تصريحات ترامب هزَّت زعماء العالم الذين تجمعوا في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة
نقلـــت وزارة الخارجيـــة الصينيـــة عن وزير الخارجية وانج يي قوله لنظيره الفرنســـي: »إن الصيـــن تؤيدُ حلًا ســـلميًا لقضية كوريا الشـــمالية، من الخطأ قول إن بكين لا تفعل ما يكفي .«
وأضافت الوزارة أن الوزيرين اجتمعا على هامـــش اجتماعـــات الجمعية العامـــة للأمم المتحدة أمس الأول الثلاثاء.
يذكر أن الرئيـــس الأمريكي دونالد ترامب ص عـــد مواجهته مع كوريا الشـــمالية بشـــأن تحديهـــا النووي، فهـــدد بتدميـــر البلد الذي يســـكنه 26 مليون نســـمة بالكامل، وسخر من زعيمه كيم جونج أون واصفًا إي اه بـ«رجل الصواريخ«. في خطاب نـــاري أمام الجمعية العامـــة للأمـــم المتحدة رســـم ترامب صورة قاتمـــة لعالم في خطر، وعب ـــر عن نهج غلب عليه طابع المواجهـــة للتعامل مع التحديات الدولية مـــن إيران إلـــى فنزويـــلا. كما دافع بحماس عن السيادة الأمريكية.
وقال ترامب أمـــام الجمعية العامة المؤلفة مـــن 193 دولـــة وهو يقرأ بحـــرص من نص مع د ســـلفًا: »الولايات المتحدة لديها الكثير مـــن القوة والصبر، لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو حلفائها فلن يكون أمامها خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل.«
وفيما علت الهمهمات فـــي القاعة، وصف ترامب الزعيم الكوري الشـــمالي بأنه »رجل صواريخ في مهمة انتحارية لنفسه ولنظامه.« ردود أفعال وهـــ زت تصريحاتـــه زعمـــاء العالـــم الذين تجمعـــوا في قاعـــة الجمعيـــة العامـــة للأمم المتحدة، فقد تحـــدث الأمين العام للمنظمة الدوليـــة قبله بدقائـــق عن الحاجـــة للحنكة السياسية في التعامل مع بيونج يانج، قائلًا: »علينا ألا ننقاد إلى الحرب دون أن ندري.«
وســـل ط أكثر تهديد عســـكري مباشر من ترامب لكوريا الشـــمالية فـــي أول خطاب له الرئيس الأمريكي أثناء إلقاء كلمته بالأمم المتحدة - رويترز في الجمعية العامـــة الضوء على مخاوفه من تجارب بيونج يانج الصاروخية المتكررة فوق اليابان، والتجارب النووية تحت الأرض.
ويقـــول مستشـــاروه إنه قلق مـــن التقدم الذي تحققه كوريا الشـــمالية في تكنولوجيا الصواريخ، ومن قلة السبل السلمية المتاحة دون مســـاعدة الصين. وغ طى أحد الحضور وجهـــه بيديه بعد أن تحدث ترامب عن تدمير كوريـــا الشـــمالية بالكامـــل مباشـــرة، بينما عقدت وزيرة الخارجية الســـويدية مارجوت ولســـتروم ذراعيهـــا. وقالت ولســـتروم لبي. بي.ســـي: »كان الخطاب الخطأ في التوقيت الخطأ وأمام الجمهور الخطأ.«
ولم يتراجـــع ترامب عن موقفـــه، بل كتب تغريـــدة في وقـــت لاحق ذكـــر فيها مـــا ورد فـــي خطابه من تدميـــر كوريا الشـــمالية إذا دعت الحاجة. ولم ترد بعثة كوريا الشـــمالية في الأمـــم المتحـــدة بطلـــب للتعقيب على تصريحـــات ترامـــب، وقالـــت البعثـــة: »إن دبلوماسيًا صغيرًا جلس في المقعد الأمامي بالمكان المخصص لها خلال كلمة ترامب.«
وفـــي ألمانيـــا قالت المستشـــارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها ســـتبذل كل ما في وسعها لضمان حل دبلوماسي. وأضافت »أي شيء آخر سيفضي إلى كارثة.«
وكانـــت أشـــد تصريحات ترامـــب موجهة لكوريا الشمالية، فقد دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحـــدة للعمل معًا على عزل حكومة كيم حتى تتخلى عن سلوكها العدواني.
وذكـــر أن ســـعي كوريا الشـــمالية لامتلاك أســـلحة نووية وصواريـــخ باليســـتية »يهدد العالم بأسره بخســـائر لا تخطر على بال في أرواح البشر«.
وفيما بدا أنه هجـــوم مبطن موجه للصين أكبر شـــريك تجاري لكوريا الشـــمالية؛ قال ترامـــب: »إنه لأمر مشـــين أن بعض الدول لا تكتفي بالتعامل التجاري مع مثل هذا النظام فحسب، بل تســـلح وتدعم ماليًا بلدًا يع رض العالم لخطر صراع نووي«. ووقااقل ال مفرئميغاسيارلةف رنســـي إيمانويل ماكرون في كلمته إن بلاده لن تغلق باب المفاوضات بشـــأن كوريا الشـــمالية، ودافع عـــن الاتفاق النـــووي مـــع إيـــران قائـــلًا: »إن التخلي عن الاتفاق سيكون خطأ كبيرًا«.
وقبل كلمة ترامب، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعية العامة التحلي بالحنكة السياسية لتفادي حرب مع كوريا الشمالية.
وقال رئيس وزراء البرتغال الســـابق: »هذا وقت الحنكة السياســـية. علينا ألا ننقاد إلى الحرب دون أن ندري.«
ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على فرض تسع جولات من العقوبات على كوريا الشـــمالية منـــذ 2006، وناشـــد جوتيريش المجلـــس المؤلف من 15 دولة الحفاظ على موقفه الموحد تجاه بيونج يانج.
وحـــ ذر ترامـــب كوريـــا الشـــمالية من أن التحرك العســـكري خيار مطروح بالنســـبة للولايات المتحـــدة بعد أن أجرت بيونج يانج سلســـلة من التجارب بهـــدف تطوير قدرتها على اســـتهداف الولايـــات المتحدة بصاروخ مز ود برأس نووي. م مونق ج فهتبهكا،ي ق نالت وزارة الخارجية الصينية: »إن التهديـــدات بالقـــول أو الفعـــل لا يمكن أن تســـاعد في حل الوضع في شبه الجزيرة الكورية«. وذلـــك بعد أن أشـــار وزير الدفاع الأمريكي جيـــم ماتيس إلى وجـــود خيارات عسكرية فيما يتعلق بكوريا الشمالية.
وأجرت كوريا الشـــمالية مـــرارًا اختبارات نوويـــة وصاروخية في تح د لقرارات من الأمم المتحـــدة أحدثهـــا إطلاق صاروخ متوســـط المدى حل ق فوق اليابان، بعد فترة وجيزة من إجراء بيونج يانج سادس وأقوى اختبار نووي في الثالث من سبتمبر.