Al Shabiba

المواقف العمانية الجزائرية مواقف ثابتة

-

تكتســـب العلاقات العمانية الجزائرية أهمية كبيرة على العديد من الأصعدة والمستويات الإقليمية والدولية، بمـــا تحظى به من رعاية واهتمـــام كبيرين من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأخيه فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقـــ­ه رئيـــس الجمهوريــ­ـة الجزائريــ­ـة الديمقراطي­ـــة الشـــعبية، وحرصهمـــا علـــى تنميتها وتعزيزها لصالح البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى حرصهمـــا على دعم ومناصرة القضايـــا العادلـــة علـــى الســـاحة الدوليـــة، والدعوة إلى الســـلام والأمن والاستقرار من أجل الســـلم في العالم، الأمـــر الذي يفرض المزيـــد من التقـــارب والتعـــاو­ن الاقتصادي الهادف إلى الاســـتفا­دة من الأرضية الصلبة التي توفرها العلاقات بين حكومتي البلدين.

إن ما يجمع البلدين مـــن علاقات تتقاطع في الكثير من المواقف السياســـي­ة، يحتاج أن يدعـــم بخطوات اقتصادية تســـتفيد من تلـــك العلاقات المتينة، وتبني عليها علاقات اقتصاديـــ­ة، تحتـــاج إلـــى تحرك نشـــط من القطاع الخاص في البلدين الشقيقين.

إن سياســـة الســـلطنة والجزائر متطابقة فـــي العديد من القضايـــا الإقليمية والدولية وتتشـــابه وجهات النظر فـــي المواقف من القضايـــا المشـــترك­ة، وتتبنـــى الدولتـــا­ن سياســـات متوازنة فـــي علاقاتهمــ­ـا الدولية تعبيـــرا عـــن مكانتهما فـــي العالـــم، والإرث الحضـــاري الكبير لـــكلا البلدين يعد أرضية خصبـــة تدفـــع نحـــو المزيـــد مـــن التعاون والاستفادة المشتركة من مقومات البلدين وسياســـة حكومتيهما في تشـــجيع القطاع الخاص على ترجمة هذا التقارب وتطويره.

وقـــد أدركـــت الجهـــات المختصـــة عمق العلاقات العمانية الجزائرية وأهمية تجسيد هذه العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين فـــي مد جســـور التعاون بينهمـــا، والمبادرة بإقامـــة معـــرض للمنتجـــا­ت العمانيـــ­ة في الجزائـــر، في بـــادرة لها دلالاتهـــ­ا المتعددة الجوانـــب نتطلـــع أن تثمر عـــن الكثير من المبادرات التجارية.

إن إقامة معـــرض للصناعات العمانية في العاصمـــة الجزائريــ­ـة بلـــد المليون شـــهيد، تشـــكل منعطفـــا مهما في تعزيـــز العلاقات الاقتصادية بين الســـلطنة والجزائر وفاتحة خير للمزيد من التعاون من القطاع الخاص فـــي كلا البلدين، فضلا عن أن هذا المعرض يعد الأول خارج منطقة الخليج كمؤشر على الانفتـــا­ح على الغيـــر، والبحث عن أســـواق أخرى لتعزيز مثل هذه الفعاليات التفاعلية من التبـــادل­ات التجارية وفتح آفاق أوســـــع نحو إقامة شراكات واستثمارات متبادلة في كلا البلدين.

إن البعد الجغرافي لم يعد عائقا أمام الدول في توطيـــد دعائم العمل الاقتصـــا­دي وأنها قادرة على تذليل كل التحديات لمد جســـور التعـــاون وتقديـــم المزيـــد مـــن التضحيات لتجســـيد العلاقات واقعا عمليا يقترب أكثر من الأشقاء ويسهم في زيادة التجارة البينية ويفتح آفاقا أوسع للاستثمار المشترك.

بـــل إن إقامة معرض المنتجـــا­ت العمانية فـــي الجزائـــر ستســـهم في اطلاع الشـــعب الجزائري على تطـــور القطاع الصناعي في الســـلطنة، بل يتعدى ذلك لتكـــون الجزائر الكبيرة قدرا ومقامـــا بوابة للمغرب العربي وشمال أفريقيا ككل.

فاليـــوم يحـــط معرض »صنع فـــي عمان« رحالـــة فـــي العاصمـــة الجزائريــ­ـة، ليكـــون جسرا للتواصل التجاري ويفتح آفاقا أوسع للتعاون وإقامة الشـــراكا­ت بين المؤسسات العمانيـــ­ة ونظيراتها الجزائرية، ويســـهم في زيادة التبادل التجاري إلى المستويات التي يتطلع إليها الجميع.

إن التعريـــف بالصناعـــ­ات العمانيـــ­ة ومكوناتها رســـالة حضارية تتجاوز المفاهيم الضيقة المحصورة بالتبادلات التجارية إلى نطاق أوسع لتسهم في التعريف بالسلطنة وحضارتها وثقافتها وتاريخها الذي تجســـده بعض الصناعات التقليدية، باعتبار أن هذه الصناعـــا­ت وليدة أفـــكار تحاكي العديد من المنطلقات الحضاريـــ­ة التي يحاول الصناع الاســـتفا­دة منهـــا وتطويعها فـــي منتجات، فضلا عما يمكن أن تظهـــره هذه المعارض مـــن التطـــور الصناعي خاصة فـــي مجالات البتروكيما­ويـــات والمشـــتق­ات النفطيـــة والصناعات التحويلية المصاحبة والمرافق المهيـــأة لتصديرهـــ­ا كالموانـــ­ئ، بالإضافـــ­ة إلى تعـــرف رجـــال الأعمـــال العمانيين عن النشـــاطا­ت الاقتصاديـ­ــة الجزائريــ­ـة ومدى التطور الذي وصلت إليه.

إن تطويـــر العلاقـــا­ت الاقتصاديـ­ــة أصبح مدخلا للتقارب السياسي والاجتماعي حتى، فبهذه العلاقات الاقتصاديـ­ــة المميزة تقوى أواصر الأخوة وتشـــتد ثباتا ورسوخا، فكافة بلدان العالم تســـعى إلى رفاهية شـــعوبها، وتطويـــر اقتصادهـــ­ا، لـــذا تكـــون علاقاتها الاقتصادية هي القبلة التي تشـــكل علاقاتها السياســـي­ة، فمـــا بالك بما يجمع الســـلطنة ودولة الجزائر الشـــقيقة من مبادئ إنسانية ومواقـــف سياســـية تســـعى للـــم الشـــمل العربـــي، والحـــرص على الســـلم والســـلام الدوليين، وكانت وما تزال مواقفها الراسخة تمنـــع الاختـــلا­ف وتنبـــذه بمواقـــف متزنة مســـتمدة مـــن العهـــود والمواثيــ­ـق الدولية والقيـــم الإنســـان­ية ومبادئ ديننـــا الحنيف، ومن أجل ذلك ندعو التجار ورجال الاقتصاد في البلدين إلى تقارب يجعل السلطنة بوابة الخليج وآســـيا للصناعات الجزائرية، ويفتح الآفـــاق للمنتجـــا­ت العمانيـــ­ة فـــي المغرب العربي وشـــمال إفريقيا بـــل وجنوب أوروبا أيضا بمـــا يعمـــم الفائـــدة الاقتصادية على البلدين الشقيقين.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman