Al Shabiba

إعداد: فريق تحرير حوار الشرق الأوسط

-

رغم كونها واحدة من حالات الاضطراب الأكثر انتشـــارًا في جميع أنحاء العالم، مـــا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه حول اضطراب طيف التوحـــد ASD)،( خاصةً في منطقة الشرق الأوسط.

وفيمـــا تشـــير الإحصـــاء­ات الأخيرة إلى أن التشـــخيص الخاطئ المعتاد للاضطرابات النفسية يؤثر على طفل من بيـــن كل 68 طفلًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يزال هنـــاك القليل من المعلومات المتوافـــ­رة حول تلك الحالة بالمنطقة.

على ســـبيل المثال، هنـــاك ورقة بحثية نشـــرتها جامعة ليدز بيكيت في يناير 2017 تفيد بأن هناك بعض الأبحاث المنشـــور­ة حول انتشـــار مرض اضطراب طيـــف التوحد ASD)( في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعزي أســـبابه إلى عوامل ثقافية. وأشارت الورقة البحثية إلى أن عـــدم الإبلاغ عن الإصابة بمـــرض التوحد في العالم العربي يشـــكل تحديًا رئيســـيًا، إضافة إلى صعوبات التشخيص الناجمة عن افتقار أطباء الأطفال إلى التدريب المناســـب؛ وعـــدم وعي الآباء بمثل تلك الحالـــة، إلى جانب تردد الآباء في استشـــارة الأطباء المختصين، إما بســـبب الخوف من وصم أطفالهم، أو لعدم الوعي بضرورة تشـــخيص المرض والعـــلاج في وقـــت مبكر. هـــذه التحديـــا­ت دفعت بطارق الفخراني وأحمد محفوظ، إلى إطلاق مبادرة تأهيل.

»تأهيل« شـــركة ناشـــئة تقدم برامج التأهيـــل والتدريب لتنمية مهـــارات الأطفال المتضررين من خلال اســـتخدام مقاطع الفيديو التفاعلية باللغة العربية.

وفقًا للمعهـــد الوطني الأمريكي للصحـــة العقلية، يتميّز اضطراب طيـــف التوحـــد ASD)( بمجموعة واســـعة من الأعـــراض، والمهارات، ومســـتويا­ت الإعاقة، لـــدى أولئك الذين يعانون من اضطرابات اجتماعية مُزمنَة؛ بما في ذلك صعوبات في التواصل والتفاعل مع الآخرين، والسلوكيات المتكـــرر­ة، والأنشـــط­ة أو الاهتمامات المحـــدود­ة، وكذلك الأعـــراض التـــي تضـــر بقـــدرة الفـــرد علـــى التفاعل في المناسبات الاجتماعية، وفي المدرسة، أو في العمل.

يقـــول الفخراني: »بـــدأت الفكـــرة بالحاجة إلـــى تغيير طريقـــة تعليم الأطفال بالمدرســـ­ة. لاحظنـــا أن حوالي 95 % مـــن المدارس المصرية تُفضـــل الحفظ بدلًا من الفهم، وحينئـــذٍ قررنـــا تصميـــم تطبيـــق تفاعلي يجعـــل العملية التعليمية ممتعة وبسيطة. بعد مرور بضعة أسابيع، التقينا مع صديقة العائلة، د.مي الرخاوي، طبيبة الأطفال/صديقة العائلـــة، التـــي كان مقترحهـــا التركيز بصـــورة أكبر على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو.«

ساعد الإرشـــاد المقدم من د.مي في توجيه طاقات رواد الأعمال تجاه إحدى المشـــاكل المُل حة في مصر. الخدمات عبر الإنترنت تساعد الآباء والأبناء على حد سواء.

بعد أشـــهر من البحث لجمع المعلومـــ­ات حول ما أطلق عليه المؤسســـو­ن الشـــركاء »مرض مُتغاضى عنه بشكل كبيـــر في مصـــر«، اســـتفاد رواد الأعمال مـــن رواتبهم في توفيـــر الأموال اللازمـــة لانطلاقة تطبيـــق »تأهيل«، وكانت البداية بالنموذج الأول في العام 2013.

يوضـــح الفخرانـــ­ي: »اختبرنـــا الإصدار الأول على ســـتة أطفال لمدة ســـتة أشـــهر. خـــلال تلك الفتـــرة، تمكنا من مراقبة الأخطاء كافة عن قرب، واستطلاع الآراء حول كيفية التحســـين، ومتابعة تطوير الخدمـــات التي نقدمها إلى أن أصبحنا على استعداد للانطلاقة بصورة رسمية.«

بعد عام ونصف، استقال الشريكان من وظائفهم اليومية لتحقيـــق أحلامهـــم. كان تقدمهم لمســـابقة مركـــز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال TIEC)( حافزًا لهم، قبل فترة طويلة من ترسيخ قواعد الشركة في مصر، وحصولها على المركز الأول.

»لـــم نكن نخطط لما نفعل أو كيـــف يمكننا البدء، ولكن كل مـــا كنـــا نعلمه هـــو أن »تأهيل« كان فكـــرة رائعة وأنه سبيالالإقض­يا فـــصةد إل ىىكابليرًحا،صلوذللكعلت­قىدتممناوي­إللٍىقادلرمه س0 اب0 ق0ة . «‪1 5.‬ دولار أمريكي، حصل المؤسسون الشركاء على عام من حضانة الشـــركات الناشـــئة فـــي المقر الرئيســـي لمركـــز الإبداع التكنولوجـ­ــي وريـــادة الأعمـــال، إذ تلقوا جميـــع المهارات اللازمة لبناء نموذج الشـــركة وتطويـــر التطبيق الخاصين بهم.

بعـــد بضعة أشـــهر، في مطلـــع العـــام 2015، تم إصدار تطبيـــق »تأهيل«. يقول الفخراني: »بعد انطلاقة التطبيق، بمساعدة د.مي، بدأنا في بناء شبكة من المتخصصين. ما يـــزال البحث عن مقدمي الخدمـــات الطبية والعلاجية أحد التحديات الكبـــرى التي تواجهنا في الوقـــت الحالي، ومع ذلك التزامنا بالبحث عن أفضل المتخصصين يدفعنا دومًا نحو الأمام .«

يعمـــل التطبيق في الوقت الحالي بالقاهرة، والهدف من »تأهيل« هو أن يصبح حلقة الوصل بين المرضى ومقدمي الخدمـــات الطبية والعلاجية مـــن المتخصصين المؤهلين بالمنطقة، إذ تبدأ العملية بتقييم حالة الطفل والمســـاع­دة فـــي إعـــداد خطة العـــلاج التي تكـــون مخصصة بحســـب احتياجات كل طفل.

ونظـــرًا لعدم التشـــابه بيـــن حالتين مختلفتيـــ­ن، لا يوفر »تأهيل« الحلول التي تناســـب الحـــالات كافة. نوفر العديد مـــن الخيارات للمرضى، بداية مـــن النوع وحتى تفضيلات اللغة، ونوع العلاج، وهذا ما يساعد »تأهيل« على الوصول إلـــى 500 مشـــترك من أصـــل 10 مشـــتركين على مدار عاميـــن فقط. يقول الفخراني: إن زيادة عدد المشـــترك­ين أمـــر إيجابـــي، لكن ما يهمنا فـــي النهاية هـــو التأثير الذي يصنعونـــه، ويضيـــف: »نحن أول من أدخـــل إلى المنطقة مفهـــوم »نمذجة الفيديو الحقيقي« حيـــث نحاكي الحالات الواقعيـــ­ة عبر الفيديو للمســـاعد­ة في تقييـــم حالة الطفل والتعامل مع مختلف الحالات بشكل جيّد. نشعر بالسعادة عندما نرى حرص الأطفال على التعليم، ومستوى تفاعلهم مع مقاطع الفيديو«.

شـــجعت تجربـــة »تأهيـــل« الناجحة مع مقاطـــع الفيديو رواد الأعمـــال علـــى توســـعة نطاقها والاســـتف­ادة منها من خـــلال إدخـــال خصائص جديدة تشـــمل »تدريـــب الآباء«، البرنامج الذي من خلاله يمكـــن للآباء تعلم كيفية التكيّف مـــع احتياجـــا­ت الطفل، إلى جانب تدريبهـــم على مختلف المهارات باستخدام مناهج دراسية دولية معتمدة.

ويتطلـــع الفخرانـــ­ي إلى إطـــلاق برنامج آخـــر »تمارين« مُط ور بواســـطة فريق عمل »تأهيل« لمســـاعدة الآباء على وضع خطـــة تعليمية لأطفالهم، دون الحاجة إلى مســـاعدة المتخصصين.

يختم الفخراني حواره قائـــلًا: »هناك الكثير من الخطط حول برنامـــج تأهيل نســـعى لتطبيقها في تلـــك اللحظة. نهدف إلى توطين برنامج تأهيل بحســـب البلد، -بحســـب الثقافة، واللهجة، ولغة الحوار في كل بلد على حدة- نرغب في إنشـــاء مزيد من محتوى الفيديـــو والبرامج التعليمية، والأهم من ذلك هو توسعة شبكة تأهيل من المتخصصين على مدار العامين المقبلين«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman