Al Shabiba

شكراً للزرعي والكثيري.. وللمجهول..

-

بعد أن تبرع رجل الأعمال العُماني صالح الزرعي لمستشفى جعلان بني بوعلي لشراء أجهزة واستكمال بناء بعض الأقسام ونال بذلك امتنان وتقدير عموم الشعب العماني لا سكان تلك المنطقة فحسب، وبعد أن تلقى الناس بعرفان خبر تبرع الشيخ بخيت الكثيري بجهاز قسطرة للقلب لمركز جراحة في صلالة تقدر قيمته بـ200 ألف ريال عماني. تلقى الناس بغبطة أمس الأول خبر تبرع مواطن ببناء أكثر من 120 منزلاً في محافظة البريمي.

المُحسن، الـذي رفـض ذكـر اسمه، قرر أن يخصص تلك المنازل لليتامى والأسر المحتاجة. ونال هذا الخبر ما نالته أخبار التبرع السابقة من اهتمام، إلا أن البعض زاد في الثناء لتحفظ المتبرع على نشر اسمه، تماماً كما ظهرت بعض الأصـوات لتنتقد المتبرعين بسبب النشر، رغم أنه لا فرق -عمليا- بين إشهار فعل الخير أو كتمه فالآية تقول: {ال ذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالل يْلِ وَالن هَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَب هِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.

فـرب الـعـزة ســاوى بين مـن أنفقوا في العلن مشجعين بذلك غيرهم على فعل المثل، وبين من أنفقوا في السر خوفاً من أن يخالط الرياء عملهم. وكلا النوعين مُحسن لنفسه بار بمجتمعه. وتلك النوعية من الأخبار تضخ الأمل في الأوردة على أكثر من صعيد: تشعرهم -بـادئ ذي بـدء- أن الأثرياء ليسوا طبقة أنانية نرجسية تدور في فلك مصالحها غير مبالية بسواها. إلى ذلك فهي تحقق مبدأ الشراكة الوطنية بين الحكومة والشعب. فمتطلبات الناس تتزايد واحتياجاته­م تتراكم فيما تتقلص موارد الدولة بسبب أسعار النفط الـذي استقر على هـبـوط لا تـلـوح لـه فـي الأفــق قفزة. ورغم أن الدولة تسعى لتنشيط السياحة إلا أن الوقت لا يخدمها أيضا، فالمنطقة محمومة والسياح ينفرون من المناطق التي يتكرر ذكـرهـا فـي نـشـرات الأخـبـار. ويبدو أن السنوات العجاف قد بدأت، ولا سبيل لتزجيتها بسلام إلا بتكاتف عناصر المجتمع.

كثير من الأثرياء في السلطنة، من الأحياء وممن توفاهم الـلـه، فتحوا قلوبهم قبل جيوبهم للناس ورفعوا غمام البؤس عن كثير من العائلات. ولكن هذا الوقت يحتاج لهذه الفئة أكثر من أي وقت مضى لدعم الخدمات الصحية والإسكانية والتعليمية أيضا.

وخـلافـا لــرأي البعض نحن بحاجة لأن نسمع تلك الأخبار لأنها تشيع الفرح وتبدد غمامة الإحباط الذي يمتطي النفس جراء ما نسمعه كل دقيقة من أخبار لها رائحة الدم ولها طعم النار.

تحية لهؤلاء الذين سمعنا عنهم. ولأولئك المجهولين لدينا والمعروفين في السماء. ونأمل أن يشجع ذلك المزيد من التجار ليهبوا لدعم الخدمات الحكومية ويفيضوا على الناس بما أفاض عليهم الله.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman