الفقر والمرض والجهل'' ثلاثي يتفشى نتيجة حرب تستعر في اليمن
ثلاث ســـنوات مضت علـــى دخول اليمن نفقًا لم تخـــرج منه حتى اليوم، فمنذ هذا التاريخ واليمن الذي كان يُســـمى سعيدًا، وضـــع قدمـــه الأولى فـــي مربـــع الحرب الأهليـــة، فالحـــرب لا تأتـــي إلا بالخـــراب والدمـــار والقتـــل والتشـــريد والخـــوف والجوع والمرض والجهـــل، وهي النتائج الكارثيـــة التـــي بات هـــذا البلـــد الفقير يعيشها كتفاصيل حياة يومية.
وكـــون هـــذه النتائـــج الكارثيـــة لازمت اليمنييـــن منذ ثلاث ســـنوات ومـــا زالت مستمرة، في ظل غياب ولو ضوء بسيط لوجود حل ســـلمي يوقف الحـــرب، فقد اتسعت دائرة الفقر.
ووفقًا لأحدث نتائـــج رصدتها منظمات محلية فإ ن نسبة الفقر في اليمن ارتفعت إلى 85 في المئة. ومحطات توليد الطاقة الكهربائيـــة في اليمن تعرّضت إلى تدمير كامل، وكذلك انهيار النظام الصحي.
وقد تســـبب القتـــال الدائر فـــي البلاد إلى انتشـــار وباء الكوليرا إذ تشـــير آخر الإحصاءات إلى أن عدد الإصابات تراكميًا قد تجـــاوز »700« ألف مصاب منذ بداية انتشـــار الوباء قبل أشـــهر عديدة وبلغت الوفيـــات جراء الوباء أكثـــر من »2100« حالة.
أمام وضع كهذا أفادت منظمة أوكسفام الدوليـــة، أن أكثر من ثمانية ملايين يمني يعيشـــون في مناطـــق تفتقـــر للخدمات الأساســـية. وذكـــرت المنظمـــة أيضًا في صفحتها الرســـمية لمكتبهـــا باليمن على موقع التواصل الاجتماعي »فيسبوك« أنّ »14.8 مليون شخص في البلاد يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية«.
الحـــرب التي تشـــهدها اليمـــن خلّفت أيضًـــا عشـــرات الآلاف مـــن القتلـــى والجرحـــى، و3 ملايين نـــازح في الداخل، بحســـب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في مناطق عدة بالبلاد.
في حيـــن قالت منظمة الأمـــم المتحدة مطلع الأســـبوع الفائـــت، إن 10 ملايين طفـــل مـــن اليمنييـــن باتـــوا بحاجـــة للمساعدة، بسبب استمرار الصراع.
جاء ذلك فـــي تغريدة لمكتب تنســـيق الشؤون الإنســـانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، نشـــرها على حسابه الرسمي بموقع »تويتر«.
وذكـــر المكتـــب أيضًـــا أن »الصـــراع فـــي اليمن يتســـبب بتفاقـــم الاحتياجات الأساســـية للمدنيين والمـــس بكرامتهم، وخاصة الأطفال .«
وعلى صعيـــد متصل بوضع التعليم في اليمن فهـــو لا يختلف كثيـــرًا عن الوضع الصحـــي وبقية الخدمـــات التـــي غيّبتها الحرب عن شـــعب فقير أصلًا، فعشـــرات المـــدارس قد دُمّرت وبعضهـــا تحوّل إلى ثكنات عســـكرية، وعشـــرات الآلاف من المعلميـــن باتـــوا تحت خط الفقـــر جراء توقـــف صـــرف مرتباتهم وبقيـــة موظفي الدولـــة منـــذ أكثـــر من عشـــرة أشـــهر، وملاييـــن الأطفـــال فـــي ســـن التعليم لم يتمكنوا من الالتحـــاق بالمدارس كنتيجة طبيعيـــة لحـــرب طاحنـــة تعيشـــها البلاد واســـتبدلت القلـــم بالبندقيـــة والمتارس بدلًا عن المـــدارس إذ بات مئات الطلاب يلتحقون بجبهات القتال إجباريًا.
مؤخـــرًا حـــذّر وزيـــر التربيـــة والتعليم اليمنـــي، د.عبداللـــه لملس، من تفشـــي الأمية بشـــكل كبير، في الفتـــرة القريبة المقبلة بســـبب مغادرة الطلاب صفوف الدراسة بشكل قسري.
قال »لملـــس« إن عدد الطـــلاب الذين تعثـــر اســـتكمال تعليمهـــم فـــي مراحل التعليـــم العـــام وصل إلى نحـــو 3 ملايين ونصف المليون طالب.