Al Shabiba

لغات في فصل أوكراني

-

إتقان اللغة الأوكرانية.

ومن شأن هذا التغيير أن يساعد على القضاء على الفصل الفعلـــي بيـــن المتكلمين المنتمين إلـــى الأقليات، ومن ثم توحيد المجتمع الأوكراني - وهـــو أمر حيوي لديمقراطية قويـــة ونابضة بالحياة. وســـيعمل أيضا علـــى تجهيز جميع الطلاب، بمـــا في ذلك الأقليـــا­ت العرقيـــة واللغوية، ليس فقط لولوج سوق العمل، بل أيضا للمشاركة بشكل أكمل فـــي الديمقراطي­ة الأوكرانية، ممـــا يحتمل أن يؤمن أوضاع حكوميـــة تمكنهـــم مـــن المضي قدمـــا في تعزيـــز مصالح أقلياتهم العرقية.

وتجـــدر الإشـــارة أيضا إلى أنـــه على الرغم مـــن أن هذا القانـــون ســـيؤدي إلى تعليم أقل في لغـــة الأقليات، فإنه لا يحول دون ذلك. وســـيتم توفير التعليم بلغات الأقليات من خلال فئات ومجموعات منفصلـــة، مع بعض البرامج التي تتيـــح التعليم بلغات متعددة. على ســـبيل المثال، إذا كان المتكلـــم الهنغاري يـــدرس الأدب المجري، فإنه ســـيكون قادرا على القيام بذلك بلغته الأم.

وبصفـــة عامـــة، فإن حالـــة قانـــون التعليـــم الجــديد في أوكرانيا لا يمكن أن تكون أقوى. غير أن البلدان المجاورة تشوه عمدا أهمية هذا التشريع، مدعية أنه يتشكل تهديدا إلـــى حد مـــا للأقليـــا­ت الإثنية. وهـــم مســـتعدون لمعاقبة أوكرانيا على ذلك.

وأعلن وزير الخارجية الهنغاري بيتر ســـيجارتو أنه إذا لم يتـــم تغيير القانون، فإن بلاده ســـتعيق المزيد من الاندماج الأوكراني في أوروبا. وأضاف قائلا »يمكننا أن نجزم أن كل هذا ســـيكون مؤلما لأوكرانيا في المســـتقب­ل«. كما أعرب ســـيجارتو، مع نظرائـــه من رومانيا وبلغاريـــ­ا واليونان، عن معارضته لمجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وعلاوة علـــى ذلك، ألغى رئيس رومانيـــا زيارته لأوكرانيا المقـــررة هذا الشـــهر، وســـحب دعـــوة لرئيـــس البرلمان الأوكراني لزيارة بوخارســـت. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اتهم أوكرانيا بمحاولة »أوكرانية« نظام التعليم، عن طريق انتهاك دستور البلاد والاتفاقات الدولية.

وبعيـــدا عـــن كونه وصف خاطـــئ، فإن هـــذا النهج زائف بشكل واضح، حيث إن البلدان التي تشكو من قواعد اللغة الجديـــدة في أوكرانيا لديها أنظمة مماثلة. وعلى الرغم من أن المجـــر هي موطن لحوالـــي 8000 أوكرانـــي، لا توجد مدرســـة واحدة باللغة الأوكرانية في البلاد. وينطبق الشيء نفســـه على روســـيا، رغم وجود أقليـــة أوكرانية تتكون من أكثر من مليوني شـــخص. فـــي رومانيا، هناك مع ما يقرب مـــن 50.000 أوكراني، لكـــن توجد مدرســـة واحدة فقط تدرس اللغة الأوكرانية.

وقالـــت الحكومـــة الأوكرانية أنها ســـوف تقـــدم القانون إلـــى مجلـــس أوروبا، مما يســـمح للجنة البندقيـــ­ة بتحديد مـــا إذا كان القانـــون يلبي معايير مجلـــس أوروبا. وقد وعد الرئيس بترو بوروشـــين­كو بالنظر فـــي تغيير القانون، وفقا لاستنتاجات اللجنة.

ولكن، استنادا إلى المادة 8 من الميثاق الأوروبي للمركز المعني باللغات الإقليمية أو لغـــات الأقليات، التي صدقت عليها أوكرانيا، يبدو من المعقول توقع ألا تكون هناك حاجة إلـــى تغييرات. كما ينص هـــذا الحكم على أن النظام الذي يكفل التعلم الكافي بلغـــات الأقليات في المدارس العادية (في فصـــول منفصلة) مقبـــول بقدر نظـــام يضمن تعليم الأقليـــا­ت من خلال مدارس منفصلـــة ذات لغات الأقليات. وعلاوة على ذلك، ينص الميثاق على أنه يكفي في التعليم الثانوي ضمان »تدريس اللغات الإقليمية أو لغات الأقليات ذات الصلة - وليس بالضرورة موضوعات أخرى -« كجزء لا يتجزأ من المنهاج الدراسي.«

وبغـــض النظر عن تقييم لجنة فينيســـيا، فإن اســـتجابة جيـــران أوكرانيا لا تزال تمثل مشـــكلة خطيرة، لأنها تمثل جهدا فاضحا للتلاعب بالسياســـ­ة الداخليـــ­ة الأوكرانية من خـــلال التخويـــف. وأوكرانيا، التي احتُلـــت لأكثر من 300 ســـنة من تاريخهـــا، تعرف معنـــى أن تكون لغتهـــا مهددة. حتى حكومتها الخاصة، في ظل الرئيس المستبعد فيكتور يانوكوفيتش، حاولـــت تقويض اللغـــة الأوكرانية في العام 2012 مع سياسة »الترويس« التي تشجعها روسيا.

إن الأوكرانية هي اللغة الرســـمية في أوكرانيا، تماما كما الروسية هي اللغة الرسمية للاتحاد الروسي، والمجرية هي اللغة الرسمية في المجر، والرومانية هي اللغة الرسمية في رومانيـــا. في حيـــن أن لغات الأقليات مهمـــة ويجب احترام حقوق متكلميها - كما هو الحال في قانون التعليم الجديد فـــي أوكرانيا - فاللغة الرســـمية هي التـــي توحد المجتمع وتمكـــن المواطنيــ­ـن مـــن المشـــارك­ة فيه بشـــكل كامل. وحكومـــة أوكرانيـــ­ا لها الحق - بل مـــن واجبها - ضمان أن جميع مواطنيها يتمتعون بالكفاءة في ذلك.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Oman