تجهيزات إسرائيلية لهجوم رفح والتوتر يتمدد في «الضفة»
• قصف عنيف على غزة • مفاوضات الدوحة تتأرجح ذهابا وإيابا • تهديدات لمقررة أممية انتقدت اإلبادة
تحسبا النهيار المفاوضات مع حركة حماس المتواصلة بالدوحة، بدأ الجيش اإلسرائيلي االستعداد الجتياح مدينة رفح، وطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من اإلدارة األميركية تحديد موعد جديد لبحث التوقيت المناسب للعملية، في وقت تواصلت العمليات العسكرية الدامية رغم قرار مجلس األمن بوقف إطالق النار.
وسط التجاهل التام لقرار مجلس األمن بوقف إطالق النار في غزة، أعاد رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نتنياهو فتح الباب أمام الهجوم البري على مدينة رفح المغلقة عند الحدود مصر.
وكــشــف مــســؤول أمـيـركـي رفــيــع الـمـسـتـوى، أن مكتب نتنياهو طلب تحديد موعد جديد لالجتماع مع إدارة الرئيس جو بايدن لتحديد موعد مناسب الجتياح رفح، حيث يحتشد 1.5 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين فروا من القتال في مناطق أخرى.
ورغم المخاوف األميركية من الحصيلة البشرية لهجوم مماثل وتفضل خيارات أخرى، بدأ الجيش اإلسرائيلي االستعداد الجتياح مدينة رفح، تحسبا النهيار المفاوضات مع حركة «حماس» المتواصلة بالدوحة.
وبـــحـــســـب الـــقـــنـــاة 21، فــــإنــــه «رغـــــــم الـــضـــغـــوط األميركية، بـدأت إسرائيل استعدادها للعمل في رفح، واتخذت خطوات فعلية على األرض تمهيدا للعملية في حال انهيار صفقة المختطفين»، مبينة أن ذلــك يأتي فـي وقــت ينسق وزيــر الـدفـاع يـوآف غاالنت هذه العملية مع نظرائه في واشنطن.
وأوضــــحــــت الـــقـــنـــاة الــعــبــريــة أن «اســـتـــعـــدادات الجيش شملت خطة للتعامل مع األنفاق، ومهاجمة غــرف الـقـيـادة والـمـنـازل الـتـي يتحصن بها قـادة حماس وتصفيتهم».
وقـــــالـــــت: «تـــمـــهـــيـــدا إلصــــــــدار األمــــــر بـالـعـمـلـيـة المستقبلية في رفح، وفي إطار التعامل مع السكان المدنيين المقيمين في رفح، أمر نتنياهو بشراء 40 ألــف خيمة مـن الصين لنقلها فــور وصولها إســرائــيــل إلـــى غـــزة وتـحـديـد أمــاكــن واضــحــة لها لنصبها ونقل الالجئين إليها».
فـــي الـــمـــقـــابـــل، جــــدد الــمــتــحــدث بـــاســـم مجلس األمن القومي األميركي جون كيربي موقف البيت األبـيـض الــرافــض للعملية العسكرية فــي مدينة رفـــح المكتظة بـالـنـازحـيـن. وقـــال فــي مـقـابـلـة مع الــقــنــاة نـفـسـهـا: «نـعـتـقـد أن الــقــيــام بعملية برية كبيرة في رفـح هو خطأ، وال يمكننا ببساطة أن نؤيد هجوما بريا كبيرا في رفح ال يتضمن خطة قابلة للتحقيق ويمكن التحقق منها تضمن أمن 1.5 مليون من سكان غزة الذين وجدوا ملجأ هناك بسبب العمليات التي جرت في الشمال، وفي خان يونس وقبل ذلك في مدينة غزة».
وفي إشارة إلى التحذير بشأن «عواقب» العملية العسكرية في رفح، التي أكدت عليها كاماال هاريس نائبة الرئيس األميركي جو بـايـدن، قـال كيربي: «كــمــا قــالــت نـائـبـة الـرئـيـس أيـــضـــا، لــن أتـكـهـن، أو أخوض في سيناريوهات افتراضية هنا. نعتقد أن هناك طرقا أخرى لمالحقة حماس في رفح، في حين أن إلسرائيل مرة أخرى كل الحق في القيام بذلك، ولكن بطريقة ال تعرض هؤالء األشخاص، الالجئين للخطر». غزة والضفة
وفي حين شهد قطاع غزة أمس، غـارات جوية ومعارك شرسة بين الجيش اإلسرائيلي وحركة حــــمــــاس، انــتــقــلــت الــــحــــرب إلـــــى الـــضـــفـــة الــغــربــيــة خصوصا في مدينتي جنين وأريحا.
وأكدت وكالة األنباء الفلسطينية «وفا» أن قوة كبيرة قـوامـهـا عـشـرات اآللــيــات ترافقها جـرافـات اقتحمت جنين ومخيمها من عدة محاور، مشيرة إلـــى أن قـــوات راجــلــة انـتـشـرت فــي محيطها، كما نصبت القناصة على أسطح المباني، فيما داهم الجنود عدة منازل.
وفي أريحا، أصيب ثالثة بينهم فتى أمس، عند تعرض مركبات بينها حافلة مدرسية إسرائيلية إلطالق النار. واتهم جيش االحتالل ملثما أطلق النار من سالح آلي على سيارتين وحافلتين قرب بلدة العوجا. وأرسل تعزيزات إلى المنطقة وأغلق الطرق، فيما يجري البحث عن المهاجم.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس ارتفاع حصيلة القصف اإلسـرائـيـلـي إلــى 32 ألـفـا 552و قـتـيـال و47 ألــفــا 980و مــصــابــا مـنـذ الــســابــع من أكتوبر الماضي، مؤكدة أن «االحتالل ارتكب ست مجازر ضد العائالت وصل منها للمستشفيات 62 شهيدا و19 إصابة خالل الـ 24 ساعة الماضية».
وأضافت أنه في «اليوم الـ 174 للعدوان المستمر ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وال تستطيع طــواقــم اإلســعــاف والـــدفـــاع المدني الوصول إليهم».
ويــــواصــــل الــجــيــش اإلســـرائـــيـــلـــي هـــجـــومـــا عل الـمـسـتـشـفـيـات بــــدأه فـــي 18 مــــارس عــلــى مجمع الشفاء الطبي وامتد إلى مستشفيي ناصر واألمل في خان يونس. مفاوضات قطر
بـــمـــوازاة ذلــــك، أكــــدت قــطــر الــوســيــط مـــع مصر والواليات المتحدة، استمرار المفاوضات للتوصل إلى هدنة 6 أسابيع تترافق مع تبادل اإلفراج عن إسرائيليين وفلسطينيين.
ونـقـلـت شـبـكـة «ســـي إن إن» عـــن 3 مـــصـــادر أن الـــمـــفـــاوضـــات وصـــلـــت إلــــى طـــريـــق مـــســـدود آخـــر، لكنها لـم تنته بعد. ووصفها دبلوماسي بأنها «عالقة ولكنها مستمرة»، قائال إنه ال تـزال هناك «مقترحات تتأرجح ذهابا وإيــابــا»، وأكــد مصدر
ثان أن األطراف ما زالت منخرطة في المفاوضات لكنها «متوقفة مؤقتا».
ولــم يتم تحقيق أي تـقـدم بعد أن سـافـر مدير وكـالـة االستخبارات األميركية ولـيـام بيرنز إلى الــدوحــة أواخــــر األســبــوع الـمـاضـي لـلـقـاء نظرائه اإلسرائيليين والمصريين والقطريين وطرحه اقتراحا قبلته إسرائيل وأعاده إلى «حماس».
وفــي تـطـور الفـــت، قـالـت مـقـررة األمـــم المتحدة الـــخـــاصـــة لــــأراضــــي الـفـلـسـطـيـنـيـة فـرانـشـيـسـكـا ألبانيزي إنها تلقت «تهديدات» بعدما أكـدت في تقرير أن «ثمة أسبابا منطقية» تدفع إلى القول، إن اسرائيل ارتكبت الكثير من «أعمال اإلبادة».
وأبـــدى عــدد كبير مــن الـــدول غالبيتها عربية ومسلمة فضال عن أميركية التينية، دعمها هذا األسبوع للمقررة الخاصة صاحبة التصريحات القوية جدا.
وأكــــد وزيـــــرا خــارجــيــة األردن أيــمــن الـصـفـدي وبريطانيا ديفيد كاميرون، أمس، ضرورة تطبيق قرار وقف إطالق النار في غزة.
وأكد الوزيران أهمية في اتصال هاتفي تناول بحث جهود التوصل لوقف فــوري إلطــالق النار وإنـهـاء الـكـارثـة اإلنسانية فـي غــزة، أهمية تبني مجلس األمن القرار رقم 2728 الداعي لوقف إطالق الــنــار فــي غـــزة خـــالل شـهـر رمــضــان، وشــــددا على ضـــرورة تطبيقه، واتفقا على اسـتـمـرار التعاون والتنسيق في جهود إدخــال مساعدات إنسانية كافية ومستدامة وفورية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
من جانبها، أكدت حركة فتح أن قضية اإلفراج عــن جـمـيـع األســــرى وتـبـيـيـض ســجــون االحــتــالل تحتل األولوية على أجندة الرئيس محمود عباس.