـوا أثـنـاء صيامهم، فهل هذه هي الحكمة من الصوم فقط؟ ففي األثر قول لإلمام الرضا: «إنما أمروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر اآلخــرة، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدوا إليهم ما فرض الله تعالى لهم في أموالهم».

مــن هنا عندما نـجـوع أو نعطش نستشعر ألــم الفقراء والــمــسـ­ـاكــيــن الـــذيـــ­ن لــيــس لــديــهــ­م قـــوت يــومــهــ­م، هــنــا العلة والحكمة التي يجب أن تدركها وتعلمها المجتمعات عند قدوم الشهر الفضيل.

وفي مقتبس جميل ألحمد الحسن عن الصيام: ال خير في كثرة الصالة والصيام والعبادة إذا لم تدفعك إلى إنصاف اآلخرين مهما كان موقفهم منك، وإذا لم تواس من قتر عليه رزقه بما وسع الله عليك، وإذا لم تبن لك حاجزا عن محارم الله، وإذا لم تمنعك عن الغيبة والنميمة والجدال والمراء غير المثمر... إلخ.

رسالة: فــي شـهـر الــصــيــ­ام علينا أن نــزكــي أنـفـسـنـا ونـراجـعـه­ـا ونصححها، وكذلك استشعار ألم الفقراء وعطشهم وجوعهم ونغرس في أبنائنا وأهلنا المفهوم الحقيقي للصوم، وتقبل الله طاعتكم وصالح األعمال، وكل عام وأنتم بخير، وعساكم من عواده.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait