Al Shabiba

الحد من النفايات الورقية

-

وقـــال شـــاهين إن الأهم مـــن ذلك كان إدخـــال البيانات للصندوق.

وأوضـــح قائلًا: »لـــم نرغب في أن نحصـــل على صندوق إعـــادة تدوير تقليدي بـــل فضّلنا أن ندمـــج الفكرة مع ما نفعله: إدارة البيانات. لذلك اقتبسنا فكرة »كشف حساب بطاقة الائتمان« الذي يستلمه الزبون من البنوك، وأعددنا كشـــف حســـاب بيئي مؤتمت (آلي) يمســـح لمستخدمي صناديق جرين بوكس بتصور عاداتهم في استهلاك الورق وجهودهـــم في إعادة التدوير. هذا يعنـــي أنه في نهاية كل شهر، يتلقى المســـتخد­مون تقارير تبرز تأثيرهم من خلال إحصائيات سهلة الفهم.«

طُرحـــت صناديـــق جريـــن بوكـــس لأول مرة فـــي دولة الإمـــارا­ت ثم في الســـعودي­ة وعُمان ومصـــر العام 2016، ومؤخـــرًا فـــي الأردن. وخلال العام الجاري، وسّـــعت جرين بوكـــس حضورهـــا في هذه البلـــدان بالإضافـــ­ة إلى تقديم المفهوم لبلدان جديدة لم يُعلن عنها بعد.

وقال شاهين: »نملك حاليًا ما يقرب من 600 مكتبٍ في 25 مدينةً بالشرق الأوسط تستخدم خدمات جرين بوكس، ويقع 450 منها في الإمارات. جمعنا في الإمارات منذ العام 2015 نحـــو 10 آلاف كيلوجرام من النفايات الورقية وهو ما يعادل نحو 2 مليون ورقة مقاس ‪.«A 4‬

وأضـــاف: »لنوضح الأمر من منظـــور آخر، تحتاج الورقة الواحـــدة مقاس ‪A 4‬نحو 123 ملـــل من الماء و7 جرامات مـــن ثانـــي أكســـيد الكربون ونصـــف جرام مـــن النفايات لإنتاجهـــ­ا. هـــل يمكنكم تخيّـــل حجم التأثير الـــذي يمكننا تحقيقه إذا وصلنا إلى 10 آلاف مكتب في المنطقة؟«.

وفي حين أنه من الســـهل على الشركات أن تتسجل في المبادرة، أشار شاهين إلى أن التكاليف كانت دائمًا بمثابة تحد.

وقـــال شـــاهين: »نـــدرك أن الشـــركات تولـــي اهتمامًا كبيـــرًا بالتكاليف ولهذا الســـبب نقدم خدمة جرين بوكس مجانًـــا 100 %. ندعم تكلفة الصندوق نفســـه والخدمات اللوجســـت­ية المتعلقة به مما يســـهّل على الشركات تبنّي ممارســـات مســـتدامة جديدة. جرين بوكس خدمة مجانية 100 %، وهذا ليس فخًا.«

وعنـــد الســـؤال عـــن تمويل المشـــروع أجاب شـــاهين: »نقدم الحل الكامل وتتحمّـــل إنفوفورت جميع التكاليف. استنادًا إلى درايتنا في التوجيه والجدولة، نجمع محتويات جرين بوكس باســـتخدا­م مركباتنا وندمج ذلك مع رحلاتنا للشـــركات الأخـــرى إلى نفـــس الزبـــون أو المنطقة. هذا يساعدنا في خفض النفقات الداخلية وتحسين انبعاثاتنا.«

وأضاف: »بمجـــرد أن نجمع النفايات الورقية، نرســـلها إلـــى شـــركائنا المعتمديــ­ـن لإعـــادة التدوير فـــي كل بلد. نستخدم حضور شركتنا ومواردها وقاعدة زبائنها وقدرتها على الاســـتثم­ار والتواصل مع المؤسسات التي تريد فعل الخير مع مرافق إعادة التدوير التي قد لا تكون قادرة على الوصول إليها بطريقة أخرى.«

بينمـــا اعترف شـــاهين إنه لـــم يعتد قط التفكير بشـــأن إعـــادة التدويـــر عندمـــا كان أصغر ســـنًا )»كانـــت أوقات مختلفة آنـــذاك وكانت الأولويـــ­ات مختلفة تمامًـــا«،( فإنه يشـــعر أن الســـلوكي­ات تجاه إعادة التدوير تتغيّر تدريجيًا نحو الأفضل في المنطقة.

وقال شـــاهين: »تختلف الســـلوكي­ات من بلـــد إلى آخر وفقًا للظروف والأولويات. بصفةٍ عامة، الوعي موجود لكن البعض يفتقر إلى الوســـائل أو الدوافع أو يشـــعرون أنهم ليســـوا مهددين مـــن الوضع الراهن علـــى المدى القريب. لهذا السبب نحن في حاجة إلى مزيد من التوعية والتثقيف في المدارس لتعزيز حس المسؤولية.«

وأضاف: »يمكن أن يتحقـــق التغيير من خلال المواطنة الفعالـــة. هذا يعنـــي أن هناك شـــعورًا بالملكيـــ­ة والتزامًا بالمساهمة في التغيير وفعل الخير.«

وقال شاهين: »الشباب أكثر وعيًا من سواهم بالاستدامة والحفـــاظ علــى البيئة، والســـبب في ذلك يعـــود إلى إلى جودة التعليم وســـهولة الوصول إلى الموارد. الشباب في وقتنا الحالـــي هم الزبائن وصانعو القرار في المســـتقب­ل. وبمجــــــ­رد أن ينضمــــوا للقـــوى العاملة، الأمور ســـتتغيّر بشكل أسرع .«

وبالنظر إلى المســـتقب­ل، فإن الهدف الأساسي -الغريب للغاية- لشاهين هو عدم استمرار خدمة جرين بوكس.

وقال شـــاهين: »ســـنصل إلى قمـــة نجاح خدمـــة جرين بوكس عندما نتخلص نهائيًـــا من النفايات الورقية! هدفنا النهائي هو تغيير عادات اســـتهلاك الورق والتشجيع على العالم الرقمي. جرين بوكـــس أداة لتثقيفنا وتغيير عاداتنا ونشر الوعي والتأثير إيجابًا في البيئة.«

حتى ذلك الحين، سيستمر شاهين في تشجيع الشركاء والزبائـــ­ن على المضـــي قدمًا نحو التحول الرقمي ونشـــر الوعي حـــول أهمية إعادة التدوير والاســـتغ­ناء عن الأوراق تمامًا.

وقال شاهين: »التأثير في سلوكيات الآخرين مسؤوليتي ســـيكون من المؤســـف إذا لم يفعل المديرون التنفيذيون والأشـــخا­ص الذين يمكنهم الوصول إلى الموارد أي شيء، واكتفوا بالاستمتاع بالوضع الراهن وأعفوا أنفسهم من أي مسؤوليات .«

وأضـــاف: »تحقيـــق الأرباح والاســـتف­ادة مـــن المجتمع مـــن دون رد الجميل يعكـــس عقلية قديمة وســـلوكًا أنانيًا للغاية. كل شـــخص أو شـــركة تمارس دورها في المواطنة الفعالـــة، تصبح قدوة للآخرين وتؤثـــر في محيطها العائلي والاجتماعي .«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman