القطاع الخاص وتوفير العمل
قرار مجلس الوزراء العماني عن توفير 25 ألف وظيفة للمواطنين الباحثين عن عمل لم يتحدث فقط عن العمل على توفير هذا الكم من الوظائف، ولكنه اهتم أيضا بالإشـــادة بتفهم المواطنين جميعاً وخصوصاً أصحاب الشـــركات والمؤسسات للتحديات الاقتصادية الراهنة في المنطقة، وكذلك ببيان إيلاء السلطنة موضوع التعمين الأولوية القصوى في المشروعات والبرامج.
»رعاية الشباب العُماني وتنمية قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم للإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها البلاد في هـــذا العهد الزاهر« عنوان ارتبط بعطاء صاحب الجلالة الســـلطان المعظـــم حيث صاغه كهـــدف منذ اللحظات الأولـــى لتولي جلالته مقاليد الحكم في الســـلطنة، وترجمـــه إلى واقع وظل مهتماً به في كل حيـــن ومتابعا له بحـــرص وعناية، لهذا لم يكن مســـتغربا أبدا صـــدور هذا القرار وتأكيد مجلس الوزراء على أنه »ترجمة للحرص المتواصل الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن ســـعيد المعظم - حفظه اللـــه ورعاه - لرعاية الشـــباب العُماني«، والعمانيون يعرفون دونما شك بأن قراراً يحقق رؤية صاحب الجلالة لا بـــد أن مجلس الوزراء قام بوضـــع الخطط والبرامج المعينة على تحقيق المطلوب، وعكف على إيجاد الظروف المناســـبة لإنجاحه، وأخذ ما يحتاجه من وقت لضمان التنفيذ بدقة ونجاح. ما ينبغي الإشـــارة إليه هو أن قـــرار توفير الـ25 ألف فرصة عمل للمواطنيـــن ليـــس كل الموضوع وإنما هو »مرحلـــة أولى«، أي أنه ســـتعقبها مراحل تســـتفيد منها أعـــداد أخـــرى مـــن الباحثين عن عمل كما أشار البيان، وما ينبغي الإشـــارة إليه أيضا هـــو أن القرار حرص على تنبيه القطاع الخاص إلى أهميته وأهمية مشاركته في تحمل المسؤولية، ذلك أن توفير الوظائف للمواطنيـــن العمانيين ليـــس مســـؤولية الحكومة فقط، ولا بـــد للقطـــاع الخـــاص من أن يكـــون لـــه دور ملموس فـــي هذا الخصوص، لذلـــك تضمن القرار عبـــارة »وإن مجلـــس الـــوزراء إذ يشـــيد بتفهم جميـــع المواطنين للتحديـــات الراهنـــة ليدعو جميع المؤسسات الخاصة إلى المبادرة وتحمل مســـؤولياتها الوطنية في مجال التشغيل وتوفير بيئة العمل الجاذبـــة للعمانييـــن«، وكذلـــك عبارة: »كمـــا يدعو المجلس تلك المؤسســـات إلى إيـــلاء التعمين والإحـــلال الأولويـــة القصوى في برامجها ومشاريعها«.
شـــهران يفصـــلان بين القـــرار وبدء تطبيقـــه، فتـــرة كافية لكل المؤسســـات المعنية في القطاعين العام والخاص لترتيب أمورها والتشـــارك في توظيف هذا العدد من الشـــباب الباحثين عن عمل والذي سيكون له التأثير الإيجابي المطلوب،
لعله من حسن الطالع أن يأتي قرار مجلس الوزراء لإيجاد وظائف لهـــذا العدد الكبيـــر من المواطنين مباشـــرة بعد رؤيـــة العمانيين لقائدهم »حفظه الله ورعاه«، الأمر الذي وفر إحساســـاً بأن مشكلة الباحثيـــن عن عمل لن يتأخر حلها وأن قيـــادة هذا البلد تتابع هذا الموضوع وتعمل على توفير أســـباب الفرح للعمانيين جميعاً. لهذا امتلأت وســـائل التواصـــل الاجتماعي بتغريـــدات العمانيين الذين عبروا عن فرحتهـــم باطمئنانهم على صحة قائدهم وفرحتهم برؤية جلالته فكتبوا الكثير تحت عنوان »شكرا أبي قابوس«، وعبروا عن فرحتهم بقرب بدء إيجاد آلية التشـــغيل للباحثين عن عمل فكتبوا ما يؤكدون به أنه »مهما كتبنا من كلمات الشـــكر لأب معطاء فهي لـــن توفي حقـــه ولو بالقليل بقدر ما أســـعد قلوبنـــا بالخبر.. اللهم أسعده كما أسعدنا«.
شهران يفصلان قرار توظيف 24 ألف عُماني وهما فترة كافية لكل المؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص لترتيب أمورها