السيسي يستنسخ »رؤية السادات« لحل »قضية فلسطين«
محللون: واشنطن مطالبة بالضغط على »تل أبيب«
برغم تكرار المشـــهد لأربعـــة أعوام متتالية، إلا أن مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيســـي في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 72 في نيويورك الأسبوع الفائـــت، حظيت بزخم غيـــر عادي، وتفاعل داخل المجتمع الأمريكي والداخل المصري، وحتى في إســـرائيل بعد الدعوة التي وجهها للجانبين الفلســـطيني والإسرائيلي للقبول بالسلام والتعايش جنبًا إلى جنب واستغلال الظروف المواتية التي قد لا تتكرر.
الأمـــر الـــذي دفـــع الكثير مـــن المراقبين والمحللين إلى القول بأن »السيســـي على خطى الســـلام في أمريـــكا«، وأن مصر هي الأجـــدر بحلحلة الملف الشـــائك والمعطل منذ سنوات عدة. صولدمىي توهقائفل ســـبب الصـــدى الهائل الذي حققته الزيارة عند الدعوة إلى إحلال السلام في منطقة الشـــرق الأوسط بل تخطاها إلى لقاءات على مســـتوى رؤساء وملوك الدول تجـــاوز عددها 15 لقـــاءً، وتأكيـــدات مصر علـــى محورية دورهـــا في الملفـــات الدولة عبر الاجتماع الخاص بقوات حفظ الســـلام والملف الليبي وغيرها.
عضـــو المجلـــس المصـــري للشـــؤون الخارجيـــة الســـفير رخا أحمد حســـن، قال لـ»الشبيبة«: »إ ن زيارة السيسي لأمريكا في الوقت الراهن مع منعها للمعونات المصرية ستعمل بالتأكيد على تلطيف الأجواء وتعيد الحيـــاة إلى العلاقات بيـــن الدولتين، خاصة أن ما لم يُعلن من تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس المصري بنظيـــره الأمريكي تناول الحديث عن شـــراء مصر سلاحًا من روسيا، وتوقيع اتفـــاق المُفاعلات النووية، وشـــراء ســـلاح من فرنســـا أيضًا، وهذا يسبب عدم ارتياح لأمريكا«. ت وأمقــيـاأ تسـلــزتيااذر ةع لـــم الاجتمـــاع السياســـي بالجامعة الأمريكية د.ســـعد الدين إبراهيم، فأوضـــح أن التوقيت رغم أنه معلن مســـبقًا إلا أنه جـــاء في الوقت الأكثر من مناســـب، بالنســـبة لمصر؛ نظرًا لما شهدته العلاقات الأمريكية المصرية من فتور، لأســـباب عدة على رأســـها حجـــب جزء كبير مـــن المعونة العســـكرية الأمريكيـــة لمصـــر، بقـــرار من الكونجرس، بناءً على تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، الذي قال إن هناك تحفظات على حقوق الإنسان في مصر.
وأضاف، في تصريح خاص لـ»الشـــبيبة«، أن مقابلـــة الرئيســـين السيســـي وترامب، تزيد مـــن العلاقـــات الثنائية بينهمـــا، ولغة التفاهـــم، إلا أنـــه يتحتـــم علـــى الجانـــب المصـــري أن يعي جيـــدًا أن الكونجرس هو من أوقـــف المســـاعدات الأمريكية لمصر؛ لأنه المعني بقضية حقوق الإنســـان، وليس الرئيس ترامـــب، لذا يجـــب أن يتم القضاء على التجاوزات الموجـــودة في هذا الملف بالتحديد.
ورأى ســـعد الديـــن إبراهيـــم، أن الزيارة والمشـــاركة كانـــت إيجابية للغايـــة، خاصة أنها أتاحت للرئيس السيسي عقد مقابلات ولقاءات مع زعمـــاء العالم في توقيت واحد، وخاصة جلســـته مـــع بعض صانعـــي القرار في الداخـــل الأمريكي، في مقـــر إقامته في نيويورك. ن جوافـحــ يم بالهرســـياق نفســـه، قـــال الخبيـــر في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراســـات السياسية والإستراتيجية د.سعيد اللاوندي، إن »مشـــاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي باجتمـــاع الجمعيـــة العامة للأمـــم المتحدة، هادفة وحققت ناجحًا مبُهرًا، كما أنه الوحيد الـــذي ألقى كلمة مختصرة، رغم ذلك كانت شاملة للعديد من الموضوعات المهمة التي شـــغلت المنطقـــة العربية خاصـــةً، وأوروبا بشكل عام«.
وأضـــاف: »السيســـي طالـــب الشـــعبين الفلســـطيني والإســـرائيلي بالعيش معًا في ســـلام وأمان، ووجه نداءً أيضًا إلى الرئيس الأمريكـــي بـــأن يتحمّـــل المســـؤولية لنبذ العداوات بين الشـــعبين، هذه هي الخطوة الأولى وبداية حقيقية لتحقيق السلام«. الرئيس المصري خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
فيمـــا أكـــد أســـتاذ العلـــوم السياســـية والعلاقات الدوليـــة بجامعة القاهرة د.طارق فهمي، أ ن الكلمة التي ألقاها السيســـي في المؤتمر الذي عُقد بالولايات المُتحدة ذكية للغايـــة؛ لأنه من خلالها اســـتغل وجود أكثر من دولـــة عربية وأوروبية مـــن أجل الدعوة الحقيقيـــة لتحقيـــق الســـلام بيـــن كلٍ من »فلسطين وإسرائيل .«
ولفت إلى أ ن كلمة السيســـي هذه المرة عـــن القضيـــة الفلســـطينية كانت شـــاملة لجميع الأطراف التي ســـيتحقق من خلالها السلام وهم »إسرائيل وفلسطين والولايات المتحدة الأمريكية«، لذا يجب على الأطراف المتلقية لهذه الرسالة العمل جيدًا والسعي لحل الأزمة.
وأشـــار إلى أ ن هذه ليســـت المرة الأولى التي يُشارك فيها الرئيس باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحـــدة، وإنما المرة الرابعة، وأن ردود الأفعـــال كانت إيجابية حول كلمة مصر سواء في دولة الاحتلال الإسرائيلي أو فلســـطين أو أمريكا، لكن المهم أن تترجم هذه الـــردود إلى خطوات جادة وفاعلة على أرض الواقع. شويكرلىجالدميدح لل السياســـي، وعضو الحزب الديمقراطـــي الأمريكي، ماك شـــرقاوي أن مشـــاركة الرئيـــس عبدالفتـــاح السيســـي، بالجمعية العامة للأمـــم المتحدة في دورتها الــــ72، كان مؤثـــرة جـــدًا، وأظهـــرت مصر للعالم بشكل جديد وقوي.
وقال لـ»الشبيبة« عبر سكايب: »مشاركة الرئيـــس عبدالفتــــــاح السيســـــي فـــي اجتماعـــات الأمـــم المتحـــدة هــــــذه المرة أثبتـــت للعالـــم أن القاهرة بهـــا مفاتيح حل للعديـــد مـــن القضايـــا الشـــائكة بمنطقـــة الشـــرق الأوســـط، فنجد وقف إطـــلاق النار فـــي سوريا تمّ بمباركة مصرية، والمصالحة الفلســـطينية لن تتـــم إلا بالتدخل المصري المباشـــر بين طرفيها فتح وحماس، وأيضًا مباحثات عملية الســـلام بين الفلسطينيين والإســـرائيليين لـــن تتحـــرك إلا بعـــد لقـــاء الرئيس المصري بالطرفين«.
وعـــن لقـــاء السيســـي بـ»ترامـــب« للمرة الرابعة قـــال الشـــرقاوي: »إن توجه رئيس أكبر دولـــة إلى مقر إقامة الرئيس المصري يعـــدّ زيـــارة رســـمية وليســـت لقـــاءً علـــى هامـــش الجمعية العامة، وأعتقد أن جلســـة المفاوضات اســـتمرت أكثر من ساعة، وهو الوقـــت الـــذي يفـــوق كل لقـــاءات الرئيس الأمريكي، كما أن تشـــكيل الوفد الأمريكي نفســـه بهذا العدد الكبير توحـــي بأنها زيارة إدارة دولة وليس فقط رئيسين«.
ونوّه إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية شـــهدت الفتـــرة الأخيـــرة، نوعًا مـــن أنواع الخمول نتيجـــة إلغاء مجلس الشـــيوخ 95 مليون دولار من المعونة العسكرية، وحجب 185 من حزمـــة المعونـــات الأمريكية التي تتلقاها مصر، في نفـــس التوقيت كان وفد رفيع المســـتوى مـــن المفتـــرض أن يقابل وزيـــر الخارجية المصري ســـامح شـــكري، لكـــن وزارة الخارجية متعمـــدة صرّحت بأن جدول الأعمال ليـــس به هذا اللقاء، »لكنني أتوقع أن تشـــهد العلاقات تطورًا نوعيًا على الأصعـــدة كافـــة، نتيجة لحـــرص مصر على فتح نوافذ التعاون مع الدول كافة وليســـت الولايات المتحدة فقط«.
وأردف أن مصـــر عندمـــا نوّعـــت مصادر تسليحها، كصفقة فرنسية لطائرات الرافال وحاملات طائرات هيلكوبتر وصفقة ألمانية للغواصات، وصفقة روســـية حصلت خلالها علـــى طائـــرات ميـــج 35 ومنظومـــة دفاع صاروخـــي، أعطت انطباعًا قويًـــا بأنها دولة كبيرة لها علاقات بكل العالم.